رأي ومقالات

أحقا هناك إسلام سيف للصحابي عبد الله بن أبي السرح فشل في السودان ؟


قرأت في مقال عنوانه : الصوفية سور الأمان الأخير، بالواتساب ، وياله من مصدر تعيس ، منسوب إلى إبراهيم الميرغني ، ولست أعلم ، أهو السيد إبراهيم ميرغني سليل السادة الميرغنية ، أم هو إبراهيم ميرغني سوداني آخر ، وفي كلا الحالتين للكاتب كل الاحترام ، لكني وجدت نفسي عاجزا عن الاتفاق معه في جزئية قال فيها :
(…. لقد استعصى السودان أمام إسلام سيف ابن أبي السرح ، وانفتح أمام إسلام تاج الدين البهاري….ألخ.)
أقول : هذه مغالطة ومكابرة وتشوفينية منتشرة في الاسفير هذه السنوات.
ومع احترامي للكاتب ، إلا أنه غفل كما غفل الكثير من المدندنين مثله عن حملة الصحابي عبد الله بن أبي السرح.
أولا ليس هناك ما يمكن أن نطلق عليه إسلام سيف أو إسلام بغير سيف.
الإسلام واحد ، ولم يكن رماة الحدق هم الوحيدين بين العالمين الذين عقدت معهم جيوش الفتوحات في القرن الهجري الأول (وهو قرن لم يكن مصطلح الصوفية قد بدأ فيه بالظهور) صلحا طالما حقق الصلح المقاصد المطلوبة بأقل التكاليف : الخضوع للسلطة المسلمة و السماح بحرية الحركة والتنقل والإقامة والعبادة للمسلم ولغير المسلم ، عملا بقول الله تعالى : (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[سورة اﻷنفال 61].
ولا يعقل تصور أن الصحابي عبد الله بن أبي السرح وهو يتحرك تحت قيادة الخليفة الراشد ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه سنة ٣٤ هجرية كان يجهل أن الاسلام لا ينتشر بالسيف أو إن عليه أن يجنح للسلم طالما جنح الطرف الآخر.
ونحن نتعامل مع التاريخ وكأنه مشهد واحد تجمد عنده الزمن.
ولو رجعنا للمصادر المتاحة لأية باحث لوجدنا العديد من المعارك في ذلك القرن وما تلاه والتي انتصرت فيها جيوش المسلمين على قبائل البجاة الوثنية أو النوبة في شمال السودان ، ولم يعتنق البجاة (البجة) أو النوبة الإسلام كرها ، بل طوعا وبالتدريج على مر الحقب.
ونحن نغض الطرف عن حقيقة ناصعة ، وهي أن رماة الحدق وإن أثخنوا بالمسلمين الجراحات ، إلا أن نصوص اتفاق البقط تدل على أن الإسلام كان هو الفاتح المنتصر ، فكان ذلك فتحا مبينا وخيرا كثيرا مستمرا لرماة الحدق ولأحفادهم وذرياتهم إلى يوم يبعثون إن شاء الله.
ومن رصيد ذلك الخير أنه عندما تتالت القرون وجاء الدعاة المتأخرون من أمثال تاج الدين البهاري والسيد محمد عثمان الختم الكبير وغيرهم ، وجدوا تربة مهدها الفاتحون الأوائل بقيادة الخليفة الراشد عثمان بن عفان ذو العقل الثاقب والذي بدأ التخطيط لفتح الأندلس والقسطنطينية قبل تحققه في الأول بما يقارب القرن والقرون للثاني.
رضي الله عنهم أجمعين.

بقلم
كمال حامد


‫2 تعليقات

  1. اوفيت وكفيت فى هذا المقال
    ولعل الصوفيه يعقول.. ولكنهم يترنمون بما يقوله كبارهم وكانه من المسلمات دون ادنى تفكير فى ذلك