تحقيقات وتقارير

الوطني يقول إنها ليست للإسلاميين فقط .. المنظومة الخالفة.. “شيخ اليسار” هل يلحق بأطروحة “شيخ اليمين”؟


تكثر التفاسير حول ماهية (المنظومة الخالفة)، فكيف لا يحدث الخلاف إذا قيل إن الحزب الشيوعي السوداني المحسوب في أقصى اليسار يمكنه الولوج إلى ردهاتها، أو تمت تسمية أحد اليساريين العتاة كالدكتور الشفيع خضر الذي قيل إنه مرشح بارز لقيادة المنظومة المتكونة بناء على أطروحات عراب الإسلاميين الراحل د. حسن الترابي.

وإن كان الشفيع دبج تصريحاً قرر فيه بأنه لا يدري ما المنظومة الخالفة ولا تسامع مجرد سمع أنه سيقودها، فإنه حري بنا أن نبحث في إمكانية قبول شيخ اليسار في السودان بالطرح القائل إن المنظومة الخالفة فكرتها واسعة وتشمل الإسلاميين ولا تستثني الشيوعيين، أو كما قال د. عبد الملك البرير، نائب رئيس القطاع السياسي بالمؤتمر الوطني، نكرر المؤتمر الوطني وليس الشعبي.

حرز أمين
هل المنظومة الخالفة امتداد للتحالفات السياسية التي ظل الإسلاميون يعملون في ظلها حتى أصبح المشهور عن زعميهم وعرابهم د. الترابي أنه لا يستطيع العمل في الساحة السياسية بمفرده، وإِلَّا وفقاً لهذه التحالفات التي تنهض حسب متطلبات المرحلة وهذا ما أسماه الكاتب الصحافي الراحل محمد طه محمد أحمد عند تكوين حزب المؤتمر الوطني نهاية التسعينيات بعملية تغيير الجلد، مستشهداً بعديد التنظيمات السياسية التي أنشأها د. الترابي بداية بجبهة الميثاق ومروراً بالجبهة القومية الإسلامية ثم المؤتمر الوطني ثم المؤتمر الشعبي الذي لم يكن آخرها إذ فاجأ د.الترابي الساحة السياسية داخل قاعات الحوار الوطني بمصطلح المنظومة الخالفة ، بيد أن يد المنون كانت أسرع فرحل الترابي قبل أن يفصح عن الملامح الكاملة للمنظومة الخالفة التي لا تزال متونها وحواشيها طي الكتمان، والمعلومات عنها محصورة في حدود دائرة ضيقة لدى قيادات بالشعبي.

والآن لا يعرف عن ملامح هذه المنظومة إلا سماتها العامة التي وردت في ورقة المؤتمر الشعبي التي شارك بها في الحوار الوطني وفيها إشارة لتذويب التيارات الإسلامية في حزب واحد بشراكة سياسية جديدة تضم الإسلاميين بطوائفهم المختلفة على أن يخلف الحزب الجديد الأحزاب الإسلامية القائمة، بما فيها المؤتمر الشعبي والمؤتمر الوطني، غير أن الأمين العام الجديد للمؤتمر الشعبي د. علي الحاج المنتخب من المؤتمر العام الأخير رهن في خطابه أمام المؤتمر العام الذي انتخبه، رهن حل الحزب وقيام حزب جديد بتوفر الحريات في ظل نظام ديمقراطي حقيقي.

اتصالات واسعة
عن دواعي السرية التي تلف مشروع المنظومة الخالفة منذ إجازتها عام 2012 قال القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبد الرازق لـ “الصيحة”: إن ذلك يتم حفاظاً عليها من العمل المضاد الساعي لإجهاضها في مرحلة التكوين والبناء والتأسيس لذلك كان العمل سراً في مشروع المنظومة الخالفة منذ بدياته عندما أوكله د.الترابي لبعض القيادات في المركز وأمناء الولايات دون أن يفصح عنهم، وحتى الآن لم يعلن عنهم ولا عن تفاصيل المشروع على أن يتم الإعلان في مرحلة لاحقة مع الشخصيات التي وافقت على الانخراط فيها من الأحزاب الأخرى مشدداً على أنها ستكون طي السرية والكتمان كما أراد لها شيخ الترابي حتى تخرج متكاملة قوية ومحصنة بنفسها ولا يمكن نسفها أو تعطيل مسيرتها.

وأكد أبوبكر أنهم شرعوا في تسويق مشروع المنظومة الخالفة داخل الأحزاب والقوى السياسية عبر اتصالات تتم على مستوي الأفراد وليس الحزب من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، رافضاً وصف اتصالاتهم التي يجرونها بقيادات وكوادر هذه الأحزاب بطريقة فردية بأنها استقطاب أو اختراق لهذه الأحزاب مبرراً ذلك بأنهم يسعون لتأسيس شراكة مع هذه الأحزاب بأفكار سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية وصولاً لتأسيس حزب جديد يجمع كل أهل السودان وتجنيب البلاد خطر التمزق في ظل وجود أكثر من 100 حزب وأكثر من 60 حركة مسلحة.

مؤامرة
اعتبر عضو اللجنة المركزية بالحزب الشيوعي يوسف حسين مشروع المنظومة الخالفة بأنه مؤامرة طرحت من د. الترابي لاختزال الأحزاب السياسية السودانية في حزبين أو ثلاثة بمساندة من النظام (حد تعبيره) ناعتاً ذلك بالحلم الذي يجافي الروح والنظم والأعراف الديمقراطية، مضيفاً في حديثه مع “الصيحة” بأن لكل حزب برنامج وتوجه أيدولوجي وله القوى الاجتماعية التي يستند عليها، لذلك نحن نقول (مافي حاجة اسمها منظومة خالفة ) ونعتبر هذا النهج نوع من الوصايا على الأحزاب ونحن في الحزب الشيوعي نرفضه جملة وتفصيلاً وسنقاومه بكل قوة، مطالباً بإعمال حرية الأحزاب سواء اليمينية أو اليسارية ومنحها الحق الذي كفله لها الدستور وقانون الأحزاب في ممارسة نشاطها والاتصال بجماهيرها، وزاد ليس من حق أيّ شخص أن يكون وصياً ويعطي نفسه الحق في التفكير نيابة عن الأحزاب الأخرى وعليه أن يحصر ذلك في حزبه

ولو جاءت مبرأة
وصف حسين الحديث عن المنظومة الخالفة بأنها تهدف لتأسيس حزب جديد بأفكار سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية يجمع كل أهل السودان وتجنيب البلاد خطر التمزق بأنه حديث يجافي الواقع ومبني على فرضيات (مقطوعة من رأس الذين يتبنونها) لأن المتعارف عليه أن كل حزب يمثل برنامجاً وأفكاراً ويستند على قاعدة جماهيرية معينة وقال (حاجة تشك الناس في كيان واحد من الصعب تتم) وتابع لن نقبل الوصايا ونحن مع حرية تكوين الأحزاب ولم نسع ولن نحاول الاطلاع على ما يعرف بالمنظومة الخالفة التي نحن ضدها تماماً حتى إن جاءت مبرأة من كل عيب لن نقبلها لنا أو لغيرنا لأنها وصايا.

وأشار حسين إلى أنه في حال حدوث تطابق بين الأحزاب في برامجها وأنشطتها في هذه الحالة يقوم بينها ما يعرف بـ(التحالف الجبهوي) الذي له أسس ديمقراطية تحتم على كل حزب الالتزام بالميثاق الموقع ، وفي نفس الوقت لكل حزب حرية النشاط المستقل الخاص به .

ويؤكد حسين أن طرح المنظومة الخالفة من قبل الإسلاميين في هذا التوقيت يعد مؤامرة منهم لأجل إحداث مزيد من الانشقاقات بين القوى السياسية وإضعافها لتنفيذ برامجهم دون مقاومة مع مضاعفة قبضة التحكم بالبلاد، وقال: (هذا عمل ضد الديمقراطية وعليك أن تسألهم في أيّ دولة هذا النظام مطبق.

الخرطوم: الطيب محمد خير
صحيفة الصيحة


‫3 تعليقات

  1. الشعب كله لا يريد هذه البتاعة الخالفة بتاعة الترابي ولا يعرف ما هي ولا يريد ان يعرف

  2. أقترح وبصفتي مواطن سوداني ومن حقي أن أدلي بدلوي في هذه البهدلة التي الحاصلة منذ 28 عاما تعيسة.. أقترح تسمي هذه المهزلة الأخيرة بالمنظومة الهالكة كهلاك صاحبها ، والذي لو أن الله قد أهلكه قبل 28 سنة لكانت بلادنا جنة الدنيا… ولكن قدر الله وما شاء فعل.

  3. كل الدلائل تشير الا ان الاعتماد علي فكر واحد او حزب واحد او مفكرواحد سواء ترابيا او ماركسيا او ليبراليا سوف يجنح بالسفينة ومن ثم غرقها