منوعات

طرائف.. من التراث العربي


صمت ليوم أشد منه حراً

خرج الحجاج ذات يوم، فأُحضر له الغداء، فقال: اطلبوا من يتغدى معنا، فطلبوا، فلم يجدوا الا اعرابيا، فأتوا به، فدار بين الحجاج والاعرابي هذا الحوار:

الحجاج: هلم ايها الاعرابي لنتناول طعام الغداء.

الاعرابي: قد دعاني من هو أكرم منك فأجبته.

الحجاج: من هو؟

الاعرابي: الله تبارك وتعالى، دعاني الى الصيام فأنا صائم.

الحجاج: تصوم في مثل هذا اليوم على حَرِّه.

الأعرابي: صمت ليوم اشد منه حرا.

الحجاج: أفطر اليوم وصم غدا.

الاعرابي: أويضمن الامير ان اعيش الى الغد؟

الحجاج: ليس ذلك إليّ، فعلم ذلك عند الله.

الاعرافي: فكيف تسألني عاجلا بآجل ليس اليه من سبيل؟

الحجاج: انه طعام طيب.

الاعرابي: والله ما طيبه خبازك وطباخك، ولكن طيبته العافية.

الحجاج: بالله ما رأيت مثل هذا، جزاك الله خيرا ايها الاعرابي.

وأمر له بجائزة.

المرواني والأعرابي

قيل: سأل اعرابي شيخا من بني مروان وحوله قوم جلوس، فقال: أصابتنا سنة، ولي بضع عشرة بنتا، فقال المرواني: أما السنة فوددت والله ان بينكم وبين السماد صفائح من حديد، ويكون مسيلها مما يليني، فلا تقطر عليكم قطرة، واما البنات فليت الله اضعفهن لك اضعافا كثيرة، وجعلك بينهن مقطوع اليدين والرجلين، ليس لهن كاسب غيرك، قال فنظر اليه الاعرابي، ثم قال: والله ما ادري ما اقول لك، ولكن اراك قبيح المنظر، سيئ الخلق، فاعضك الله ببظر امهات هؤلاء الجلوس حولك.

صحيفة الأنباء