سياسية

البشير يقترح تشكيل محكمة عدلية لأفريقيا


اقترح رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، أمس الأحد، على مؤتمر يضم رؤساء القضاء الأفارقة بالخرطوم، تشكيل محكمة عدلية أفريقية، واتهم المحكمة الجنائية الدولية بأنها (أداة استعمارية) تستهدف أفريقيا.
وتلاحق المحكمة الجنائية الدولية البشير منذ العام 2009م بتهم ارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية في دارفور، وترفض الحكومة الاعتراف بالمحكمة الجنائية الدولية وتراها أداة استعمارية موجهة ضد السودان والرؤساء الأفارقة.
وقال الرئيس البشير (ثبت لدى الأفارقة أن المحكمة الجنائية الدولية أداة استعمارية، ما يستدعي تشكيل محكمة عدلية أفريقية، لتحقيق العدالة القائمة على البينة، وليس على التلفيق والاعتبارات السياسية).

وأوضح رئيس الجمهورية أمام المؤتمر الأول لرؤساء القضاء ورؤساء المحاكم العليا في الدول الأفريقية بالخرطوم، يوم أمس الأحد، أن القضاء الأفريقي اكتشف أن المحكمة الجنائية الدولية ظالمة ومسيسة شكلاً ومضموناً للنيل من القارة، ما دعا الاتحاد الأفريقي لاتخاذ قرار بالانسحاب الجماعي من المحكمة الدولية.

وذكر البشير حسب (سودان تربيون) أن المؤتمر يمثل صحوة تعبر عن الموقف الأفريقي المتسم بالعدالة والصمود في مواجهة هذه المؤامرات، ويحمل رسالة قوية بأن أفريقيا قادرة على تغيير الصورة النمطية التي رسمها الإعلام المستعمر وإحلالها بصورة مغايرة.
وأضاف (ظلوا يتعاملون مع قارتنا بمنطق الكيل بمكيالين والمعايير المزدوجة، وتوجيه التهم المغرضة لقادة دولها والمطالبة بمحاكمتهم بتلك التهم الباطلة ونسوا أنهم أحق بالمحاكمة)، في إشارة للدول الغربية التي تدعم المحكمة التي مقرها لاهاي.

وأردف (نحن أجدر من غيرنا لتقييم أنفسنا، ولسنا في حاجة لتقييم أجنبي أو خارجي يحمل أجندات معينة ويستخدم معايير تخصه لا صلة لها بالقيم والأعراف).
وشدد البشير على أن السودان يقف بحزم في مواجهة الإرهاب، وتهريب المال والبشر، ويكافح جرائم غسل الأموال، إلى جانب اهتمامه بقضايا حقوق الإنسان ونبذ العنف والتداول السلمي للسلطة وتحقيق الحكم الراشد عبر استخدام تجاربه الخاصة.

من جانبه دعا رئيس القضاء حيدر أحمد دفع الله إلى التوافق لإنشاء بديل قضائي إقليمي من داخل القارة الأفريقية، ولفت الى أهمية تشكيل محكمة أفريقية كضمان لمنع التدخلات الوافدة، لإيصال رسالة للعالم بأن الشعوب الأفريقية قادرة على القيام بواجباتها القضائية والعدلية بدون الحاجة إلى تدخلات خارجية.

وقال رئيس القضاء إن أفريقيا شهدت تجنياً على الخارطة القضائية في الآونة الأخيرة متمثلاً في تكتلات قضائية لا تمت لها بصلة على المستوى الجغرافي، وأوضح أن الأمر تجاوز ليطال رموز السيادة في القارة من خلال التشكيك في نزاهة القضاء، وتجاهل وجهات نظر القادة الأفارقة بشأن قضاياهم، ما يتطلب قيادة مبادرة لتشكيل تحالف قضائي أفريقي فاعل عصي على التدخلات الخارجية.

صحيفة الجريدة