منوعات

(حلو مر) و(رقاق) و(بصلة محروقة)… روائح (رمضانية) تسيطر على الشارع السوداني.!


رغم الأسعار الخرافية التىي تسيطر على الأسواق مع اقتراب الشهر الكريم إلا أن الأسر السودانية لا تستطيع أن تتخلى عن أساسياتها فيما يتعلق ببعض المستلزمات السودانية (البلدية) الخاصة بشهر رمضان والتي يتصدرها بدون منازع (الحلو مر) ذلك المشروب الذي لا تخلو منه الموائد الرمضانية حيث لم تعصف به رياح التطور والابتكار الحالية وظل صامداً بشكله وطعمه المتعارف عليهما، كما يعتبر رمزاً لتعريف السودانيين بالخارج، كما تطغى رائحته النفاذة من داخل حقائب البصات السفرية التي تحمله إلى الولايات أيضاً، وبرغم الارتفاع الجنوني لأسعار الذرة والتوابل والبهارات إلا أن الأسر السودانية ترفض وبصورة قاطعة التنازل عن مشروب (الحلو مّر) والذي شرعت العديد من ربات البيوت في إعداده منذ انطلاقة إبريل حيث سيطرت روائحه على الأجواء والطرقات، وستستمر إلى أن ينتصف مايو القادم.

(1)
الذي يمر بشوارع بعض الأحياء الطرفية بالخرطوم يتعرف وبسرعة على رائحة أخرى بخلاف رائحة الحلو مر، وهي رائحة (البصلة المحروقة)، والتي يتم إعدادها بطريقة معينة حيث تقوم النساء بتقطيعها وتعريضها لأشعة الشمس المباشرة حتى تجف تماماً ثم تقوم بتحميصها باستخدام زيت الطعام العادي ذلك الأمر المكلف اقتصادياً، وبعد ذلك يتم سحنها وتخزينها لدخول الشهر لأنها العنصر الأساسي في إعداد الطبق الرئيسي لمائدة رمضان، لكن هنالك بعض الأسر كذلك تكتفي بالتجفيف ثم السحن والتخزين بعيداً عن التحميص ولكل أسرة في ذلك سياستها، وأيضاً قد نجح الاستثمار في هذا الجانب بشكل كبير لأن هنالك أسراً كثيرة تعتمد على الشراء الجاهز لتلك المواد.

(2)
والحديث عن الولايات يختلف بعض الشيء في هذه الجزئية فالولايات تُقيم طقوساً خاصة في إعداد هذه المنتجات حيث يضع نساء الريف جدولاً خاصاً بطريقة مُبرمجة لإنجاز هذه المهمه وذلك عندما يقمنّ بترتيب أنفسهنّ للإنتقال فيما بينهن لإعداد الحلو مر أولاً وذلك بتجهيز خطواته التي تبدأ من مرحلة (الزريعة) وحتى يوم (العواسة) الذي يكون بمثابة المهرجان فهو يوم مفتوح تتبناه الأسرة التي يقع عليها (الدور) منذ الصباح بتقديم الشاي بعد وجبة الإفطار وما يتبعها من مكيفات مثل (الجبنة) بعدها تم إعداد (الزلابية ومديدة البلح) كنوع من أنواع (الحلوى) وبعدها عصير الحلو مر الذي تم إعداده كذلك ويختتم اليوم بوجبة الغداء، بعدها تغادر النسوى على موعد اجتماع غداء بأحد المنازل الأخرى وهكذا يتم التعاون والترابط بين الأسر الريفية التي ظلت محافظة على هذا النهج في كل عام وذلك في إعداد كل هذه الأصناف.

تقرير: وسام أبوبكر
صحيفة السوداني