رأي ومقالات

من على باب الهرم ، أشعلت الأميرة موزا التاريخ !!!


وقفت مسحوراً طيلة أسبوع كامل وأنا أتأمل صورة الشيخة موزا ، تلك الأميرة العربية الباذخة ، وهي تطل من عمق التاريخ ، من أمام بوابة الهرم في زيِّها اللؤلؤي كنخلة قطرية بارعة وفارعة القوام ، وكأنَّها تضاهي أميرة الماضي السحيق في تاريخنا، قوري كنداكي أماني شاخيتو .

سحرت الشيخة موزا بطلَّتها تلك الملايين مثلي حول العالم ، وأشعلت النار في أكوام رماد التاريخ ، فألهبت المشاعر الوطنية السودانية ، وحرقت ذهنية الحسد والإستعلاء المصرية التي لا تريد للسودان خيراً !!!

لماذا تستكثر علينا مصر أن يكون لنا تاريخ وحضارة ؟ لماذا تستكثر علينا مصر أن يكون لنا أهرامات ولو في حجم مثلثات الجُبن ؟ لماذا لا تريد مصر أن تفهم أن رسوخ القدم في التاريخ والحضارة لا يُقاس بعلو المباني وضخامتها ، و الاَّ لكانت أمريكا بناطحات سحابها أرسخ قدماً من كل بلاد الدنيا التي ليس بها ناطحات سحاب ؟

لماذا تدَّعي مصر أمومة الدنيا و تستكثر علينا أبوتها ؟ لماذا تأكل النار جوف مصر إذا جاءت قطر تساعدنا لنزيح رماد التاريخ عن ماضينا ومجدنا، و لنقوم بترميم آثارنا التي تثبت الوثائق أنَّه كان لمصر دوراً بارزاً في تدميرها وسرقة محتوياتها ومجوهرات كنداكاتها ؟

لماذا تتقزم مصر كل يوم عن سابقه حتى أصبحت لا تُجيد غير السَّب واللعن والشتم ، ورفع الأحذية على شاشات الفضائيات ؟ هل صحيحة مقولة السادات ( أنا و عبد الناصر آخر الفراعنة ) ؟

لماذا كلما قام السودان ينشد مجداً أو يبني صرحاً ، قامت مصر الي إذلاله وتبخيسه والنيل منه ؟ لماذا تريد مصر أن تحتكر بغباء تاريخ شعوب كان يموج بعضها في بعض ، وتصنع تاريخاً مشتركاً تشهد به تلك الآثار ؟ لماذا لا تريد مصر أن تفهم أن الحضارة البشرية حلقات ، بعضها قد يكون في مصر ، وبعضها قد يكون في السودان ، وبعضها قد يكون في أثيوبيا أو ليبيا أو غيرها ؟

لماذا لا تريد مصر أن تحترم وجودنا وحقنا في العيش فوق أرضنا واستغلال مواردنا السياحية كما تفعل هي ؟ لماذا تفقد مصر عقلها ورشدها ، وتُسخِّر كل امكانياتها الإعلامية لإفساد علاقات الشعوب التي ربط بينها الدم والنيل والتاريخ المشترك ؟

لماذا تصُمُّ مصر آذانها ، وتكتفي فقط بأسلوب المهاترات البلكونية الذي سيطر على الإعلام المصري ولا تريد أن تسمع وتناقش بعقل فرضيات عالم الآثار السويسري شارلي بونيه واكتشافاته العلمية التي قلبت النظريات الأثرية القديمة ، وأكدت أنَّ حضارة وادي النيل بدأت جنوباً ثم انتقلت شمالاً ؟

لماذا لا تفهم مصر أنَّ ادعاء الحضارة يستوجب الإلتزام بسلوك حضاري في التعامل والحوار والجدل والمنافسة والإختلاف ، وأنَّ الحضارة التي لا تُرقِّي السلوك ولا تهذب النفس لن تُجدي صاحبهانفعاً وسيظل قلبه كحجارة الأهرام أو أشدُّ قسوة ؟

لماذا لا تريد مصر أن تفهم أنَّ تنمية السياحة في السودان ، هو تنمية للسياحة في مصر ، وتعضيد للروابط التاريخية والوشائج الأسرية بين البلدين ، وتمتين لوحدة المصير المشترك ؟
ماذا يُضير مصر إذا اتجه السودان للإستثمار في تراثه وآثاره وماضيه الحضاري ؟ ماذا يُضير مصر إذا ساهمت قطر في ترقية وتنمية السياحة التاريخية في السودان ؟ ماذا يُضير مصر إذا أنشأت قطر خطوطاً للسكك الحديدية ومطارات وموانئ نهرية وبحرية تربط مواقع السودان الأثرية ، وتساعد في ربطها بنظيرتها المصرية ؟

ماذا يُضير مصر إذا امتلأت طائراتها وقطاراتها وبواخرها النيلية وسفنها البحرية بالسياح الوافدين اليها للاتجاه جنوباً لمشاهدة آثار السودان ، الحلقة التي كانت مفقودة في الحضارة البشرية ، ثم العودة الي مصر مرة أخرى ، أو العودة الي بلدانهم من السودان ؟

ماذا يُضير مصر إذا امتلأت فنادقها بالسياح القادمين اليها من الجنوب ليكملوا مشوارهم السياحي شمالاً بعد أن استمتعوا بمشاهدة مهد الحضارة الفرعونية في السودان ، ثم يرحلوا من مصر الي بلدانهم أو يعودوا الي السودان ان شاءوا ؟ لماذا لا تريد مصر أن تحلم بمثل هذا الربط السياحي بينها وبين السودان كما تحلم كل بلاد الدنيا المتجاورة التي تذخر بإمكانيات سياحية متنوعة ، بلا حسد ولا كراهية ؟

التحية للشيخة موزا وهي تجثو على ركبتيها وسط أطفال بلادي ، الذين يتأفف منهم المترفون ، يلتفون حولها كما العصافير الجميلة ، والتحية للشيخة موزا وهي تقف أمام السبورة لا تهاب غبار الطباشير ، تصفق وتضم الأطفال الي صدرها في أمومة رائعة ، والتحية للشيخة موزا وهي تلصق خدها برأس طفلة من بلادي ، كسرت قلبها المتربة ، في حُنُوٍّ لا مثيل له.

التحية للشيخة موزا وهي تفرد قامَتَها المديدة أمام بوابة الهرم لتلفت أنظار العالم الي تاريخنا وحضارتنا ، والتحية للشيخة موزا وهي تسلط بطلعتها الوضيئة ، وتُحيك من صبح غُرَّتها البهية ضياءاً باهراً على تراثنا البشري وحضارتنا المنسية ، والتحية للشيخة موزا وهي تخط بحضورها لحظة فارقة في تاريخ السياحة السودانية .

بقلم
مهدي زين


‫9 تعليقات

  1. كلامك جميل ولكن هم ليسوا مصريين هم مستوطين خليط من الفرنسين والمماليك واخيرا العرب يعني لو سألت أي واحد منهم من هم جدودكم لا يجد الاجابة ،، واذا ذكرت مصر فاذكر النوبة والاقباط ــ ولك التحية

  2. انت لسة من زمن موزة حسي نحن في صواريخ سد النهضة
    عليك الله خليك متابع…

  3. لله درك يا اخ مهدي زين كتبت فأوفيت لك الشكر وبارك الله في قلمك اذ خط الحقيقة بتهذيب من امتلك تاريخا يمنعة من الانزلاق للملاسنة مع من سرق التاريخ و ارتفع صوته ليخفي الحقيقة ..الشكر لك والمجد لوطن هو منبع الحضارة علي كوكبنا ..وطن يكشف انفجار ماسورة ري بالدامر كنوزا اثرية بلا جهد ولا تنقيب.

  4. لماذا تتقزم مصر كل يوم عن سابقه حتى أصبحت لا تُجيد غير السَّب واللعن والشتم@
    هم اساسا من زمان كده الا من رحم ربي فيهم
    بس نحن يادوب ومعنا عرب الخليج عرفناهم ع حقيقتهم الان
    +
    من اجل هرد الفشفاش اكتر
    جابو ميسئ نجيب نيمار
    جابو سميث نجيب دينزل واشنطون
    ولا ننسي نختم مع اخت مايكل جاكسون وزوجها القطري واخيرا مسي ويقول السودان ابوالدنيا احب ابي السودان مع تصوير واخراج اجنبي التصوير السوداني قليل الجيد ولازم الاستقبال والظهور مع النجوم ناس قيافه و ملابس ترجع للحضاره القديمه عشان نجذب السياح
    بعدين اعتقد ان السياحه ليست لهو فقط ففيها الكثير وربما كان من ضمنها للغير او اولها بالنسبه للمسلم العبر والنظر الي خلائق الله وحضارته القديمه بعدين لابد من اطلاق قناه كوش لجذب السياحه
    وعلي ما اعتقد الخواجات واليهود يعرفوا ويحترموا الحضاره الكوشيه اكثر من الفرعونيه ف افلامهم وكتبهم

  5. على حاجة موزة التبرع لسد النهضة و لو بمبلغ رمزي عشان تغيظ المصريين و تسخنم

  6. المصريون هم سلالة عبيد من المماليك ما عندهم أي تاريخ مشرف المفروض السودانيين يقرءون تاريخ مصر كويس عشان يدوهم في رؤوسهم الكبيرة دي