تحقيقات وتقارير

أفضى اختفاء المكتبات المدرسية والجمعيات الأدبية والتغيير المستمر في المناهج إلى تدني التحصيل الأكاديمي لطلاب المدارس


شهدت السنوات الأخيرة تدني المستوى التعليمي بشكل لافت وسط طلاب المراحل التعليمية المختلفة من حيث الإقبال على الاطلاع والقراءة والكتابة والإلمام بالثقافة في مختلف ضروبها، وتعددت الأسباب ما بين اختفاء الجمعيات الأدبية والمكتبات المدرسية التي كانت أساس تقدم ورفعة الطلاب وتداعيات التغيير المستمر للمناهج الدراسية.

تُعد المكتبات المدرسية والجمعيات الأدبية من أهم عناصر المعرفة التي تميزت بها المدارس، وقدمت أجيالاً مشبعة بالمعرفة منذ سنوات خلت علاوة على أهميتها وقيمتها التربوية باعتبارها محوراً أساسياً للمنهج المدرسي ومرتكزاً للمواد التعليمية التي يعتمد عليها في تحقيق الأهداف، فضلاً على الكم الهائل من المعلومات التي تشكل زيادة في المعرفة من واقع ضرورة الانتقال بالمناهج الدراسية من حدود الكتاب المدرسي المقرر إلى الآفاق الواسعة لمصادر المعلومات.

أدوار فاعلة
في السياق، قال الخبير التربوي حامد عبدالرحمن لـ (اليوم التالي): لعبت المكتبات المدرسية والجمعيات الأدبية أدواراً فاعلة في رفد المجتمع وتخريج طلاب أكفاء في كافة التخصصات الأدبية والعلمية، لأنها تقدم زخيرة معرفية ولغوية متقدمة تعين جميع الطلاب والطالبات في ازدياد خصائص المعرفة، بجانب تنمية مهارة القراءة وحب الاطلاع لدى الطلاب الذي كان يمثل أحد هواياتهم المحببة وزيادة الوعي فى مراحل التعليم المختلفة، إضافة لخلق روح المبادرة والبحث وراء الحقائق والمعارف. وأضاف: رفع المستوى الدراسي والعلمي يحتاج ابتداءً إلى الجهد والمثابرة والصبر أثناء التحصيل العملي، وهذا ما يجب الانتباه إليه. واستطرد: لا نجاح مع الاتكال والدعة والجلوس دون بذل الجهد، وتابع: يعاني الكثير من الطلاب من مشكلة تدني التحصيل الذي له أبعاد سلبية على مستقبلهم، إذ يسبب الإحساس بالنقص وعدم الكفاءة وانخفاض الدافعية والرغبة بالدراسة، لذلك يجب التعامل الجاد والواعي مع هذه الظاهرة. وأفاد: ضعف التحصيل العلمي ظاهرة تربوية مركبة، فهو محصلة لعوامل كثيرة تشترك في المسؤولية عن إنتاجه مثل الوزارة، المدرسة، الطالب والأسرة.

تحقيق النمو المتكامل
من جهته، قال الصادق السميح أستاذ الأساس لـ (اليوم التالي): ينبغي أن يكون تحقيق النمو المتكامل للدارس من كافة النواحي الوجدانية والعقلية والاجتماعية والسلوكية من أهم الأهداف الأساسية التي تعمل وزارة التعليم من أجلها. وأضاف: تحث الاتجاهات التعليمية الحديثة على أهمية المكتبة المدرسية، وما تؤديه من دور فاعل في تحقيق أهداف التعليم، فهي مرتكز لكثير من الفعاليات والأنشطة التربوية والتعليمية داخل المدارس. وأشار إلى أن المكتبات هي الأساس الذي ترتكز عليه عملية التحصيل اللغوي، بجانب الثراء الإبداعي، لأن القراءة الحرة التي يتمتع بها القارئ تعنى بالاطلاع وليس الالتزام الصارم تجاه مقرر معين.

الثقة بالنفس
تهاني أحمد – أستاذة في مرحلة الأساس – قالت لـ (اليوم التالي): كما هو معروف لدينا أن المدارس كانت تهتم بهذا الجانب لما فيه من ترقية اللغة العربية، وتمكين الطالب من تجويدها والإبداع في كافة الفنون. وأضافت: المكتبة ارتبطت بالجمعيات الأدبية التي تعتمد على نشاطاتها فى شتى المجالات والآداب والفنون، وتمكن الطالب من الثقة في نفسه إلا أن غيابها أثر بصورة واضحة، حيث صار الطالب أداة تستقبل وتفرغ دون حفظ وأثر بشكل واضح في تحصيله الأكاديمي وضعف ثقافته، حيث بات بعض الطلاب وحتى على مستوى الجامعات خاوين من المعرفة.

الخرطوم – سارة المنا
صحيفة اليوم التالي