مقالات متنوعة

من أنتم


* جميعنا يعلم أن التاريخ يكتبه الأقوياء، بمعنى أن نابليون فتح مصر وقامت مقاومة شديدة وإنتصر نابيلون وإنتهت أخبار المقاومة وظهرت لنا أخبار نابليون فقط ، وكذا الحال مع الاكسندر المقدوني وهكذا في كل فاتح.
* من يُسمون بأهل الدين، ظلوا يقدمون لنا أسوأ النماذج في كيفية طرح الدين أرضاً وقسمة السلطة، وضرب الحق حتي الممات، وجمع كل ما لذ وطاب من خيرات الدنيا ووضعها تحت سيطرتهم وتحريمها علي مستحقيها بالقوة، وفرض إسلوب الغاب على كل من يرفع صوته رافضاً لسياساتهم.

* سيطروا على الدقيق والسكر والغاز وجبال الدهب وبلف أنابيب البترول وشركات الاتصالات، وعلى الاتحادات والنقابات وعلى أموال تحويلات المغتربين والبنك المركزي ويسيطرون الكهرباء وعوائد البيوت التي نسكن فيها وعلى شيء.

* سيطروا على البرلمان بالأغلبية المكانيكية وعلى كثير من الشخصيات العامة وإستخدموهم كالحبة عند اللزوم، وفرضوا هيمنتهم على كافة القوى السياسية بتشتيتها حتى أضعفوها وظنوا في ضعفها قوتهم ونسوا أن السياسة مغالبة أنداد.

* هؤلاء يجمعون النقيض وخزائنهم ممتلئة والأموال والمناصب ليسكتوا هذا ويشتروا ذاك، وكل ذلك في سبيل (الله).. تخصصوا في الضربات الاستباقية لأي محاولة لوحدة المعارضة.

*يرفضون رفضاً باتاً توحيد مشاكل السودان، لأن الحلول الثنائية هي المنطقة التي يلعبون بها يريدون أكثر منبر للتفاوض في الدوحة وآخر في أديس أبابا، ويحبذون مفاوضة كل فصيل على حدة فهم يجيدون سياسة (فرق تسد) ولا يدرون أن التقسيم يجر ويلات أكبر ولا يعني إنحسار التمرد فما المعنى أن ينحسر وتتفاقم الصراعات القبلية؟.
* أكبر هواجسهم على الإطلاق (الوحدة)، فهم مستعدون لتأسيس 3000 ألف فصيل في سبيل ضمان بقائهم، والصرف عليهم من وسع ومن خزانة الدولة وذلك لتشتيت جهود الجماعة، ومتي ما رفع أحد هذه الأحزاب رأسه مناهضاً، كان مصيره المزيد من القهر والتشتيت.

* لم يكن الطيب صالح بعيداً عن صياغة الأحداث، وكتابة سيناريو ما بعد اللأحداث وهو يتساءل باستنكار (من أين آتى هؤلاء)، وبذات القدر كان الرئيس الليبي الأسبق معمر القذافي محقاً جداً وهو يتساءل بوجل وسخرية لاذعة من خصومه طارحاً عبارته الشهيرة جداً، (من أنتم)؟؟
* إنهم يا سادتي أتوا من رحم هذه الأرض البكر، ولكنهم عاثوا فيها فساداً، وشوهوا تاريخها وإستبدلوا معالمها الإنسانية حتي صارت مسخاً مشوهاً.

بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة