تحقيقات وتقارير

رئيس الجمهورية يفتخر بأدوار القوات السودانية ويثني على تعاون الرياض


صباح أمس كان ختام أضخم مناورات جوية بين القوات المسلحة السودانية والسعودية بمدينة مروي بالولاية الشمالية، وذلك بعد سلسلة تدريبات وتمارين مشتركة بين القوتين الجويتين، وعروض أبهرت الحاضرين.
رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، شرف هذا الحدث الضخم وأضفى عليه أهمية استثنائية، بمشاركته بوصفه القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس الجمهورية، في هذا الحدث الاستثنائي الذي كان مسرحه قاعدة “عوض خلف الله” الجوية بمطار مروي الدولي.
وقد شاركت في المناورات التي استمرت (12) يوماً، من الجانب السوداني(29) طائرة ومقاتلة من طراز “ميج” و”سوخوي 24″ و”سوخوي 25″، بينما شارك سلاح الجو السعودي بـ(18) مقاتلة من طراز “إف 15″ و”هوك”، وضمت(450) عسكرياً سودانياً، و(250) عسكرياً سعودياً، بينما نفذت العروض (7) طائرات.
ففي الخامسة والنصف صباح أمس (الأحد) أقلعت طائرة تقل أكثر من(40) مندوباً لوسائل الإعلام المختلفة، متوجهة لمروي بالولاية الشمالية، لحضور ختام فعاليات تمرين (الدرع الأزرق) الجامع بين القوتين. وكان في مقدمة الحضور وزير الدفاع ووزير الدولة بالدفاع ورئيس الأركان المشتركة ورئيس الأركان الجوية وقادة القوات المسلحة وجمع غفير من الدستوريين والقيادات البارزة، ومن الجانب السعودي، قائد القوات الجوية.
وفي السادسة والثلث حطت الطائرة بمطار مروي التي بدا مكتظاً بالطائرات الحربية المشاركة في المحفل الكبير، الذي احتشد بجمع كبير من مناديب أجهزة الإعلام وكالات الأنباء الخارجية.
مشاهدات من مروي
مطار مروي بدا أكثر زينة وهو يستقبل أفواجاً من الطائرات القادمة من الخرطوم حاملة على متنها جنرالات الجيش ونخباً من التنفيذيين والدستوريين ليشهدوا المحفل، وقد أقيم صيوان كبير بالقرب من صالة كبار الشخصيات، باللون الأبيض تم تصميمه بعناية فائقة لاستقبال القادمين، فيما كان أفراد الجيش يتعاملون باحترافية عالية ودقة متناهية النظير، وهم يحملون برمجة الاحتفالية، في الثامنة صباح وصلت عربة القيادي البارز ومساعد رئيس الجمهورية لشوؤن الصين،د.”عوض الجاز” الذي بدا حريصا على تفقد الضيوف لكونه ابن المنطقة، وبعد لحظات وصل وزير المعادن “أحمد محمد صادق الكاروري” الذي كان لهم إسهام مهم في إنشاء المطار. ومن ثم بدأت أعداد الوافدين تتزايد، حيث وصل اللواء “حطبة” أحد أشهر جنرالات الشرطة، ومن خلفه نواب دائرة الشمالية بالمجلس الوطني، ثم وزير الاستثمار بولاية الشمالية، في هذا الأثناء انشغل د.”عوض الجاز” بحديث مطول لأكثر من ثلت ساعة مع وزير المعادن. بينما كان الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد الركن “أحمد خليفة الشامي، مهتماً بأمر الإعلاميين وتوجيههم، في الثامنة والنصف وصلت بعثة الملحقين العسكريين من الدول الشقيقة إلى صيوان الاحتفال، وكان هناك، أيضاً،”كمال عبد اللطيف” أحد أشهر وزراء الإنقاذ في الصف الثاني. وفي الثامنة والنصف كذلك حطت طائرة والي الشمالية المهندس “علي العوض”، ثم بعد بلحظات وصلت طائرة الرئيس، وفي معيته عدد من المسؤولين؛ وزير الدفاع الفريق أول ركن “عوض ابن عوف”، ووزير الدولة بالدفاع الفريق”علي سالم”، ووالي الخرطوم الفريق أول ركن مهندس “عبد الرحيم محمد حسين”، ورئيس الأركان المشتركة الفريق أول مهندس “عماد عدوي”، وقائد القوات الجوية الملكية السعودية اللواء ركن طيار “محمد بن صالح العريفي” ومدير جهاز الأمن والمخابرات الفريق أول “محمد عطا المولى”، ومدير عام قوات الشرطة الفريق أول هاشم الحسين، ثم عزف السلام الجمهوري للرئيس، وافتتحت الفعالية بآيات من الذكر الحكيم، ثم جرى استعراض جوي تفاعل معه الحضور، ثم تم تقديم فاصل شعري سعودي وآخر سوداني، وبعد ذلك بدأ الاستعراض الرئيس، بالقوات الجوية السودانية ومن ثم الصقور السعودية، الذين قدموا عروضاً نالت استحسان الحضور وتفاعلوا معها تصفيقاً حاراً وحديثاً طيباً تلا ذلك تقديم عدد من الكلمات بدأت برئيس الأركان الجوية. تخللها تكريم للجانبين ومصافحة المشير للضباط المشاركين، قبل أن يختتمها رئيس الجمهورية.
وقبيل إلقاء كلمته كان رئيس الجمهورية المشير “البشير”، قد منح “العتيبي” وعدداً من معاونيه وسام النيلين من الطبقة الأولى، علاوة على منح عدد من الضباط السعوديين المشاركين في المناورات وسام الجدارة، وتلا مراسيم الجمهورية بإعلان الأوسمة والأنواط مدير مكتب رئيس الجمهورية ووزير الدولة الفريق “طه عثمان الحسين”.
متانة العلاقات
وقال القائد الأعلى للقوات المسلحة السودانية ورئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير” إن (الدرع الأزرق) يحمل مؤشراً كبيراً لقوة ومتانة العلاقات السودانية والسعودية، وأشار إلى أن التمرين خلص إلى أهمية التعاون وتبادل الخبرات، وذلك لبناء قاعدة صلبة لتوحيد المفاهيم من أجل التضامن والعمل العربي المشترك. ونوه “البشير” إلى أن العلاقة مع السعودية تشكلت ملامحها من وحدة القبلة واتحاد الوجدان والفكر والروح ووشائج الدم والقربى، وهي القيم التي تشكل الأساس الذي تقوم عليه المصالح الإستراتيجية بكل أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والأمنية. ولم ينس الرئيس الإشادة بأبطال الدرع الأزرق، وقال إنهم قدموا أداءً احترافياً رائعاً والمستوى المتطور الذي نفذ به التمرين الجوي.
وحيّا الرئيس المملكة العربية السعودية وقال إنها تتصدى لواجباتها الأخلاقية المنوطة بها تجاه الأمة العربية والإسلامية بجانب تقديمها للمبادرات وقيادة التحالفات الإستراتيجية لتجنب الأمة الأخطار.
وأضاف أن تطوير القدرات الدفاعية الجوية في البلدان العربية يشكل رادعاً لتطلعات الأعداء المتربصين، والطامعين في السيطرة على مقدراتها ومواردها.
دعوة لمزيد من التدريب ..
الرئيس “البشير” أشار إلى أهمية التدريب ودوره في تعزيز الثقة بالنفس والسلاح ومساهماته المباشرة في رفع الروح المعنوية التي قال إنها مفتاح النصر في جميع المعارك، شاكراً القوات المسلحة السودانية التي استطاعت من خلال مشاركتها الخارجية وأدائها المهني المتميز أن تلعب دوراً محورياً في تطوير العلاقات مع الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وفي كل دول الخليج التي تشارك في التحالف العربي لدعم الشرعية واستعادة الأمن والاستقرار في ربوع اليمن، ولم ينس “البشير” كذلك توجيه التحايا للقوات المسلحة السعودية أو حراس الحرمين، لتقديم أنفسهم للعالم بجدارة واستحقاق، معرباً في ذات الوقت عن أمله بأن تسود روح الوفاق والوئام كل الدول العربية، وتنهض للعمل الجماعي لرعاية مصالحها الحيوية والإستراتيجية، وحماية حدودها الوطنية، وصيانة أمنها القومي والإقليمي.
واعتبر رئيس الجمهورية أن البلاد بكل تاريخها المجيد ظلت حاضرة بقوة تجاه قضايا الأمة بالمواقف الشجاعة والفاعلة مستشهداً بالمشاركة في عملية عاصفة الحزم وفي عملية إعادة الأمل بجانب مشاركتها القوية في سبعينيات القرن الماضي بحرب أكتوبر وقوات الردع العربي في لبنان، وفي العراق والكونغو وجزر القمر، وغيرها من مواقف النصرة والالتزام الشريف.
“العتيبي” ينقل تحايا الملك “سلمان” ويشيد
من جانبه نقل قائد القوات الجوية الملكية السعودية اللواء طيار ركن “محمد بن صالح العتيبي” تحيات العاهل السعودي الملك “سلمان” وولي العهد “محمد بن نايف” وولي ولي العهد، ووزير الدفاع “محمد بن سلمان”، معتبراً أن القوات الجوية السودانية والسعودية شكلتا عمقا إستراتيجياً قوياً، بالمشاركة بعاصفة الحزم بجانب مشاركة القوات السودانية الفاعلة ضد الإرهاب والتعاون العسكري بين البلدين وتوحيد مفاهيم البلدين العسكرية عبر التمارين المشتركة والعمل كفريق واحد بتبادل الخبرات، مشيرا إلى أن المناورات شكلت عمقاً إستراتيجياً في الدفاع عن الشعوب العربية والإسلامية.
“عدوي”: الدرع الأرزق نقلة نوعية
رئيس الأركان المشتركة الفريق أول ركن مهندس “عماد عدوي”، اعتبر تمرين الدرع الأرزق نقلة نوعية ويصب في مصلحة دعم العلاقات بين البلدين، مؤكداً أن الاستفادة منها كانت عالية وأن الهدف هو بناء الشراكات والانفتاح بالعمل العسكري على الجوار العربي والإسلامي والأفريقي الذي بفضله تحققت نجاحات مقدرة، وأشار إلى أن مثل هذه الشراكات ساهمت في مكافحة الجريمة والإرهاب ولا سيما مع الأشقاء بالمملكة العربية السعودية التي تقود التحالف الإسلامي ضد الإرهاب.
فيما أثنى رئيس الأركان الجوية الفريق مراقب جوي ركن “عصام الدين مبارك” على المناورات وقال إنها تعبر عن عمق العلاقات بين الجيشين والشعبين، وأن تجربة الدرع الأرزق هي تجربة أولى ستعقبها جولات أخرى، مشيراً إلى القوات من الجانبين خرجت بفائدة كبيرة.
وبارك الفريق “عصام” جهود الدولتين في اتجاه الوحدة التي يحكمها الدين والعقيدة ووحدة الهدف والمصير لصون دين الله وحماية أمته مستشهداً بالمشاركة السريعة والعاجلة لقواتنا السودانية بعاصفة الحزم حماية للحرمين الشريفين واتساقا مع طموح أهل القبلة ولم ينس الفريق “عصام” أن يتقدم بالشكر لكل من ساهم في إنجاح المناورات بدءاً من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ووزير الدفاع ورئيس الأركان المشتركة والسادة أعضاء رئاسة الأركان والفرقة(19) مروي، وقائدها اللواء ركن “عادل حسن حميدة” وهيئة التصنيع الحربي ومصنع سور للملبوسات وشركة الأمن الغذائي وجهاز الأمن ومدير سلطة الطيران المدني وشركة المطارات القابضة.
من جهته قال اللواء ركن طيار “صلاح الدين عبد الخالق” لــ(المجهر) إن تمرين الدرع الأرزق نجح بنسبة(100%) وكل ذلك بفضل الجهود التي بذلت من الجانبين، وأشاد باليوم الختامي وما اشتمل عليه من فعاليات واعتبر أن جميع الأهداف المرجوة من التمرين تحققت بالتدريب والتجانس وتدريب الطيارين السودانيين بالقتال، مؤكداً جاهزيتهم للقتال جنباً إلى جنب مع المملكة العربية السعودية، في أي مكان وزمان.
وعلى ذات النهج سار الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة العميد “أحمد خليفة الشامي”، وهو يقول لــ(المجهر) إن المناورات أهدافها عسكرية، وستظهر النتائج علي الجانبين بصورة مبشرة واعتبر أن القوات المسلحة السودانية استفادت من تمرين الدرع الأزرق بنسبة (100%).

المجهر السياسي