عالمية

في عالم رجال الأعمال .. هل يجب أن يكون “ابن الوز عوام”؟


رجل الأعمال ليس شخصا عاديا وإنما صاحب مواصفات خاصة جدا تتعلق بالإدارة والقدرة على التخطيط واتخاذ القرار والتضحية بالوقت والجهد للوصول إلى النجاح، وبالتالي فإن مهنة رجل الأعمال غير قابلة للتوريث، لأنها تعتمد على مؤهلات شخصية واستعداد وقرار داخلي.

ولذلك وجدنا رجال أعمال بدأوا مسيرتهم المهنية من الصفر حيث لم يكن لآبائهم أي علاقة بعالم المال والأعمال، أمثال الدكتور أحمد هيكل رئيس شركة القلعة القابضة، فهو ابن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل. وهناك رجال أعمال أجبرتهم الظروف على السير في طريق الآباء، أمثال الدكتور علاء عرفة الذي درس الطب لكنه اضطر إلى العمل في مجال الملابس الجاهزة، وهو عمل الأسرة.

ولا شك أن كل رجل أعمال لديه شركات ومصانع يبحث عن المستقبل في أبنائه الذين قد يروقهم العمل، وبالتالي يستكملون المسيرة، أمثال شركة جهينة التي يقودها حاليا سيف صفوان ثابت بن صفوان ثابت. ودومتي التي يقودها محمد عمر الدماطي بن عمر الدماطي، وشركات العربي للأجهزة الإلكترونية التي يقودها أبناء مؤسسها محمود العربي، وغيرها الكثير من الشركات.

وقد لا يروق للجيل الثاني أو الثالث مجال العمل، وهنا تقع المشكلة، مثلما حدث مع مجموعة أوليمبيك غروب كبرى شركات الأجهزة المنزلية في مصر، والتي اضطر ملاكها لبيعها إلى مجموعة إلكترولوكس العالمية، نظرا لعدم اهتمام الجيل الثالث بمجال الأجهزة المنزلية.

وهنا نطرح السؤال: هل يجب على كل رجل أعمال أن يربي أبناءه على حب مجال العمل الذي تخصص فيه؟ وماذا لو رفض الأبناء الاستمرار؟

يقول مجدي طلبة، رئيس شركة كايرو قطن، للأسف بالنظر للسوق المصري سنجد أن 25% فقط من أبناء رجال الأعمال يقبلون الاستمرار في نفس مجال عمل الآباء، وهذه الشركات تشهد نموا وتوسعا كبيرا، لكن البقية تكون لديهم آمال وطموحات بعيدة تماما عن الآباء.

وحول تجربته الشخصية، أكد طلبة أنه لم يجبر أولاده على مجال تعليم بعينه، وإنما ترك لهم حرية اختيار ما يرغبون في دراسته، مشيرا إلى أن اهتمامه كان منصبا على نوعية تعليم تبني الشخصية، خاصة أن 80% من خريجي الجامعات لا يعملون في مجالات تخصصهم.

وأوضح طلبه أنه بعد تخرج ابنه من الجامعة لم يكن لديه رغبة العمل في مجال الملابس الجاهزة، وكان ذلك صدمة كبيرة، ولكن تعرضت شركتي لأزمة فوجدته يقرر التواجد معي ومشاركتي العمل، وبعد فترة أثار إعجابه العمل، فقررت أن أترك له اتخاذ القرارات الهامة، وأن أكون متابعا له فقط، مشيرا إلى أن ابنه تمكن من تحقيق طفرة كبيرة في تحديث المصانع والنهوض بها بشكل كبير.

وأضاف مجدي طلبة أن ابنته كانت لديها الرغبة من البداية في استكمال مسيرتي المهنية، ووضعتها فور تخرجها في تجربة صعبة لإنشاء مصنع بالكامل مع شركاء أتراك وتحملت الضغط لفترة طويلة.

وأشار طلبة إلى أنه لو كان أبناؤه يرفضون العمل في مجال الملابس الجاهزة كان سيبحث عن مخرج آخر لضمان استمرار العمل، مثل دخول مساهم آخر يكون مسؤولا عن الإدارة أو التوقف عن أي توسعات جديدة.

على العكس يرى الدكتور علاء عرفة، رئيس شركة العرفة للاستثمارات المالية القابضة والتي تمتلك مصانع في مصر وعدة دول أخرى منها إنجلترا وإيطاليا، أنه لابد من فصل الملكية عن الإدارة في الشركات لعدم تعريضها لأي مخاطر، وهذا ما فعلته الشركات الكبرى، أمثال شركات آل ساويرس، وشركات محمد فريد خميس وغيرها.

وأوضح الدكتور عرفة أنه تخلى عن ممارسة الطب لصالح مهنة أسرته، ولكنه قرر عدم تكرار ذلك مع أولاده، وترك لهم حرية اختيار المجال الذي يرغبون العمل فيه، مشيرا إلى أن إحدى ابنتيه تدرس في إنجلترا التغذية”.

وأكد الدكتور علاء عرفة أنه يشعر بالسعادة أن أولاده يدرسون ويعملون في مجالات اختاروها بأنفسهم، وسعيد أيضا أنه بنى كيانات قادرة على الاستمرار والنمو والتوسع دون الاعتماد عليه أو على أسرته.

ويختلف علاء السبع، رئيس شركة السبع أوتوموتيف، مع الرأي السابق، مشيرا إلى أن ابنه يدرس خارج مصر في نفس مجال عملهم، وهو السيارات وفي انتظار عودته ليبدأ التوسع عبر تأسيس مصنع في مجال تجميع أو تصنيع أجزاء السيارات، مؤكدا أن شركته قامت وتوسعت عبر الأجيال المتعاقبة من أسرته.

العربية نت