تحقيقات وتقارير

تجار الأسواق هم من يطلقون المسميات على بضائعهم ويتم الاختيار بناءً على ما يدور في كل الأوساط ساسية كانت أو فنية


ارتبطت الكثير من الأحداث السياسية وأسماء بعض من المشاهير وأصحاب النفوذ وأحياناً رؤساء دول وملوك بالموضة وخطوطها في كافة المناحي، لكن جابر الصباح أمير دولة الكويت هو الأكثر شهرة وسيط على الإطلاق، فقد ارتبط اسمه سيما في ذاكرة السودانيين بعقد من الذهب الخالص عيار (21) أطلقوا عليه كرسي جابر، ثم تبعه ثوب يحمل ذات الاسم، ماذا عنه وأين هو الآن ستجيب عليه السطور التالية:

في الذاكرة
غالبا تجار الأسواق هم من يطلقون المسميات على بضائعهم ويتم الاختيار بناءً على ما يدور في كل الأوساط ساسية كانت أو فنية بهدف الترويج وتسهيلاً لعملية البيع، فبجانب كرسي جابر، كان هناك “عودة نميري، زنقه زنقه، أشعة الليزر، أبو قجيجه، رسالة لندن، الكمبيوتر، الانترنت”، في ذلك قالت حفصة عثمان (ربة منزل): “كرسي جابر من الثياب الجميلة في تلك الفترة، ونحن كسيدات نتابع الموضة وأحدث خطوطها سيما تلك التي تكون حديث الجميع، وكرسي جابر نال شهرة كبير فهو جميل وباهظ الثمن”. وتابعت: “نحن كنساء نتقبل الأسماء التي تطلق على الثياب لأن الاسم لا يهم بقدر جمال وروعة تصميم الثوب بألوانه الزاهية ، لكن التجار يطلقون الأسماء بغرض الترويج، وهذا نوع من الزكاء عند الاستفادة من الأحداث وتوظيفها لمصلحتهم وشد انتباه الزبون”. وأكدت حفصة أن من لم ترتدِ ثوب كرسي جابر لم ترتدِ ثوباً، فهو ينم عن ذوق رفيع، اختفى الآن كرسي جابر ولم يبق سوى اسمه حاضراً في الذاكرة وحفرت ذكرياته في الوجدان.

بروفيسور زينب عبد الله صالح من قسم تصميم الأزياء كلية الموسيقي والدراما جامعة السودان للعلوم والتكنولوجيا، أرجعت أصل التسمية للشيخ جابر الصباح أمير دولة الكويت إبان حرب الخليج. وقالت: “دائماً ما ينحى التجار هذا المنحى لترويج عن بضائعهم وتحقيق ربح عال، اعتماداً، على ما هو شائع، ليختفي أو يأخذ جانباً ليحل محله آخر”. وأضافت: لكن كرسي جابر ذيع صيته وكان الاكثر رواجاً ذلك الوقت لخامته السويسرية الممتازة فضلاً عن أشكاله الجميلة، رغم ذلك نجمه أفل وانعدم من السوق تماماً بعد ظهور العديد من الخامات المتنوعة والأشكال المميزة، وظل اسمه باقياً، في الذكراة وعند جلسات القهوة واسترجاع الماضي وذكرياته الحلوة، ونبهت زينب إلى أن الموضة في السابق كانت ترتيدها جميع النساء بدون فرز، بخلاف اليوم الذي حدد لكل فئة ثوب دون الأخرى.

أشار تاجر الثياب بالسوق العربي هلال مفرح آدم إلى أن الثوب ظهر في ثمانينيات القرن الماضي. وقال: “كان كرسي جابر من أميز الثياب في تلك الحقبة، جميل وتختلف تفاصيله عن بقية الثياب، لذلك ارتدته كل النساء المتزوجات، ورغم ارتفاع سعره إلا أن الطلب عليه كان كبيراً والإقبال متزايداً، حتى حقائب المغتربين لم تخلُ منه، فقد كان ارتداؤه مفخرة للسيدات ويجعل لك مكانة مجتمعية مميزة”. وأردف: “اختفى الآن من السوق تماماً ولم يعد، لكنني أتوقع عودته للساحة مرة أخرى مثلما عاد (أبو قجيجة) مرة أخرى وملأ الأسواق بألوانه الرائعة”.

الخرطوم – ابتسام محمد
صحيفة اليوم التالي