تحقيقات وتقارير

تحقيق النفايات خطر يهدد سكان الخرطوم جنوب


(آخر لحظة) تواصل فيما بدأته من سلسلة الاستطلاعات والتحقيقات عبر مبادرتها (قلم للنظافة و إصحاح البيئة)، والتي تتابع فيها خط سير عملية النظافة في جميع أنحاء العاصمة، وتنقل بالصورة والقلم ما يجري بالشوارع العامة والأحياء الصغيرة مُركزة عدستها على الأزقة والأراضي الواسعة والميادين في منتصف المناطق السكنية التي أصبحت مكباً للنفايات، ونقلت لكم في الأسابيع الماضية النفايات وقصصها المرعبة في مناطق متعددة بمحلية أمدرمان و كرري . وفي هذه المساحة تواصل الصحيفة طوافها بمحلية جبل أولياء قطاع الأزهري . تحقيق: نشوة أحمد الطيب قصتي مع النفايات.. في بداية هذا التحقيق المثير تسرد المواطنة إنعام علي والتي تسكن بالأزهري مربع (11) قصتها الطويلة، وقد بدأت بعد أن حولَ سكان الحي والأحياء المجاورة فناء منزلها والساحة المقابلة له إلى مكب نفايات كبير به كم هائل من النفايات المتراكمة والتي جاءت عليها أمطار الخريف لتحولها إلى بركة قذرة تحللت نفاياتها إلى مواد متعفنة تنبعثٌ منها روائح كريهة لتشكل ملجأ ومأوى للذباب والبعوض والحشرات والآفات الضارة وبيئة صالحة للتكاثر والتوالد، مخلفة بذلك منظراً لا يسر الناظرين، وتحكي إنعام قائلة لقد عانيت كثيراً من هذه النكبة الكبيرة، ومعاناتي الكبرى في كيفية نقل هذه (الكوشة) من أمام منزلي، ولا وجود لعربات النظافة والنفايات لتنقلها وتحملها بعيداً عن الحي ورميها في أماكنها المحددة لها، وقالت (عربات النفايات لم نرها منذ فترة طويلةً تدخل الحي أو الأحياء المجاورة لنا)، مشيرة لإبلاغها الجهات المختصة ولكن لا حياة لمن تنادي، وبعد أن ضاق بي الأمر توجهت إلى سكان الحي للشروع في عمل تكافليّ وتعاونيّ لنقل هذا المكب الهائل من أمام بوابات منازلنا، والتي أصبح الجميع يأتيها من أماكن بعيدة ليرموا بأوساخهم أمام منازلنا، وبالفعل اتفقنا على استئجار عربة (كارو) مقابل (10) جنيهات لكل منزل، لتنقلها وترميها بعيداً، وهذا ماحدث في رمضان، ولكن مازلت أعاني من نفس المشكلة (العويصة) لأن الناس إتخذوا من هذه المساحة مكان لرمي نفاياتهم وأوساخهم، لم نعد قادرين على تحمل تلك الروائح والحشرات، وطالبت الجهات المختصة بأن تنظر في هذه المسائل بعين الرحمة، خاصة وأن الأوساخ تتسبب في أمراض الإسهالات المائية المنتشرة هذه الأيام . مواطنو حي الأزهري يناشدون الجهات المختصة بالإسراع والتدخل العاجل لإصحاح البيئة. ويرى المواطن حسين أحمد بمنطقة (عد حسين) أن تراكم النفايات أمر مقصود لأن الدولة قادرة على التعامل مع المسألة، معتبراً ترك النفايات بهذه الصورة وعدم مساعدة المواطنين في نقلها أو توفير آليات النقل، ما هو إلا لشغل المواطن عن بقية المشاكل التي يعاني منها.. نقص في آليات النقل ويقول مشرف الهيئة الإشرافية لمشروع نظافة محلية جبل أولياء بالوحدة الإدارية الأزهري شمال، محمد الحاج أن تراكم النفايات بهذه الكميات الكبيرة بالشوارع العامة وبين الأحياء شئ غير حضاري، يدل على جهل وتخلف المجتمع الذي يقطن تلك المناطق المتسخة، ويضيف محمد الحاج إن المحلية تعاني من نقص حاد في الآليات لنقل النفايات ورميها في الأماكن المخصصة لها، كاشفاً عن حاجة المحلية لـ(12)عربة وما يتم استلامه يتراوح مابين (6،7) لنوزعه على المصانع والشوارع الرئيسية، والبعض يوزع على الأحياء، لذا يحدث اضطراب في عملية التوزيع. مبيناً أن دور الهيئة بالإدارية ليس النظافة ونقل النفايات، ولكن إشرافي وفني ومراقبة لسير الأعمال وتنفيذها بصورة صحيحة، وذلك يعني أنها تشرف على الأوامر الصادرة من الجهات المنوط بها تنفيذ ذلك العمل، ولكن هذا لا يعفيني كمواطن يحرص على نظافة منطقته من المشاركة الفعلية والفعالة، ولإكمال هذه العملية لابد من عمل تكافلي واتحادي بين المواطن والجهات المختصة لإكمال عملية النظافة بشكل سريع مضيفاً أنهم يقومون بعملية نقل النفايات بمعدل مرتين في اليوم. ضعف اللجان الشعبية مدير قطاع النفايات بالأزهري محمد الهادي يقول إنهم يعانون من نقص حاد في الآليات، وقال إن هذا النقص تسبب في تفاقم مشكلة النفايات وتراكمها بصورة كبيرة، مؤكداً بأن تلك المشكلة لن تتم معالجتها ما لم يتم تغيير أسطول الآليات القديمة والمهترئة، موضحاً أن تلك الآليات قديمة منذ عهد المتعافي، وكان الأسطول مكوناً من (96) آلية تعمل بصورة منتظمة وممتازة، ولكن عامل الزمن جعل الأسطول يعمل بنصف القوة فالعربات نصفها معطل وصيانتها تكلف ثمناً باهظاً جداً، كما أن اسبيراتها غالية وإطاراتها أيضاً مكلفة، مما جعلها في حالة نوم وثبات دائم، ويضيف الهادي بأن محلية جبل أولياء تتكون من عدة قطاعات قطاع الكلاكلات، وقطاع الأزهري عامة وقطاع النصر ومايو بالإضافة للشركات بجبرة مربع(35)، ولكن بسبب نقص الآليات والعمل بنصف القوة أصبح من الصعب تغطية كل هذه القطاعات كما كان في السابق، إضافة إلى ذلك فإن مكب النفايات بعيداً جداً والطريق له وعر، مما يتسبب في استهلاك كمية من الإسبيرات والإطارات والتحصيل الذي يأتينا لا يغطي منصرفاتنا، إضافة إلى أجور العاملين، ويطالب بتجديد الآليات والتعامل مع شركات وطنية خاصة، لها القدرة والكفاءة للعمل لتنفيذه على أكمل وجه، موضحاً بأنهم يقومون بأداء واجبهم على أكمل وجه، رغم المشكلات التي تواجههم، وأضاف نحن نقوم بحملات النظافة يومياً بمعدل مرتين في اليوم، دورية صباحية ومسائية تبداً في تمام الساعة الرابعة، لتدور على الشوارع العامة والشركات، وبعض من الأحياء، وأقر بضعف تواجدهم في الأحياء السكنية، وذلك لعدة أسباب أولها الشوارع بالأحياء وخصوصاً في فصل الخريف صعبة الوصول أو الدخول إليها بسبب (الطين)، وبالأصح أن أقول وعرة وغير سالكة وكما ذكرت العربات لم تعد بالإمكانيات القوية كما كانت في سابق عهدها، أما السبب الثاني فهو عدم دفع المواطن للإشتراك الشهري والذي يبلغ (31) جنيهاً فقط لاغير، ومع ذلك يطالب بحمل ونقل نفاياته الخاصة، والبعض الآخر لا يعلم بإجراءات هذه الاشتراكات وذلك يرجع لضعف اللجان الشعبية بالأحياء والغياب التام، لها فهذه اللجان تلعب دوراً كبيراً جداً لربط المواطن بما يجري بالخارج، وتوضح له ما له وما عليه من مستحقات وواجبات، وأيضاً ضعف التوعية بهذه الأمور لدى المواطن، وكل هذا ساعد على تفاقم وتطور المشكلة التي إذا لم تحل تصبح أزمة وربط الهادي القيام بدورهم بالتعاون مع اللجان الشعبية، فقال: مع تلك اللجان تستطيع تنظيم حملات مستمرة في أوقات محددة، وأرجع تفاقم مشكلة النفايات إلى عدم وعي المواطن وتثقيفه، الأمر الذي أدى لهذا التراكم الكبير للنفايات، فهو يرميها بصورة عشوائية وهذا مايسمى بأسلوب الفوضى، فالمواطن غير متحضر في التعامل مع النفايات، فمنهم من يرى برميل النفايات متاح له، ولكنه يُصر على رميها أرضاً، ويستقل المواطن الأراضي الخالية أو المشيدة (القطع الفاضية) وتحويلها إلى مكب لرمي نفاياته دون الإستئذان من صاحب الأرض. مكب حديث وأضاف الهادي أن هنالك سبب آخر يصعب السيطرة عليه وهو أصحاب عربات (الكارو) الذين يقومون بنبش أكياس النفايات التي يلقي بها المواطن بعد أن يحكم إغلاقها وربطها بالأكياس فيقومون ببعثرتها على الأرض باحثين عما يفيدهم بها من (قوارير) البلاستيك التي تُباع بالكيلو ليتم إعادة تدويرها مرة أخرى، ومكافحة هذه الفئة مستحيلة إلا بتدخل منظمات المجتمع المدني واللجان. وأوضح بان هيئة النظافة قامت بوضع خطة جديدة لعمل مكب وسيط بمواصفات حديثة وتم إختيار المكان الذي سوف يقام عليه بعد دراسة كاملة ووقع الإختيار على مايو شرق منطقة الأندلس وتمت دراسة الخطة بشكل جيد وتبقت مرحلة التنفيذ فقط . عملية مشتركة وتضيف ضابط صحة بإدارة تعزيز الصحة محلية جبل أولياء بوحدة الأزهري الإدارية آمنة سليمان بأن عملية التخلص من النفايات ليست مسؤولية المحلية أو الإدارة وحدها بل تعد عملاً تكافلياً وتعاونياً بين المواطن والجهات المختصة . مبينة أن عملهم يختص بالتوعية و التثقيف الصحي بجانب تمليك المعلومة الصحية للمواطنين وبينت أن تمليك المعلومة الصحية للمواطن عن خطر النفايات سيغير سلوكه كاشفة عن قيام الادارة بمناشط في مجالات الطب الوقائي ونستهدف به كافة شرائح المجتمع ،بجانب التثقيف المنزلي ومحاضرات في المراكز الصحية والجامعات وأماكن التجمعات ثم التثقيف غير المباشر عبر النشرات والمطبقات وإصدارات نوزعها للمواطنين وفي جانب النفايات نوضح للمواطن ماهية النفايات وكيفية الإستفادة منها بقدر المستطاع وتعليمه فرز النفايات الصحية داخل المنزل النفايات السائلة أو الصلبة وتقليل كمية إفرازها كما نعلمه كيفية تجفيف النفايات كي لا تكون رطبة ومصدراً لتوالد الذباب والحشرات الهوام وتوضيح خطورة النفايات والتي تمثل مصدر أساسياً لتوالد الذباب والحشرات .

اخر لحظة


‫3 تعليقات

  1. إنتو ابو شنب الكان نشيط داك وين راح ما موقفه من هذه القاذورات والله فورة او انتهت خلاص .

  2. حكومة الولاية متخمة بالوزارات والوزراء والإدارات والمدراء والمهندسين والمسئولين تدفع لهم مبالغ طائلة كرواتب ومخصصات ، نسأل عن مهام وزارات مثل البنى التحتية ! البيئة ! الشئون الهندسية ! النقل ! الشئون الاستراتيجية والمعلومات ؟؟؟ كل هذه الوزارات لولاية واحدة فقط ؟ ثم يعلن الوالي فشل حكومته في معالجة موضوع النظافة والمواصلات والكهرباء والمياه والصحة وكل الخدمات !! كل السودان وقبل الإنفصال كان يدار بوزير واحد في كل مجال اليوم لدينا 18 وزير صحة بينما مستوى الخدمات الصحية في الحضيض و18 وزير تربية ويتم حشر 80 طالب في فصل واحد وفي بعض المناطق يجلس الطلاب على الأرض ويشترك كل 3 تلاميذ في كتاب واحد بينما يحتفل الوزير في بداية كل عام دراسي بإكتمال الإجلاس وإكمال الكتاب المدرسي ! في المدرسة التي سيتم تصويره فيها فقط !!
    يقول مسئول المحلية بأن سيارة النفايات تقوم مرتين في اليوم بجمع النفايات !! بينما يقول المواطنين بأنهم لم يروا سيارة النفايات في حيهم منذ أسابيع !! من أين لمواطن يسكن في حي شعبي أن ينتج نفايات يتم نقلها مرتين في اليوم ؟ بقايا طعام غير وارد ! ملابس بالية غير وارد بهذا الكم ! كنس البيت لاينتج عنه ملء كيس صغير ! لذلك يفترض أن يكون الحي الشعبي أنظف من الأحياء الكبيرة مقارنة بنسبة الإستهلاك ولكن إهمال المسئولين للأحياء الشعبية وإصرارهم على تحميل الناس مسئولية التقصير ووصفهم لهم بالجهل وعدم التثقيف لصرف الإنتباه عن التقاعس والتنصل من المسئولية وأن يتحمل المواطن توفير الآلات وصيانتها ولو أمكن أخذ نفاياته إلى المكب خارج العاصمة حتى لا يزعجوا موظفي الحكومة ، وفي السياق يقول المسئول بأن بعض المواطنين لايعلمون برسوم النفايات !! بينما المحصلون يطرقون الأبواب بإنتظام لإجبارهم على دفع الرسوم !!