حوارات ولقاءات

الممثل نبيل متوكل: تعرضت لمشكلات صحية وأحتاج للعلاج بمصر والدولة دعمتني بالقليل


الأستاذ نبيل متوكل من الأسماء الدرامية اللامعة التي قدمت الكثير للفن السوداني عبر مسيرة امتدت لـ(40) عاماً، كان نتاجها أكثر من (800) عمل درامي قدمها للإذاعة والتلفزيون فضلاً عن مشاركته في (33) مسرحية، حيث ظل يقدم بسخاء في مجال الدراما منذ عام 1966، الآن نبيل يحتاج لمواصلة العلاج بمصر بعد متاعب سببتها له عملية غضروف في الرجل لم يحافظ عليها، وبعد كل الذي قدمه نبيل للفن السوداني بالتأكيد ينبغي أن يقف الجميع خلفه حتى يتجاوز محنة المرض.

*في البدء نريد أن نتعرف على نبيل أكثر؟
نبيل متوكل، من مواليد بحري، وجميع مراحلي الدراسية كانت في بحري، وأسكن حالياً في الكلاكلة شرق، متزوج ولي من الأبناء متوكل ومحمد ومازن، ومتوكل مهندس ولي بنت وحيدة أيضاً خريجة هندسة، ومحمد ومازن في المراحل الدراسية المختلفة.
* حدثنا عن البدايات الأولى في الفن؟
كانت عام 1966 عبر جنة الأطفال التي كان يقدمها الأستاذ عبد العزيز عبد اللطيف، وبعد ذلك عملت في الدراما التلفزيونية عام 1967 عندما كانت تُقدم على الهواء مباشرة.

* ثم ماذا بعد ذلك؟
بعدها انتقلت إلى مركز شباب بحري وتولى المسرحي الكبير والدرامي الرقم الفاضل سعيد، عليه رحمة الله، تدريبي هناك، وأثناء التدريب أشاد بموهبتي وطلب مني حضور بروفات مسرحية له بالمسرح القومي، وأثناء البروفات طلب مني أن اختار أفضل دور وكان اسم المسرحية (النصف الحلو)، فاخترت أحد الأدوار وشاركت في تقديمه، وجاءت مشاركتي جيدة لذلك أنا أدين بفضل كبير للأستاذ الفاضل سعيد في بداياتي الأولى.
* حدثنا عن النقلة التي حدثت لك بعد تلك المشاركة؟
بعدها تحولت للعمل في فرقة الفاضل سعيد من عام 1971 وحتى عام 1995، واشتركت معه في حوالى (18) مسرحية، مثل (نحنا كدا، وأكل عيش) وغيرهما من الأعمال الخالدة التي قدمها الدرامي الفاضل سعيد.

* ثم ماذا بعد محطة الفاضل سعيد؟
بعدها عملت مع عماد الدين إبراهيم وعملت في الإذاعة والتلفزيون، وكان لي إنتاجي الخاص الذي قدمته ووجد القبول من الجمهور.
* عدد الأعمال التي قدمتها للتلفزيون والإذاعة؟
قدمت للإذاعة والتلفزيون ما لا يقل عن (800) عمل درامي، وهي مازالت موجودة في مكتبتي الإذاعة والتلفزيون مثلما قدمت (33) مسرحية، وعملت في المجال الدرامي على مدى (40) عاماً كانت حافلة بالبذل والعطاء، وقدمت خلالها مجموعة من الأعمال الخالدة التي أعتز بها كثيراً.
* نريد أن نقف على معاناة نبيل مع المرض؟
مشاكلي مع المرض بدأت منذ نحو خمس سنوات، حيث كنت أعاني من مشكلة في رجلي وأثبتت الفحوصات أنني مصاب بغضروف، وتطلب الأمر إجراء عملية جراحية وتم بحمد لله إجراء العملية بنجاح في مستشفى رويال كير بتكلفة قدرها (35) ألف جنيه، وكانت العملية ناجحة بكل المقاييس، ولكن عدد الزائرين في المستشفى كان كبيراً، وبطبعي كنت مجاملاً وكنت أضغط على نفسي حتى أستقبل كل العدد الكبير من الزائرين، مما أدى لالتهاب العملية وأعترف بأن مستشفى رويال كير أجرى العملية بصورة نموذجية، وأنا المسؤول عن عدم محافظتي عليها.

* هل ترتبت على ذلك أي مضاعفات؟
تم إجراء عملية ثانية لي وأصبحت لا أقوى على الحركة لمدة عامين، وبعد ذلك سافرت لتلقي العلاج في مصر، وبحمد لله تحسنت حالتي كثيراً ولكني أحتاج لمواصلة العلاج هناك، ولابد من سفري مجدداً ومتى ما أكملت الترتيبات المالية الخاصة برحلة العلاج سأغادر إلى ألمانيا.
* هل وقفت معك الدولة في مواجهة هذه المحنة؟
تكلفة العلاج كانت عالية جداً حتى داخل السودان ناهيك عن رحلة العلاج بالخارج وأسهمت معي الدولة بمبلغ (12) مليون جنيه بواسطة الوزير الإنسان الطيب حسن بدوي، وكان هناك ايضاً تبرع بمبلغ خمسة ملايين جنيه من أسرة السفارة السودانية بالقاهرة، وبغض النظر عن هذه المبالغ وقيمتها لكنها كانت كبيرة في معناها وتعبّر عن وقفة هؤلاء الأشخاص معي، وأنا أشكرهم كثيراً على هذه المواقف ولكن الحقيقة تكلفة العلاج كانت أعلى من هذه المبالغ بكثير، وصرفت أكثر من (60) ألف جنيه لمقابلة منصرفات العلاج ومازلت أحتاج لمبلغ أكبر.

* هل أنت سعيد لوقفة الدولة معك؟
لست سعيداً، لأنني قدمت للدراما السودانية على مدى (40) عاماً، وكان من المفترض أن ترد لي الدولة الجميل بتحمل كامل منصرفات علاجي، بدلاً من هذه المساهمة المتواضعة.
* هل هناك أي مبادرة من رجال مال وأعمال لعلاجك؟
أنا لا أقبل هذه المساهمة من أي رجل وحتى الجمهور الوفي حاول تقديم مساهماته في علاجي، ولكني رفضت وكنت أنتظر أن تأتي هذه المبادرة من الدولة لا الأفراد.

* هل استفدت من مسيرتك الطويلة في العمل الدرامي في توفير المال اللازم لمقابلة منصرفات العلاج؟
أحمد الله كثيراً على الذي حققته، ولكني لم أكن مهتماً بالمال وكان كل اهتمامي أن أقدم العمل الذي يرضي جمهوري، وخرجت من هذا المجال بلا معاش وبلا حقوق، وأنا سعيد طالما أنني قدمت العمل الذي نال إعجاب جمهوري.
* هل ندمت على عملك في الدراما؟
لم أندم على الإطلاق ولو عاد بي الزمن للوراء لاخترت نفس المجال الذي قدمني للشعب السوداني، وجعلني من مصدر سعادته وضحكته بدلاً من أظهر في موقع آخر لأكون مصدر تعاسته وأحزانه.

* هل تتمنى أن يتجه الأبناء نحو المسرح؟
أرفض بشدة أن يتجه أبنائي نحو المسرح، لأنه إرهاق وتعب دون مكاسب مالية في زمن أصبحت فيه المادة هي أساس كل شيء.
* كيف تتحدث عن عدم وجود مكاسب مالية واستطعت أن تمتلك هذا المنزل بفضل عملك في الدراما؟
هذا المنزل ورثته من والدي، ولو كان الأمر بيدي لكانت أسرتي الآن بلا منزل.
* لماذا لا توفر الدراما المكسب المالي الذي يتناسب مع الذين يقومون بهذا العمل الإبداعي؟
المشكلة الكبرى في السودان أن الذي يقوم بالإنتاج الدرامي يأخذ مبالغ ضخمة، في حين أن الأشخاص الذين يقدمون الدراما لا يجدون إلا الفتات، فمثلاً المنتج قد يحصل على عشرة ملايين جنيه في حين أن الممثل لا يجد أكثر من مليون جنيه.

* هل مازلت متعلقاً بالتمثيل؟
بصورة لا توصف، لدرجة أن جميع الملابس التي أرتديتها في جميع الأعمال الدرامية التي شاركت فيها مازلت محتفظاً بها، وهناك ملابس شاركت بها قبل (33) عاماً ومازالت موجودة ضمن الأشياء التي أحتفظ بها.
* هل مارست كرة القدم؟
بالمناسبة، كنت لاعب كرة قدم مميز جداً، ولعبت في العديد من الأندية، وبحُكم عمل الوالد في مدينة واو تم تسجيلي في مريخ واو، وكنت من أبرز نجومه ولولا أن العمل الدرامي سرقني من كرة القدم لكنت من أبرز نجومه.

* أي فريق تشجع؟
أشجع المنتخب السوداني.
* نجمك المفضل؟
عز الدين الدحيش.
* إداري متميز؟
في السابق الطيب عبد الله وحالياً جمال الوالي.
مدرب شاطر
الكابتن محمد عبد الله مازدا.
*هل تتابع مباريات كرة القدم من داخل الاستاد؟
في السابق كنت مدمناً لمتابعة المباريات من داخل الاستاد لأنها لا تخلو من المواقف الدرامية.

* خبر سار؟
فوزي بجائزة نجم الموسم عام 1971.
* خبر حزين؟
ابتعادي مجبراً عن الوسط الفني.
* أمنية تحققت؟
حب الجمهور لي.

* أمنية لم تتحقق؟
العودة مجدداً للمسرح.
* قرار موفق؟
أن أستمر مع الفاضل سعيد حتى رحيله عبر مسيرة امتدت لـ(18) عاماً.
* قرار غير موفق؟
عدم دراسة الطيران بعد أن دخلت العديد من المعاينات في سلاح الطيران بالقوات المسلحة عام 1973، ولكني لم أواصل بسبب رفض الوالدة.
* هواية؟
رعاية الزهور والأشجار وتنسيق الحدائق والاهتمام بالزراعة والديكور.

* فنان تمنحه أذنك بسخاء؟
محمد الأمين.
* فنانة مبدعة؟
الفلاتية ومكارم بشير.
* شاعر مبدع؟
أبو قطاطي وهاشم صديق وصلاح حاج سعيد.

* رسالة في خاتمة هذا الحوار؟
أوجّهها للدولة حتى تهتم بالثقافة والدراما أكثر، لأن الفنون هي مقياس تقدم ورقي الشعوب، وأتمنى أن تهتم الدولة بالمبدعين بقدر ما قدموا من عطاء كل في مجاله.

صحيفة اليوم التالي