مقالات متنوعة

ملهاة عصام والساعة


* وبعد إرجاع الساعة وإعادة يوم السبت للحياة العامة ؟
* ماذا سيعود معها لحياة الشعب السوداني؟
* هل ستعود باقي المسروقات كما قال الكاريكاتيرست المبدع عبيد؟
* وهل سيكون بإمكان المواطن السوداني أن يطمئن إلى مستقبله ومستقبل أبناءه وأحفاده، بأن عودة الساعة تعني عودة الروح الى جسد الحياة المدنية، وعودة ما تسرب من المجتمع من ضياع قيم وأخلاق وسلوكيات ظهرت مع العديد من بدع وضلالات المؤتمر الوطني؟
* وهل يمكن أن نقول أن عودة الساعة للوراء مرة أخرى، تعني خروج كافة الملفات المسكوت عنها وإعلانها للملأ ومحاسبة المتورطين فيها؟
* وهل من الممكن أن يقنعنا الدكتور (عصام بكور) بأن ظهوره مرة أخرى لمسرح الاحداث فجأة وبدون مقدمات، أراد التكفير عن ذنبه في (جهجهة) الشعب السوداني لسنوات طوال؟، وهل يمكننا أن نقتنع وبكل بساطة بأن هذا الظهور والقاء الملامة على شيخه علي عثمان محمد طه وإتهامه بأنه وراء هذه الجهجهة، وفي جميع وسائل الإعلام أتت من فراغ أم دور مرسوم بعناية لاغتيال شخصية الشيخ السابق؟
* في اعتقادي الشخصي أن ما وراء هذه التعديلات الكثير من القضايا التي يريدون بها إلهاء المواطن، مثلها مثل (ملهاة) محاسن كبي حرجل، وملهاة شمائل النور، وملهاة الزواج بدون معرفة أو موافقة ولي الأمر.

* فبعد التدهور المريع في كافة مرافق الدولة من تعليم وصحة وفقدان الأمن والجوع والعطش، وغيرها من قضايا الدمار الشامل التي أصابت مفاصل الدولة والمواطن بالعطب، لا أعتقد أن كل ذلك ستتم معالجته بعودة الساعة للوراء، ولا بعودة يوم السبت للخدمة المدنية مرة أخرى.
* المطلوب من الحكومة وبدلاً عن الهاءنا بقضايا لم تعد تعني المواطن في شيء، وبدلاً عن فتح قنواتها وصحفها الصفراء والخضراء لصناعة أحداث لا ينطلي (خبث مقصدها)، على فطنة المواطن، عليها أن تكون أكثر ذكاءً وحكمة وعقلانية إن كانت تسعى لخطب ود المواطن فعلاً، بتخليها عن دسَ السم في الدسم.
* وعليها إعادة ترميم وتاسيس كل ما دمرته من بنى تحتية بسوء السياسات، واستعادة المال العام الذي تمت استباحته من قبل نافذين بالدولة.

* والاعتذار للشعب السوداني عن أي روح بريئة أزهقت في سبيل النضال ضد عبث السلطة والبحث عن حياة كريمة.
* وعليها الاعتراف بكافة التجاوزات التي حدثت مع سبق الاصرار والترصد في حق كافة المواطنين بمناطق الهامش، والحروب التي راح ضحيتها الأطفال والنساء وكبار السن قبل الكبار لا لذنب جنوه سوي أنهم سودانيين مستضعفين.

* والاعتذار عن الممارسات القاسية، والتصفيات المهولة في حق الأكفاء وأصحاب الخبرات في الخدمة المدنية، وضياع كل حقوقهم وهضمها في بطون عصابات المال العام ومافيا الدمار الشامل.
* عزيزي الدكتور عصام صديق، منحوك الفرصة للظهور مرة قبل سنوات طويلة، فارتكبت جرماً لا يغتفر في حق الشعب السوداني، ثم اختفيت.
* وأعادوك مرة أخرى للمشهد بعد سنوات من الابعاد القسري، ليس حباً فيك، أو سواد عيونك، بل للعب ذات الدور في مسلسل إلهاء الشعب السوداني، وهذا الدور بالطبع لا يليق بإسمك وتاريخك قبل ما تسمى بثورة الإنقاذ.

بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة