رأي ومقالات

الاحتياج الغذائي لدولة الامارات فرصة مواتية الآن للسودان


أظهرت تقديرات مجلس ابوظبي للتطوير الاقتصادي 2015، أن إجمالي استهلاك المواد الغذائية ، المتوقع في الإمارات ، سينمو بنحو %32 بين عامي 2014 و2018 ، لتصل قيمته إلى نحو 40.8 مليار درهم ، بحلول عام 2018 ، مدفوعاً بارتفاع متوسط الدخول ، وزيادة عدد المقيمين في الدولة.

وقدأكدت هذه التقديرات ، أن معدل استهلاك الأغذية ، سيسجل ارتفاعاً خلال الأعوام المقبلة ، بمتوسط سنوي يصل إلى 5.5% حتى عام 2017 ، وذلك بفضل الانتعاش والحركة الاقتصادية والتجارية ، التي تشهدها الإمارات حالياً.

تشكل الأغذية المستوردة ، ما يقارب من %80 الى %90 ، من الأغذية المتداولة بالسوق الإماراتي ، و يتم استيراد هذه الأغذية من حوالي 160 دولة ، ومن المتوقع أن تصل الواردات الإماراتية من الأغذية ، إلى حوالي 8.4 مليار دولار بحلول عام 2020 ، بزيادة نسبتها 133% ، مقارنة بعام 2010 والذي بلغ 3.6 مليار دولار ، فيما يتوقع نمو استهلاك الأغذية في الإمارات بنسبة %5.4 ، كما يتوقع إعادة تصدير منتجات غذائية ، من دولة الإمارات العربية ، إلى حوالى 140 دولة حول العالم.

يرتبط بهذا ظواهر سبع سيشهدها العالم بحلول 2030 ، لها انعكاساتها محليـا واقليميـا وعالميـا وقد وردت الإشارة لهذه الظواهر في مؤتمر القمة الحكومية بدبي 2016، ومنها تغيّرات ديموغرافية ، سوف تنتج عنها أزمة غذاء بسبب زيادة عدد سكان الارض الى 8.3 بليون نسمة ، زيادة توقع الحياة بــ 5 سنوات ، انتقال %59 من سكان العالم ، للعيش في المدن وترك الريف ، قلة المياه : حيث سيعيش نصف سكان العالم في مناطق بها شح وضائقة كبيرة في المياه ، زيادة الطلب على الغذاء.

وتجدر الاشارة هنا ، الى أن القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية الثالثة ، التي عقدت بالرياض ، تمخضت عن قرارات تدعم حركة الاستثمار البيني العربي ، وخاصة الاستثمار في السودان ، بناءاً على المبادرة التي قدمها رئيس الجمهورية بمسمى (مبادرة الأمن الغذائي العربي).

بناءاً على ما تقدم من الواضح أن الفرصة متاحة الآن للسودان للعمل في مجالات الصادر للمنتجات التالية: اللحوم الطازجة والمبرّدة والمجمدة والمصنّعة ، المواشي الحية ومنتجاتها ، المحاصيل البستانية ، من خضروات وفواكه : طازجة ومصنعة. المحاصيل الحقلية ، من بقوليات وغيرها ، ومنتجاتها المصنّعة. الدواجن : حية ، وطازجة ومبرّدة ومجمّدة ، ومنتجاتها. الاسماك ، طازجة ومبرّدة ومجمّدة . والاعلاف.

تتطلب هذه الفرصة المتاحة استعداداً داخلياً سريعاً قوياً وفعالاً، وذلك بالعمل الجاد في مشروعات البنى التحتية خصوصاً قطاعي الطاقة والنقل، وتعديل بعض التشريعات والاجراءات المعيقة للاستثمارات الزراعية، والسعي نحو استكمال إجراءات رفع الحظر الاقتصادي والمصرفي عن السودان. والله الموفق.

د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com


‫4 تعليقات

  1. مقال رائع جدا د. عادل وأتمنى أن يكون أساس ومنهاج عمل في المرحلة الحالية وليس المقبلة فنحن نتحدث عن واقع حالي وليس مستقبل بعيد فلنفجر الطاقات وننهض بالوطن.

  2. الحكومة لازم تغير سياستها الزراعيه و تقلل الأعباء التي ترهق المزارعين و الكف عن تحصيل الجبايات و الضرائب الكتيره بتاعتهم و تحاسب التجار الذين يستوردون التقاوي الفاسده …. الخ من سياسات ضاره بالمزارع و بعدها ممكن نصل الاكتفاء الذاتي و نصدر الفائض

  3. يا دكتور الحمد لله الرأسمالية الوطنيه قويه ويمكن لها ان تغير الواقع بسرعه فقط القصور في العقليه الحكوميه الجبائيه التي تعيش كنبات طفيلي قاتل لاي حلم- اذا نظرت للبنيه التحتيه الزراعيه بالتحديد فسبحان الله الارض خصبه ومستويه طبيعيا لدرجه مذهلة والمياه متوفره من السماء ومن سطح الارض ومن باطنها- فقط مراجعة التشريعات والتنظيم الاداري الواضح هو الحل- الموقع الجغرافي رائع وميناء بورتسودان يعتبر قريب جدا من الخليج وزمن الترحيل البحري يحسب بالساعات فقط وهذ لا يتوفر للبرازيل او لغيرها- شجعوا الراسماليه الوطنيه فقط بازاحة العقبات الحكوميه وسوف تجدون كل البقالات في الخليج مليانه بعبارة انتاج جمهورية السودان.

  4. ما هي الفرص المواتية يادكتور .. والموانيء وصادر العلف وأناث الضأن والجمال .. ما هي الفرص المواتية يادكتور وكل الاخبار والخبرات معجبة جدا بالاستثمار في العلف .. والعلف مامعروف حق منو ؟ ما هي التقنية الحديثة التي يحتاجها العلف حتى يفتح الباب للاستثمار في الارض والماء .. والعالم كله ينادي العطش العطش .. وأرضنا لو عطست عليها تنتج علف .. والما عارف العلف ..ما هوالعائد من الاستثمارات الاجنبية التي ملأت الجرائد والفضائيات والجنيه بالسديري عام في منطقة المخادة..