منوعات

ليلة القدر أمرها عظيم والخير فيها كثير


الشطي: أخفاها الله لتكون ثمرة من ثمار الصوم طوال أيام الشهر
العنزي: على المسلم أن يستشعر قدرها وأن الأجر فيها آلاف الأضعاف

ليلة قدرها عظيم والخير فيها كثير، انها ليلة القدر.. ليلة المغفرة والعتق من النيران ومضاعفة الأعمال، تجاب فيها الدعوات وتعلو فيها الدرجات، السعيد من فاز بها، والمحروم من حرم من فضلها، فكيف ندرك ليلة القدر؟ وكيف نفوز بهذه الليلة المباركة، حتى نكون من السعداء؟

لماذا أخفى الله تعالى ليلة القدر ولم يحدد لها موعدا؟ أجاب د. بسام الشطي أن الله أخفاها بين العشر الأواخر من رمضان من أجل أن تكون ثمرة من ثمار الصوم، ونتيجة لكفاح وعمل ومصابرة طوال أيام الصوم التي مضت، فهي إذن للعبد الذي يمثل الجائزة العظمى للصائمين بعد اتمام فرحتهم وقيام ليلهم، انها حقا ليلة العفو والمغفرة، فما أجدر الصائم المؤمن أن يراجع فيها حسابات العام ليبدأ من بعدها صفحة جديدة بيضاء مشرقة لصالح الأعمال وعلى المسلم أن يعلم أن الملائكة الكرام الذين ينزلون في ليلة القدر هم الذين وقفوا إلى جانب القلة المجاهدة من المسلمين في بدر، يقاتلون معهم ويؤيدونهم بأمر ربهم (إذ يوحي ربك إلى الملائكة اني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب، فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان) (الأنفال: 12) فقد نزل هؤلاء الجنود الاشداء الاقوياء صبيحة ليلة القدر وكان نزولهم هذا احتفالا بهم أو امتدادا للاحتفال بنزول القرآن، فهو يطوفون بالأرض وينشرون على عباد الله المؤمنين رحمات الله.

وأكد د.الشطي ان ليلة القدر كانت بما قدر الله فيها للانسانية بهذا القرآن العظيم من انقاذ لهم من المهالك وسعادة ابدية ان هم اخذوا يوم بدر في السابع عشر من رمضان فرقانا فرق الله به بين الحق والباطل حين نصر جنده على جحافل الشرك الطاغية.

(خير من ألف شهر)

ويقول الداعية حسين العنزي: يؤمن المسلمون بان الله عظم أمر ليلة القدر فقال (وما أدراك ما ليلة القدر) اي ان لليلة القدر شأنا عظيما وبين أنها خير من ألف شهر فقال: (ليلة القدر خير من ألف شهر) أي إن العمل الصالح فيها يكون ذا قدر عند الله، ويكون خيرا من العمل في ألف شهر، ومن حصل له روية شيء من علامات ليلة القدر يقظة فقد حصل على رؤيتها ومن أكثر علاماتها لا يظهر إلا بعد أن تمضي، مثل: ان تظهر الشمس صبيحتها لا شعاع لها أو حمراء، أو أن ليلتها تكون معتدلة ليست باردة ولا حارة، ومن اجتهد في القيام والطاعة وصادف تلك الليلة نال من عظيم بركاتها فضل ثواب العبادة تلك الليلة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه».

وقيام ليلة القدر يحصل بالصلاة فيها ان كان عدد الركعات قليلا أو كثيرا واطالة الصلاة بالقراءة أفضل من تكثير السجود مع تقليل القراءة، ومن يسر الله له ان يدعو بدعوة في وقت ساعة رويتها كان ذلك علامة الاجابة فكم من اناس سعدوا من حصول مطالبهم التي دعوا الله بها في هذه الليلة، ثم قال الله: (تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال: «إذا كانت ليلة القدر نزل جبريل في كبكبة (أي جماعة) من الملائكة يصلون ويسلمون على كل عبد قائم أو قاعد يذكر الله فينزلون من لدن غروب الشمس الى طلوع الفجر»، فينزلون بكل أمر قضاه الله في تلك السنة من أرزاق العباد وآجالهم، وعن ابن عباس ترجمان القرآن انه قال في قول القرآن: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة إنا كنا منذرين فيها يفرق كل أمر حكيم)، قال: هي ليلة القدر، ففيها انزل القرآن، وفيها يفرق كل أمر حكيم، أي كل أمر مبرم أي إنه يكون فيها تقسيم القضايا التي تحدث للعالم من موت وصحة ومرض وغنى وفقر وغير ذلك مما يطرأ على البشر من الأحوال المختلفة من هذه الليلة إلى مثلها من العام المقبل، ثم قال الله: (سلام هي حتى مطلع الفجر).

صحيفة الأنباء