تحقيقات وتقارير

الشراكة مع الخليج ..ابعاد إستراتيجية و إقتصادية


اثار اعلان الشراكة الإستراتيجية بين السودان ودول الخليج العربي الكثير من التساؤلات حول نوعية هذه الشراكة والمكاسب الإقتصادية للطرفين ، لكن مما لاشك فيه أن هذه الشراكة تعد الأولى من نوعها ، فضلاً عن أنها جاءت في وقت حقق فيه السودان انفتاحاً في المجالات السياسية والإقتصادية اضافة الى القناعة التى تشكلت لدي دول الخليج العربي بضرورة التعاون مع السودان لتحقيق الفائدة المتبادلة بين الجانبين.

واعتبرت الحكومة السودانية أن الشراكة مع دول الخليج العربي تهدف لتعزيز التنسيق والتكامل والتعاون الذي يربط دول الخليج والسودان بما يحقق اهداف الامة العربية والاسلامية ، بجانب انها تؤسس للتعاون مع دول المجلس في المجالات السياسية والإقتصادية والتجارية والزراعية والثقافية بما يخدم مصلحة الطرفين.

اقتراح إتفاق الشراكة الاستراتيجي بين السودان ودول مجلس التعاون الخليجي حظي بالموافقه وكان السودان قد تلقي موافقات من دول الخليج العربي للتوقيع علي اتفاق للشراكة الاستراتيجية بين السودان ودول مجلس التعاون الخليجي على أن يتم التوقيع عليها خلال أول اجتماع وزاري لمجلس التعاون كما أنه من المعلوم ان الشراكة بين السودان والخليج تجئ على غرار شراكة الأردن والمغرب في مجلس التعاون الخليجي.

ويعدد الخبير الاقتصادي د. شريف التهامي أهمية التعاون المشترك مع دول مجلس التعاون وما تمتاز به من ثقل عربي وإقليمي ودولي مشيراً الي أن الإتفاق الإستراتيجي بين السودان ودول الخليج سيكون له نتائج إيجابية لكلا الجانبين قائلا: إن السودان دولة غنية الموارد وبها إمكانيات ضخمة وهائلة وتتنوع فيها الثروات الزراعية النباتية والحيوانية والمعدنية والنفطية وتباين مناخاته بجانب تعدد مصادر المياه فيه ، واوضح أن السودان يعتبر من أغنى الدول العربية والأفريقية في مجال الثورة الحيوانيه والتى تقدر بـ(103) مليون راس و يمتلك قطاع الزراعي تبلغ مساحته اكثر من 200 مليون كلم2 فدان صالحة للزراعة وهي تعادل 45% من مثيلتها عربياً ، ويبلغ معدل الامطار السنوي 400 مليار متر مكعب ، ويقول التهامي أن أتفاق الشراكة الاستراتيجي بين السودان ودول مجلس التعاون الخليجي في ظل المعطيات السابقة يحقق مصالح مشتركة ، كما ان السودان يمكن ان يفيد دول الخليج بصورة اكبر كما أن يستطيع أن يسد فجوة الغذاء العربي التي تتراوح مابين (40 الي 45) مليار دولار سنويا اذا توفرت لديه سيولة مالية وخبرة فنية .

وجدد رئيس مجلس الاتحاد العام لغرف التجارة والصناعة والزراعة للبلاد العربية عدنان القصار قناعته بأن السودان يمتلك من المقومات ما يؤهله لأن يكون سلة غذاء العالم العربي ،
وقال القصار إن السودان يمتلك فرصا غنية تجعله بمثابة مدخل رئيسي لتحقيق الأمن الغذائي العربي ، منوها الى ان عدد الذين يعانون من سوء التغذية في العالم العربي شهد زيادة من نحو 13 مليون شخص في متوسط الفترة بين عامي 1990 و 1992 إلى نحو 25 مليون في متوسط الفترة بين عامي 2010 و 2012 ، وأشار إلى تأثر العديد من الدول العربية بعدم الاستقرار مما انعكس سلبا على معدلات النمو وإعاقة المشاريع فيها.

ويري خبراء الإقتصاد ان السودان اخذ موقعة الطبيعي في العالم العربي وبين دول الخليج العربي نظراً لإدواره في المنطقة العربية ، مؤكدين على ان الشراكة تمنح السودان علاقات سياسية واقتصادية قوية مع دول الخليج كما من شأنها ان تسهم في انجاح مبادرة الأمن الغذائي العربي والتى التزم بموجبها السودان بتوفير اراضي زراعية للإستثمار على ان تلتزم الدول العربية بتوفير التمويل المطلوب لانشاء المشروعات التى من شأنها أن تسهم في سد الفجوة الغذائية في العالم العربي.

لا شك أن الشراكة تمثل مصالح مشتركة بين الطرفين بجانب أنها تقوي من اواصر العلاقات بين الجانبين ، بيد أن تنفيذ المشروعات المختلفه وفقاً للشراكة مع دول الخليج العربي تعتبر تحدي اكبر بالنسبة للسودان في ظل الموارد المتاحة والمساحات الأراضية الشاسعة مما يعني ضرورة توسيع الماعون الإستثماري للمشروعات المختلفة حتي تحقق نقلة نوعية في العلاقات السودانية الخليجية.

تقرير : ايمان مبارك
(smc)


‫2 تعليقات

  1. نتمنى التقدم والازدهار لهذه الإتفاقية الاستراتيجية بين دول مجلس التعاون الخليجي والسودان (الواعد) بامكانياته الهائلة من أراضي صالحة ومياه سطحية وجوفية وثروة حيوانية متنوعة ومعدنية فالمرجو في هذا الاتجاه ان يجتهد السودان فوق طاقته ويوظف هذه الامكانيات بكل التجرد والامانة ليدخل عمق التاريخ العربي والافريقي والعالمي من اوسع الابواب وليُحقق مقولة( السودان سلة غذاء العالم التي طرقت آذاننا منذ ستينيات القرن الماضي) وليس العالم العربي او الافريقي فقط.والحمد لله على هذه الشراكة الاستراتيجية فهي قد أكملت وأتمت ما كان ينقص السودان لتحريك الامكايات الهائلة(ونكرر ضرورة الاجتهاد والتجرد والأمانة) تحقيقا لمقولة من لا يملك قوته لا يملك قراره فالآن العالم العربي سيملك قراره بهذه الشراكة الاستراتيجية .وان شاء الله كما يقولون في الخليج:-“يا جبل ما يهزك ريح”.فإلى الامام قُدما مع كل الدعوات والمباركة من الشعوب العربية قاطبة.