اقتصاد وأعمال

الاستثمارات السعودية.. الاتجاه شمالاً


احتفت صحافة الخرطوم أمس بما جاء في خطاب الرئيس البشير بالولاية الشمالية لدى مشاركته في حفل افتتاح مصنع كريمة لتعليب الخضر والفاكهة، التركيز كان واضحاً على حديث البشير بأن السودانيين لن يتناولوا منتجات زراعية ملوثة ولن يأكلوا الكاتشب والصلصة الفاسدة وسيتناولون منتجات نظيفة مئة بالمئة .
وامتدح الرئيس حجم إنتاج القمح على يد المستثمر السعودي الراجحي الذي ضجت الأسافير به الأيام الماضية. تصريحات الرئيس عقب تشريفه ختام مناورات الدرع الأزرق للقوات الجوية السودانية السعوديه تحمل عدة رسائل تتعلق بالعلاقات السودانية المصرية ومستقبل الاسثتمار السعودي بالولاية الشمالية.

رسائل البشير
ربما كانت الرسالة التي أراد الرئيس أن يتلقاها الأشقاء في شمال الوادي بحديثه عن كاتشب سودانية خالصة ونظيفة مئة بالمية تعني أن الباب سيوصد تماما أمام المنتجات المصرية التي وصفت بالملوثة وتم حظر دخولها إلى السودان ودول أخرى وعقب توتر في العلاقات بين القاهرة والخرطوم مؤخراً.
والرسالة الثانية في تشريف الرئيس البشير لافتتاح مصنع كريمة على أيدي المستثمر السعودي بعد أعوام من التوقف تعني أيضاً أن السودان يتجه نحو العرب في تطبيق شعار نأكل مما نزرع، استشهاد الرئيس بالإنتاجية العالية لمشروع الراجحي في محصول القمح يؤكد أن الحكومه تعوّل على الولاية الشمالية في منتجات زراعية خالصة .
وفي الوقت الذي يتجه في الريال السعودي نحو الشمال تتواصل فيه حرائق النخيل التي ظلت أسبابها مجهولة حتى الآن وبحسب صحيفة الجريدة فإنه قد نشب حريق هائل في قرية أدو التهمت(1000) نخلة وبالطبع ليست الخسارة الأولى، فالحادثة متكررة والخسارة بلغت الآلاف من النخيل ولكن هناك من يرى أن البلح لم يعد من المحاصيل الإستراتيجية التي يعتمد عليها أهل الولاية خاصة بعد قيام سد مروي وبالإضافة للقمح والفول المصري والبصل والبطاطس فقد بدا هناك اتجاه لزراعة الموالح والمانجو إضافة إلى أن الولاية ستشهد توفيراً لسوق العمل عقب افتتاح مصنع كريمة بحسب حديث الرئيس الذي حمل أيضا العديد من البشريات بتوفير خدمات متمثلة في البنى التحتية والكهرباء والطرق.
لغة المصالح
خبراء الاقتصاد والزراعة يراهنون على مناخ الولاية الشمالية الشتوي الذي يؤهلها لإنتاج محاصيل رئيسية بمعدلات عالية، وقالت أستاذ الاقتصاد بجامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا د. ميساء ناصر لـ «آخرلحظة «: بالإمكان أن تصبح الولاية الشمالية مصدراً جيداً جدا حال وجهت رؤوس الأموال نحوها، واستشهدت ميساء بتجربة مشروع الراجحي في القمح، وأشارت إلى أن رأس المال يمثل التحدي الأكبر نسبة لتوافر محفزات الاستثمار بالولاية الشمالية من مساحات واسعة ومياه وفيرة.
وفيما يتعلق بإيقاف استيراد المنتجات المصرية ترى ميساء أن البدائل تتمثل في توطين الصناعة والمنتجات الزراعية بالداخل خاصة وأن ولاية كسلا من الممكن أيضا أن تصبح أكبر مصادر الإنتاج للبرتقال بجانب المنتجات الأخرى، وشددت على ضرورة تجاوز الأزمة بين البلدين بإدارة حوار بلغة المصالح المشتركة .
الندية والمصالح
معظم المحللين السياسيين يتفقون على أن خطاب الرئيس البشير بالشمالية يؤكد أن مسار العلاقات مع مصر يمضي في الاتجاه الصحيح بعيدا عن عاطفة وادي النيل إلى ترجيح المصالح، وكان الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي قال في حديث تلفزيوني لأول مرة في التاريخ يجب أن نبعد العاطفة في العلاقة بين القاهرة والخرطوم وأن نتحدث بلغة المصالح المشتركة وبرغم أن رئيس حزب الأمة القومي أكد على أن حلايب قضية فرعية من السهل التوصل إلى حلول بشأنها إلا أنه عاد وأكد على أهمية التعامل بالندية مع أبناء النيل.

اخر لحظة


تعليق واحد

  1. شتااااااان بين من يسافر للخارج ويحضر مستثمرين لمنطقته ويعمل على تطويرها!!! وبين من يسافر ويحضر سلاح ليبيد به اهله اولا