سياسية

معهد الدراسات البيئية: أول نموذج هندسي يرصد آثار سد «النهضة» على مصر


تثور بين الحين والآخر، قضية آثار وتداعيات بناء سد «النهضة» الإثيوبي، على القدرات المائية لمصر، لذلك يكون البحث العلمى هو المصدر لتحديد المؤشرات الواقعية لهذا السد، خاصة مع انتشار معلومات أخيرا، عن وجود شروخ وتصدعات فى أساساته، بما يجعله أشد خطورة على مصر من بناء السد ذاته.

ومن هنا أعدت الدكتورة نهى سمير دنيا، رئيس قسم الهندسة البيئية بمعهد الدراسات البيئية، بجامعة عين شمس، نموذج محاكاة مصري، بغرض رصد الآثار المتوقعة للسد، والتغير المناخى على حصة مصر من المياه، ومعرفة تأثيراته على إنتاج الطاقة الكهرومائية، وتوريد المياه لأغراض الرى والحياة بمصر، وقد توصلت إلى أرقام ونتائج خطيرة.

فى البداية، توضح الدكتورة نهي، أنه تم استخدام النموذج الرياضي، الذى تم تطويره لأهداف اختيار نسب الفترات لملء خزان سد النهضة، وكذلك لاختيار السعة التصميمية المناسبة للخزان، بغرض تلافى التأثيرات المستقبلية على حصة مصر والسودان من المياه، مع الأخذ فى الاعتبار السيناريوهات العالمية المستقبلية المحتملة لتغير المناخ خلال المائة عام المقبلة.

أرقام النموذج

وتشير إلى أن نتائج نموذج المحاكاة أظهرت أنه إذا كانت فترة ملء الخزان ستكون ثلاث سنوات فإنه سيؤثر تأثيرا شديدا على حصة مصر والسودان من المياه بنقص يمثل نحو 24 مليار متر مكعب سنويا. وتحذر من أنه بعد الانتهاء من بناء السد سيتم حرمان مصر من خمسة مليارات متر مكعب من المياه سنويا مقسمة بين مصر والسودان، بالإضافة إلى أن تغير المناخ قد يزيد من مخاطر المشروع، والمخاطر الأخرى الخاصة به، مع التغيرات المناخية المتوقعة، وهى زيادة نسبة حدوث مستويات الحد الأدنى للمياه فى خزان السد العالي. وتوضح أن نموذج المحاكاة يتوقع حدوث انخفاض لمنسوب المياه اللازمة لتشغيل السد العالى بنسبة 10% حتى عام 2070، وزيادة الانخفاض إلى نسبة تمثل 40% من عام 2070 حتى عام 2099، وكذلك تم حساب التأثيرات المتوقعة على الطاقة الكهرومائية التى يتم توليدها من السد العالي.

فأشار النموذج إلى وجود نقص فى الطاقة يمثل انخفاضا بنسبة 10% فى الفترة حتى عام 2040، وأن الانخفاض يتزايد حتى يصل إلى ما بين 16% و 30% فى الفترة ما بين عامى 2040 و2070. كما سجل النموذج حدوث نقص حاد فى الطاقة يصل إلى ما بين 30% و45% فى الفترة من 2070 حتى 2099.

حلول واجبة

والأمر هكذا، خلصت نتائج نظام نموذج المحاكاة، إلى ضرورة التفاوض مع إثيوبيا من أجل تغيير السعة التخزينية لسد النهضة، مع إطالة فترة الملء إلى عشر سنوات بدلا من ثلاث سنوات. كما أوصى النموذج بضرورة توفير موارد أخرى من المياه مثل مشاريع أعالى النيل، بالتعاون مع دول حوض النيل، لسد العجز المائى الناتج عن بناء سد «النهضة»، مع تتباع الطرق الحديثة لترشيد استهلاك المياه فى الزراعة، وتغيير التركيب المحصولى خاصة للمحاصيل الزراعية الشرهة للمياه.

على جانب آخر يشير الدكتور مجدى أبو ريان، رئيس جامعة المنصورة الأسبق، إلى أن مفيض توشكى يستوعب أى مياه فيضان على جسم السد العالي، لذلك لا حاجة إلى تلك المخاوف على مصر، من جراء حدوث أى انهيارات لسد النهضة، أو حدوث فيضان عال.

قناة.. واختبار

ويضيف أن قناة جونجلى وبحر العرب يمكن أن يدخلا لمصر كميات من المياه تعوض النقص الذى سوف يسببه سد النهضة إذ يمكن توفير 20 مليار متر مكعب منهما من المياه سنويا. فى السياق نفسه، يؤكد الدكتور زكى محمد زيدان، نائب رئيس جامعة المنصورة، لشئون المجتمع والبيئة، أن مصر لديها خط دفاع، هو السد العالي، يتولى استيعاب أى مياه فائضة من جراء حدوث أى شروخ أو انهيارات لسد النهضة. ويضيف أن الإثيوبيين لا بد أن يقوموا باختبار لقدرات السد قبل امتلائه، وبالتدريج، حتى الوصول للسعة المطلوبة، وحينها سوف تتضح قدرة عمل السد، مشيرا إلى أن التصدعات معلومات غير دقيقة حتى الآن.

من يتحمل الخسائر؟

ويثور التساؤل فى الأذهان عمن يتحمل تكلفة الخسائر التى قد تقع على مصر من جراء بناء سد النهضة، أو حدوث انهيار له، بسبب المشكلات الهندسية فى بنائه؟

وفى هذا الصدد يشير مدحت المالكي، المحامى بالنقض والإدارية العليا، إلى أن الضوابط القانونية الحاكمة لإنشاء المشروعات المائية على الأنهار الدولية، واجبة الاتباع، من جانب الدول المشتركة فى حوض النهر.

ويوضح أن من تلك الضوابط مبدأ عدم الإضرار، وحماية البيئة المائية، أو المساس بحصة كل دولة، أو إنقاص نصيب كل دولة من المياه أو منعه أو إلقاء الملوثات الصناعية فى النهر. ويشدِّد على أن أى دولة مشتركة فى حوض النهر، قبل أن تقوم بإنشاء أى مشروع عليه، يجب عليها أن تخطر الدول المشتركة معها مسبقا، موضحا أنه إذا فشلت اتفاقية الإطار، يجب إتباع الوسائل السلمية لفض النزاع، بموجب أحكام القانون الدولى المنصوص عليها فى المادة 33 من ميثاق الأمم المتحدة، ثم يكون اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، وفق المادة 37 من اتفاقية لاهاى لعام 1907 للفصل فى ذلك، خاصة أن إثيوبيا وقعت على معاهدة تقسيم الحصص المائية لدول حوض نهر النيل عام 1929، وكذلك وقعت عام 1993 على اتفاقية الإطار العام للتعاون، لعدم الإضرار بحصة مصر، بحسب قوله.

د. نعمة الله عبدالرحمن
الاهرام المصرية


‫12 تعليقات

  1. كلام من تصميم المخابرات المصرية

    للعلم السد المنفذ له شركة من اشهر المنفذين للسدود في العالم..قال تصدعات قال..

  2. مجرد دراسة نظرية هايفة ومنمقة لكى تتماهى مع المصالح المصرية فقط وليس المخاوف المزعومة من إنهيار السد. لماذا لم تشر الدراسة إلى المخاطر التى ستقع على السودان وفقط تتحدث عن مصر كأن السد مبنى على الحدود المصرية وليست السودانية؟ ولما كنتم طرفا فى الإتفاقات الدولية المزعومة فلماذا لم تتدخل مصر فى الوقت المناسب وأين كنتم حتى إكتمل بناء السد. أكاد أجزم أن كل مخاوف مصر تنحصر فقط فى فقدانها لحصة مياه السودان التى كانت تذهب إليها هدرا من غير مقابل والآن سوف تحفظ لنا إثيوبيا ما كان يذهب إلى مصر دون مقابل وكانت مصر تبيعه لأسرائيل. وكلنا يعلم أنه عندما قرر السودان بناء سد مروى وبدأت الوفود السودانية تجوب العلم وخاصة دول الخليج لجلب الدعم والقروض لهذا المشروع السودانى العملاق، كانت الوفود المصرية من ظهر الوفود السودانية تجوب كل الدول التى يزورها السودان فى محاولة للتخذيل ومنع هذه الدول من دعم تشيد سد مروى بحجة أنه سيقلل من حصة مصر فى مياه النيل ويتسبب فى أضرار إقتصادية كارثية للشعب المصرى. هذه المعلومات كشفتها بضع الدول الداعمة للسودان. كذلك عندما فكر السودان فى سد حاجة دول الخليج من مياه الشرب كمشروع إستثمارى، قامت قيامة مصر وسرعان ما إنبرت أبواق النظام الإعلامية بكل عفنها ونتانتها من تهويل أمر هذا المشروع وأخذت بالطبع ترغى وتزبد وتتوعد من قيام هكذا مشروع!! تنسى مصر أو تتناسى وتتجاهل أن جزء ضخم من حصة السودان من المياه تذهب إلى مصر وأن من حق السودان أن يعبئ كل حصته الذاهبة هدرا إلى مصر فى قوارير وتصديرها أو حتى هبتها لمن يشاء وليس من حق مصر ان تتدخل ولو بالإشارة…

    هذه الدراسة الهايفة ليست سوى إمتداد للتخذيل والحسد المصرى لأى مشروع إقتصادى من شأنه النهوض والإرتقاء بإقتصاديات ورفاهية دول الجوار وشعوبها خاصة السودان … كل الإتفاقيات التى وقعتها مصر مع السودان كانت مجحفة بحق السودان بل وكانت ظالمة بما فيها إتفاقية حصة مياه النيل وبناء السد العالى وما سببه من أضرار إقتصادية وبيئية لاتغيب عن ذهن أى سودانى. يجب على مصر أن تعلم أن الفاقد من مياه النيل الأبيض لايعنينا كثيرا ولن نكون طرفا فى أى مشاريع لتلافى هذا الفاقد سواءا كان فى قناة جونقلى أو غيرها طالما نحن لم نستغل بعد كامل حصتنا من مياه النيل..ونحن أصلا ليست لدينا مشكلة مياه. مياهنا الجوفية تعادل كل ما يأتيكم ويأتينا من مياه النيل إضافة إلى عدد من الأنهار الموسمية والغير موسمية وكميات من الأمطار حبانا بها الله سبحانه وتعالى فله الحمد كما يحب ربنا ويرضى. الجنوب ما عاد دولة حتى يهدر السودان موارده فى مشاريع لايستفيد منها وعشان عيون المحروسة..روحو إنتو كبو أموالكم فى الجنوب فى مشاريع وهمية مثل ترعة السويس الجديدة ومشاريع لزعزعة أمن السودان وإستقراره حيث كان رهانكم الخائب على ما يسمى دولة جنوب السودان والتى ولدت فاشلة لأنها بنيت على باطل أصلا فستنفقونها وتكون عليكم حسرة….

    1. أبو عبدالرحمن لك التحية والتقدير
      هؤلاء تهمهم مصالحهم وإن كانت في ضرر الآخرين
      الآن مصر تنزف وربما تحتضر وقريباً ستفقد كل شيء حتى حصتها التاريخية التي حصلت عليها بالظلم والجور والأيام بيننا

  3. الخرطوم تعمر تصل سوبا تخرب تعدم الطوبة هكذت يذكرون مقولة ود تكتوك فبانهيار السد سيجرف خزاني الروصيرص و سنار و ستغرق كل المدن بمحازاة النيل الازرق و ستختفي مدينة الخرطوم بين النيلين خلال يومين مما يعني خرابها اما عن انحسار مياه النيل تمت ملاحظته خلال السنين السابق لدرجة ان محطة مياه امدرمان اضطرت لزيادة طول خط انابيب سحب المياه من النيل . بالنسبة للمناخ فالسودان موعود بموجات جفاف عالية جدا و كوارث بيئية بما فيها احيانا فيضانات مدمرة للسودان و مرور تلك المياه شمالا . السودان مع الاسف وقع بين المطرقة و السندان و مضطر للتعامل بدبلوماسية مع اثيوبيا التي تحتل الفشقة و مصر التى تحتل مثلث حلايب

  4. و الله احترنا في الموضوع ده ﻷختلاف اراء الخبراء التي لا تخلو من التحيز . لا بد من اجراء دراسة من بيت خبرة عالمي تمولها مصر و السودان متناسين العداء و الاعلام و لو مؤقتا!

    1. أحمد عبدالكريم
      الآن السد على وشك الإنتهاء – وهو الآن قائم على دراسة من بيت خبرة عالمي واستشارات عالمية لها خبرة كافية في المجال – إيه دخل مصر – مصر هي معترضة على المشروع من الأساس وتبيت النوايا لتدميره – أي منطق وأي عقل هذا الذي تحدثنا عنه ؟ كل الذي يجب عليك أن تفهمه هو أن مصر هي عدو لأثيوبيا والسودان

  5. يجب العمل على تعلية خزانى الروصيرص وسنار تحسبا لأى طارئ كخطوط صد ودفاع ،ونطالب مصر بالانسحاب عن حلايب فورا، والتنازل لنا عن الأقصر واسوان وابوسنبل كتعويض عن أراضينا التى يخزنون بها مياه بحيرة ناصر ،او إفراغ البحيرة فورا ،وفى حالة رفض مصر يتم حجز مياه النيل خلف سد النهضة وخزانى الروصيرص وسنار، وتجفيف البحيرة للاستفادة من اراضينا التى تغمرها على أن يتم إرجاع سكان حلفا إلى أراضيهم التى هجروا منها بسبب السد العالى،

  6. نعم وأخيـرا باتت و اقتنعت شقيه بلادي تبحث عن الحلول لتعويض الفارق حينما يكتمل انشاء سد العصر و الالفيه الرائـــــــــــــــــــــــع فمنهم من قال بحر العرب و قناه جونقلي التي تحتاج لاموال طائله وقبل دلك محتاجه لسلام دائم بالجنوب ولكن فات عليهم دكر تحليه مياه البحر المتوسط كحل او قيمه مضافه فشقيه بلادي ممكن ان تلجأ للترشيد في استعمال المياه لكي تكفي اكثر من 100مليون نسمه

  7. كل اللذي قيل اشاعة فارغة وزوبعة في فنجان
    لقد نوى المصريون على تدمير سد النهضة قبل تأسيسه منذ عهد رئيسهم السابق الاخواني
    ولقد كذبوا وعاشوا كذبتهم .
    واقول للمدعو مسيخ انت فعلا مسيخ اسم على مسمى فتغيير المناخ بيد الله وليس بأيدي البشر فلا نقاش في ذالك .. ربنا رحيم بعباده ..