مقالات متنوعة

أم صلعة


* تحضرني نكتة الببغاء الذي إشتراه صاحبه وأحضره للمنزل فرحاً، ولم يكن يعتقد أن ثمة كراهية ستنشأ بين الببغاء وزوجته التي كانت (صلعاء) تتخفى خلف باروكة، فكان الببغاء عقب خروج زوجها يمارس عليها أقسى أنواع السخرية ويتابع بخبث جميع خطواتها في المنزل وهو يردد بصوت عال (أم صلعة جات، أم صلعة طلعت، أم صلعة طبخت، أم صلعة فتحت الباب، وهكذا)، فما كان من الزوجة التي نفذ صبرها، إلا وأن خيرت زوجها بينها وبين الببغاء، ولما كان الزوج متعلقاً بالببغاء وغير قادر على فراق زوجته، أتخذ قرار أن يوهمها بأنه ذاهب لبيعه في السوق، وفرحت الزوجة لهذا الخبر الذي سيخصلها من الببغاء المزعج نهائياً، فذهب الزوج وعمد إلى طلاء الببغاء باللون الأبيض حتى لا تتعرف عليه زوجته، وطلب من الببغاء ألا يتحدث الى زوجته نهائياً عند عودته للمنزل حتى لا تكتشف خطته، وعندما عاد مبتهجاً اخبرها أنه باع الببغاء اللئيم واشترى بدلاً عنه هذا الببغاء الأبيض الجميل، ولإضافة المزيد من التوابل لأقناع الزوجة، أكد لها أن هذا الببغاء مختلف عن السابق بأنه إذا رفع رجله اليمين فإنه سيتحدث إنجليزي، وإذا رفع الشمال فإنه سيتحدث عربي، وهنا هتفت الزوجة فرحة: واذا رفعهم الإتنيين؟ هنا لم يتمالك الببغاء نفسه من الغيظ فرد عليها فوراً (حا أقع يا أم صلعة).

* ونحن نخاف أن يقع مواطن ولاية الخرطوم في ورطة جديدة إضافة لما هو موجود أصلاً من ورطات وأزمات، بعد أن عجزت ولاية الخرطوم عن إيجاد حل لمشكلته الأساسية المتمثلة في المواصلات التي وضح انه لم ينفع معها إستيراد بصات الوالي أو اسكراب المعتمد.
* تذكرت نكتة أم صلعة وأنا اقرأ تصريح السيد والي الخرطوم الذي خالف العرف الذكوري بالاستشهاد (بالصلعة)، ونحمد له أنه خالف العادة الذكورية ولم يقل (علَيَ بالطلاق)، وهو يكاد يقسم أن مشكلة المواصلات بولاية الخرطوم ليس لها حل حتى وإن وصلت (صلع الرجال لمستوى صلعته).
* إذا اقتنع السيد الوالي بحديثه وقنع من خيراً في حلول جذرية لمشكلة المواصلات، فعليه أن يتنحي هو و(أبين صلع) ممن معه وليتركوا الدفة لواحد من غير صلعة، أو واحدة من (أمات شعور)، عسى أن تخرج من بينهن من تقسم بطول شعرها وسواد لونه ونعومته، فربما كان حل الأزمة بين سبيباتها.
* حقاً هو المضحك المبكي، حكومة تفشل في آداء مهامها وتظل متمسكة ومكنكشة في مقعد القيادة عنوة، وتتوقع من المواطن أن يتقبل هذا الفشل ويتأقلم مع الوضع حباً وتقديراً واحتراماً، هل هناك سخرية وتسفيه للمواطن أكثر من ذلك؟

* والي يجزم بانه غير قادر على حل أزمة المواصلات بولايته، ماذا نتوقع منه؟
* وكيف سيكون حال بقية المشكلات المتراكمة؟ فالمواطن قنع من استعادة الأراضي التي تم (بيعها كلها)، كما ذكر الوالي منذ تسلمه مهامه، ولم يطالب بفتح ملف البصات الخردة التي تم استيرادها بملايين الدولارات ولم تصمد أمام أول اختبار، فوضعت في حوش المهملات وضاعت المليارات، ولم يسأل أحد حتى اليوم عن صفقة القطارات المضروبة المتهمة فيها إحدى سيدات الأعمال النافذات، والتي تم التستر عليها وتم وأدها في مهدها.
* المواطن يطالب فقط بتوفير (ترحيل) عادي جداً، لا هو بالمكيف ولا هو بالوثير، حديدة من أربع عجلات تحمله من والى مكان عمله والمنزل بعد أن باتت الزيارات العائلية و(الفُسح) من الرفاهيات.
* سيدي الوالي، كان غلبتك (فكها وخليها للقدرها).

بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة