صلاح احمد عبد الله

عضو .. منتدب..!!


* قليل من البرودة في الجو.. دخلت الى الغرفة.. بعيداً عن الأولاد.. والسيدة (نقة).. وتلفزيون السودان.. وقنواته التي تسبب عسر الهضم.. بعد وجبة البوش.. والشاي السادة..!!
* تدثرت جيداً.. وتوكلت على السفر اليومي.. حتى النوم.. حتى النوم في هذا البلد أصبح بسبب الإرهاق..؟!.. سيارة (فخمة) اسمها شنو ما عارف (!؟!) من كثرة الموديلات والأشكال التي تتجول في شوارع المدينة.. وكثرة الذين يمتطونها.. بأشكالهم وألوانهم.. المختلفة.. خاصة اللون (الجديد) الذي يظهر مع آثار أي أموال (طارئة) لمن يصلون الى الثروة في زمن طارئ.. وزمن (بمبي)..؟!
* قرع أحدهم الباب.. ذهب اليه أحد الشباب.. بعد قليل أتى الى الغرفة.. يحمل ظرفاً أبيضاً.. مكتوب عليه.. (شركة المياه الزرقاء لإنتاج قصب السكر).. فحوى الخطاب.. السيد (….).. (أنا).. المحترم.. بعد التحية.. قرر مجلس إدارة الشركة.. وبالإجماع.. ونتيجة حبكم للسكر.. وقصبه.. اختيار سيادتكم.. عضواً منتدباً ورئيساً لمجلس الإدارة لمدة ثلاث سنوات.. على أن تكون مخصصاتكم كالآتي:

(أ) (٢٠) ألف دولار.. راتباً شهرياً..
(ب) (٣) آلاف دولار.. بدل أسماك.. وعلاج.. وأمواج شهرياً..
(ج) (٢) ألف دولار.. بدل لبس.. وزهج.. وسفر.. شهرياً..
* المجموع = (٢٥) ألف دولار شهرياً.. قرأت الخطاب.. وسريعاً (ركضت) الى الخارج وأخبرت حامل الخطاب.. بالموافقة.. وأنني غداً (مباشرة) وبعد صلاة الصبح.. سيتجدونني في مباني الشركة.. الكائنة في شرق المدينة.. ويا سادة.. سأصلكم ولو سيراً على الأقدام.. وأهو المشي.. رياضة.. ويا حبذا لو كان (هرولة).. من أجل مستقبل سكر السودان.. (والسكري) الذي أحمله.. والحمد لله..!؟!
* (٢٥) ألف دولار.. مخصص شهري.. لفرد واحد.. وإذا كان سعر الدولار في السوق (داك).. وسوق بنك السودان (١٨) جنيه.. تكون المخصصات الشهرية للعبد لله.. (٤٥٠.٠٠٠) جنيه.. جنيه يحك الجنيه.. الآن يا سادة عرفتوا قروشكم دي رايحة وين؟.. ناس تأخذ سكر.. وناس من ناس السكر.. يجيها (سكري)..؟!.. ترى كم (زول) مخصصاته زي دي.. في بلد زي دي..؟! غير التجنيب.. والدغمسة.. وسفر (البن) الى خارج الحدود..؟!

* المهم.. أنا مالي..؟!
* شددت الغطاء جيداً.. مع ابتسامة.. وأحلام واسعة.. وكلها كم شهر..؟!.. وكم سلفية مرتب.. وكم سفرية للخارج من أجل صناعة السكر.. وتكرير المياه.. وكم تجنيب.. على الجنب الشمال.. وأخريات على الجنب اليمين.. ومال تسيير.. وأكون من أصحاب الملايين.. والشعب السوداني وين؟.. ولا يهمني ما دام الرصيد في تصاعد.. وأهم كشف بالاحتياجات العاجلة:

(١) منزل فاخر.. فسيح به جديقة.. وحوض سباحة.. مغطى جيداً.. وبعيداً عن الأعين حتى يكون شرعياً حسب نصوص المشروع الحضاري.. وأن يؤثث جيداً..!!
(٢) خمس سيارات مظللات.. بعيداً عن أعين الحسود التي فيها عود..!!
(٣) وبابتسامة ذات مغزى.. ضرورة البحث عن ثلاث من الغيد الحسان.. من أجل (تأطير) المشروع والمحافظة عليه.. ليصير العدد (٤) في أعين أعداء المشروع وعملاء الاستعمار..!!.. وأذنابه من أمثال المدعو عباس دلاقين.. (والحاقد) عبده جلحات..!؟!
(٤) سفريات خارجية.. سريعة.. دبي.. كوالامبور.. أي ولاية أمريكية بعد رفع العقوبات.. من أجل الاستثمار الساخن.. والعائد المجزي.. مع ضرورة البحث عن اللون الأبيض الجميل.. بهدوء.. عقدة الخواجة.. وكده..!!
(٥) داخلياً.. يمكنني الاستفادة مثل غيري من بعض الميادين داخل الأحياء الشعبية.. أو من الردميات التي تتم على ضفتي النيلين الأزرق والأبيض.. أو النيل نفسه شمال أمدرمان.. وبناء شاليهات لعلية القوم من الذين يستطيعون الدفع.. (المقدم).. دون تلتلة وسل روح.. لأن المال العام عندهم جاهز على الدوام..

* الأحلام مستمرة.. والأفكار تتزاحم.. وتتضارب.. ويأخذ بعضها بخناق بعض.. والبرد داخل الغرفة يشتد.. والرغبة في الذهاب الى الحمام تشتد.. وأحاول تجاهلها.. حتى لا أستيقظ من هذه الأحلام الجميلة ولكن No Control
* لقد تغلب السكري على أحلام السكر.. واستيقظ (العضو المنتدب) من حلمه الجميل..!
* عند عودتي.. كان الجميع يتفرجون على فيلم عربي قديم اسمه طاقية الإخفاء.. بطولة فريد شوقي..!
* تمنيت واحدة مثلها..!!
* كانت ستحل الكثير من المشاكل الاقتصادية.. والاجتماعية.. وحتى السياسية وأعاهدكم كنت سأجعل معظم أهلها يتركونها..؟!!
* أظنكم.. ستوافقونني الرأي والأحلام..!؟!

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة