منوعات

طرائف رمضانية .. الحجاج والأعرابيّ


شهر الفتوحات، وشهر الخير، وشهر الفضل، له في التاريخ أيضًا ذكريات طريفة، انتشرت في كتب السيرة، ووثّقها أعلام الباحثين في كتبهم.

وقرأت لكم “المواطن“، اليوم الخامس من شهر رمضان، قصّة طريفة عنوانها “الحجاج والأعرابيّ”، والتي جاء فيها، أنّه “خرج الحجاج ذات يوم شديد الحرارة، فأُحضر له الغذاء، فقال: اطلبوا من يتغدى معنا، فطلبوا، فلم يجدوا إلَّا أعرابيًّا، فأتوا به”.

ودار بين الحجاج والأعرابي هذا الحوار:

الحجاج: هلم أيها الأعرابي لنتناول طعام الغداء.

الأعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته.

الحجاج: من هو؟

الأعرابي: الله تبارك وتعالى، دعاني إلى الصيام فأنا صائم.

الحجاج: تصومُ في مثل هذا اليوم على حَرِّه.

الأعرابي: صمتُ ليوم أشد منه حرًّا.

الحجاج: أفطر اليوم وصُمْ غدًا.

الأعرابي: أيضمن الأمير أن أعيش إلى الغد؟

الحجاج: ليس ذلك إليَّ، فعِلمُ ذلك عند الله.

الأعرابي: فكيف تسألني عاجلًا بآجلٍ ليس إليه من سبيل؟

الحجاج: إنه طعام طيب.

الأعرابي: والله ما طيَّبه خبّازُك وطباخك، ولكن طيبته العافية.

الحجاج: بالله ما رأيت مثل هذا، جزاك الله خيرًا أيها الأعرابي.

وأمر له بجائزة.

نبضة:

نعم، البعض يتعلل بالحر، وطول وقت الصيام، ليتقاعس عن نداء الله إلى الصوم، هذا الركن من أركان الإسلام، الذي لا يمكن لنا أن نحدد حجم الفضل منه، فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((قَالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ؛ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ، وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ، وَإِذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَصْخَبْ؛ فَإِنْ سَابَّهُ أَحَدٌ أَوْ قَاتَلَهُ فَلْيَقُلْ إِنِّي امْرُؤٌ صَائِمٌ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ يَفْرَحُهُمَا؛ إِذَا أَفْطَرَ فَرِحَ، وَإِذَا لَقِيَ رَبَّهُ فَرِحَ بِصَوْمِهِ)). متفق عليه.

صحيفة المواطن