تحقيقات وتقارير

الرئيس إلى الخليج .. دلالات الزيارة


منذ نشوب الأزمة الخليجية وحالة التوتر التي تلقي بظلالها على العلاقات بين المملكة العربية السعودية وجارتها الخليجية قطر، أعلن السودان عن عدم انحيازة لأى من الدولتين، وعمد لإصلاح ذات البين بدعم المبادرة الكويتية الرامية لإنهاء أزمة دول الخليج لردم الفجوة بين الشقيقتين لتلافي الخلاف وتعزيزها بزيارة مرتقبة للبشير لدول الخليج خلال الأيام القادمة . تقرير:خديجة صقر البرزن المحامي وخبير القانون الدولي شيخ الدين شدو، قال لـ(آخر لحظة) إن زيارة الرئيس المرتقبة تدل بوضوح على أن الحكمة السودانية تلتزم جانب الحياد، وأنها تسعى إلى تقريب الشقة وإيجاد حل سلمي للأزمة، سيما أن السودان له دور ريادي في كافة قضايا المنطقة الإقليمية والدولية . وأشار إلى أن العرب في خندق واحد، وأردف أن السودان يلعب دوراً مهماً في تحقيق الوحدة العربية، بيد أن دولة الكويت تتولى مبادرة لتقريب وجهات النظر بين الدولتين. وزاد على السودان أن يعمل جاهداً للوقوف مع مبادرة الكويت في حل أزمة الخليج، وأوضح شدو في حديثه للصحيفة: السودان في وضع حرج في حال مطالبتة بالانحياز لأي من الطرفين، لأنه لكل منهما علاقة متينة تربطة بالسودان، ومصالح مشتركة . ولفت شدو لنقل تجربة الحوار الوطني لحل المشاكل والتخاصم بين الدول العربية، والإصغاء لصوت الإخوة والعروبة . وأردف قائلا: الحرب لم تجلب غير الدمار، والخصام لايجلب غير العداوة، سيما وأن هناك عدواً يتربص بالدول العربية لتفكيك وحدتها، مشيداً باستعداد السودان للإسهام في هذا الجهد، وحرصه على حل الخلاف في إطار البيت الخليجي بدون تدخل خارجي. ويقول المحلل السياسي عمر عبدالهادي في إفاداته لـ(آخر لحظة) إن أزمة الخليج هي أزمة غير مسبوقة بين السعودية وقطر، وقلل من حالة الشد والجذب بين البلدين الجارين، وقال إنها لن تلقي بظلال سالبة على تلك الدول. وشدد على ضرورة اصلاح ذات البين واستطرد قائلا : قد لايمتد الخلاف طويلا بحكم أن علاقات الدول الخليجية استراتيجية وتاريخية نظرا لما يربطهما من أواصر الأخوة والعقيدة والجوار، وبحكم قيادة المملكة للأمة الإسلامية، ودورها المحوري في المنطقة، وكذلك قطر لها دور في المنطقة العربية بإثرها . و رجح الهادي أن الوساطة التى يقودها أمير الكويت قد تأتي بثمارها، وثمن دور السودان في سبر أغوار الرتق بين الدولتين المهمتين للسودان، وقال الهادي أعتقد أن الأزمة ستضعف إذا نجحت الوساطة الكويتية بإجراء الحوار والتفاوض لإنهاء الأزمة بين الأشقاء، وقال الهادي: لا استبعد وجود أيادي خفية تعمل على تفجير الأزمة، وطلب من دول النزاع أن تذعن لصوت الحق نكاية فى أعداء تلك الدول . وأوضح السفير د . عطا الله محمد أن دولاً كثيرة أبدت تأييدها للوساطة والمبادرة الكويتية من بينها السودان، وأبان أن السودان يعتبر أقرب الدول العربية لدول الخليج. واستدرك قائلاً إن دول الخليج تجمعها صلات قوية وحيوية بالسودان، خاصة دولتي الخلاف، فكان لابد من موقف السودان المحايد، وأشاد بخطوة السودان لمباركة خطوة المبادرة الكويتية، وتوضح موقفة من الأزمة. ولفت إلى أن السودان لعب دور الحياد الإيجابي في موقفة من الأزمة، وأردف أن السودان لديه قبول من كل أطراف الخلاف والأزمة، ولديه علاقات أزلية بهاتين الدولتين، فكان لزاماً أن يسعى لنزع فتيل الخلاف مع دول الخليج ودولة الكويت التي تتزعم المبادرة . ويرى مراقبون أن دعم السودان للمبادرة الكويتية لرأب الصدع بين الأخوة الأشقاء، وتقريب وجهات النظر، فأل حسن بما يجنب المنطقة الخلاف والشتات، وأعربوا عن أملهم في ألا يطول أمد القطيعة بين الأشقاء، تحقيقا للوحدة التي تربط البلدين بالسودان والحرص على الوصول لحل فوري وجذري.

اخر لحظة