صلاح احمد عبد الله

يا ماشي.. لي باريس!!


• هي أغنية شهيرة من أغاني البنات.. في بداية سبعينيات القرن الماضي.. (يا ماشي لي باريس.. جيب لي معاك عريس.. شرطاً يكون لبيس.. ومن هيئة التدريس).. وسافر خلاني وين.. (؟!)..
• بصراحة.. زمن جميل.. وغناء جميل.. أيام المدارس مدارس.. والتعليم تعليم.. والمدرس في منتهى الأناقة والجمال.. القميص الأبيض النايلون.. والبنطلون الأسود.. والجزمة الرومانية.. من الجلد الأصلي (بتاعنا وأحد صادراتنا).. والريحة البروفسي.. والمنديل الأبيض (داك).. منظره في الفصل يشرح النفس.. قبل الدرس.. والمدرسة نظيفة.. لا ورقة ولا قمامة في أي حوش.. أو ممر.. أو فصل.. حتى الحمامات تتم نظافتها بالماء والديتول والصابون.. و(المزيرة) أزيارها نظيفة.. وكيزانها.. (أنظف).. أيام الكيزان كيزان..

• في العطلات الصيفية.. كانت الوزارة تبعث مدرسيها للتخصص خارج السودان.. إنجليزي.. بريطاني.. عربي ودين.. مصر.. رياضيات وعلوم.. بخت الرضا.. أو جامعة الخرطوم.. يتم العلاج المجاني للطلاب.. والاهتمام حتى بالنظافة الشخصية.. طابور السبت.. والثلاثاء.. الأظافر.. الشعر.. منظر الملابس.. (جلابية بيضاء ومكوية).. وعمة بيضاء.. وشبط إسمه (شدة).. أو جزمة (باتا).. وهكذا.. والطالب عندما يصل الجامعة.. ده عالم تاني.. حتى التخرج.. والدراسات العليا..!!
• الدواليب.. أو الشنط الجلدية.. وحمار الخشب.. كل هذه الأشياء مليئة بالقمصان والبناطلين.. والعراريق والسراويل.. و(الشنط) بداخلها قطع الصابون الفاخر.. (يا بتاعين الصابون.. والقمصان).. ومعاكم صاحب السمسار.. والعصير أبو مصاصة.. وتنكره للكسرة والعصيدة..

• كلهم.. اليوم.. خرجوا وتخرجوا من تحت (يد) المدرس.. بتاع باريس.. رغم تنكرهم له.. ولكن البنات كن معجبات به.. وتمنين أن يكون عريساً لأحداهن.. لمركزه الاجتماعي.. ووضعه المالي (المريح).. حتى بدون دروس خصوصية.. أو ترسيب امتحانات.. أو تعديل نتيجة.. كان يكتفي بالتدريس.. ولا يتمنى أن يكون (وزيراً).. حتى لا يلخبط الدنيا.. كما حصل في (الكلاكلة).. أو مدارس ود مدني..!!
• ورغم ذلك.. (الجماعة) برضو قاعدين..!!

• ومناسبة العنوان أعلاه.. والذكريات مع أغاني البنات.. التشكيلة الوزارية في فرنسا.. بعد انتخاب (الرئيس الشاب).. ايمانويل ماكرون.. (39) سنة.. حركة الى الأمام.. انشأها قبل عام ووجدت قبولاً عند الشباب وحتى عند المخضرمين من أهل السياسة.. الوزارة من جميع ألوان الطيف السياسي.. (أكيد) نتيجة حوار لم يدم (لسنوات).. بل فوراً ولبضعة أيام.. من أجل مستقبل فرنسا.. (الوزارة).. تضم (22) وزيراً.. ووزيرة.. الملفت للنظر أن منهم وزيرة صغيرة السن.. وهي (بطلة) رياضية.. مارست الرياضة.. تم اختيارها وزيرة للرياضة..!!

• (بنت) شابة.. يا ناس شكاوي (الفيفا).. ودغمسة شارع المطار.. والمكنكشين الذين يكرهون حتى الرياضة.. مدهش شنو.. وتجار شنو.. (يا عباس).. ومن ضمن الوزارات.. وزارة البيئة خصص لها أكبر مبالغ الميزانية.. وأقدر المهنيين لادارتها.. كل ذلك من أجل أن تكون فرنسا.. عاصمة للنور والجمال.. والثقافة.. والأهم النظافة.. والأناقة.. ويا ماشي لي باريس.. جيب لي معاك عريس.. شرطاً يكون لبيس ومن هيئة التدريس.. وسافر خلاني وين.. (معاهم ألف حق بنات زمان).. ويا حليل زمان.. وزمان الناس.. هسة..؟!
• (22) وزير.. في فرنسا.. ورئيس شاب.. وأرفع المستويات.. و(أعلى الشهادات).. الغير مضروبة طبعاً.. تسلمت مناصبها.. وتسنمتها.. وانطلق الجميع نحو المستقبل.. دون ضجيج.. أو زخم أو (حوار).. أو قاعة.. أو اجتماعات وتوصيات.. (وفتات) كيكة من عالم (جهنم لهط).. لم تتم ترضية أي جهة أو حزب.. أو قبيلة.. الكل يعمل من أجل فرنسا..

• (22) وزير.. كلٌ عالم في مجاله.. ودراساته العليا وابحاثه.. كل شيء في بلد النور يتم تحت النور.. والإعلام يعرف كل صغيرة وكبيرة.. حتى عن الرئيس نفسه.. وكل طواقمه.. لا أحد مبرأ من النقد من دام تصدى للعمل العام.. والصحافة هي التي تشير الى مواضع الخلل.. والشعب يؤيد ويراقب.. والكلمة الفصل عنده.. أمام صناديق الاقتراع..
• دون (خج).. أو.. دغمسة..
• أو حتى (الشهادات) مضروبة.. ويا ماشي لي باريس.. ترم ترم ترلالا..؟!

مفارقات – صلاح أحمد عبدالله
صحيفة الجريدة