مقالات متنوعة

إستغلال سلطة


* ليس هناك أسوأ من قهر الانسان الذي خلقه الله حراً، بسطوة من انتزع الله من قلبه كل الصفات الانسانية، وليس هناك افظع من قهر النساء اللائي قال عنهن رسولنا الكريم(ما أكرمهن الا كريم، وما اهانهن الا لئيم)، من قبل لئام القوم من في يدهم السلطة والنفوذ، وممن نصَب نفسه حارسا للقيم وهو ابعد ما يكون عنها، وحاميا للاخلاق وهو فاقدا لها.
* كنت ولا زلت من المناصرات لمبادرة (لأ لقهر النساء)، لقناعتي التامة بأن ما تقوم به هؤلاء النسوة من دفاع عن قضية المرأة والمحافظة علي مكتسباتها، لم يأت من فراغ، خاصة من تركن أُسرهن وهي في امس الحاجة لقربهن، ومن تركن ابناءهن وازواجهن وهم الاولي عُرفا باهتمامهم ورعايتهم، اما العمل وكسب العيش فالتضييق حوله وما يتم فيه من هضم للحقوق معلوم للجميع.

* أمل هباني، صحفية جسورة ومناضلة شرسة، ظلت وعلي مدى سنوات عملها في بلاط صاحبة الجلالة تعمل بجهد وافر، ونشاط زائد لتثبيت حقوق الانسان بشكل عام، وحقوق المرأة بشكل خاص، حتي اصبحت من الناشطات البارزات في هذا المجال، ونالت من خلاله عدة جوائز عالمية آخرها جائزة (أمنيستي) التي منحتها لها المنظمة الامريكية البارزة في مجال حرية الصحافة وحقوق الصحافيين.
* أمل رفضت الانصياع لاستفزاز النظامي الذى باغتها بصفعة علي وجهها لأنها رفضت تسليمه هاتفها الجوال قبل ان يبرز لها هويته، فكان ان طبق عليها المثل القائل( دقاني وبكي، سبقني واشتكي)، فاستمرت مشاوير أمل من وإلي محكمة قسم الخرطوم جنوب عقب الشكوي التي قدمها النظامي بحجة اعتراضها له أثناء تأدية واجبه ليتم الحكم عليها بالغرامة (عشرة مليون) وبالعدم السجن أربعة أشهر، ففضلت (الكنداكة) السجن علي سداد الغرامة لقناعتها التامة انها لم تخطئ.

* شهامة ومرؤة المجتمع السوداني الذى آمن بجهود أمل في الانعتاق من الظلم والقهر، بادر بإطلاق حملة لإطلاق سراحها، وقد كان بعد ان قضت ليلتها الاولي بسجن النساء بامدرمان، لتخرج امس مرفوعة الرأس والهامة.
* قضية أمل هباني قضية كل الشعب السوداني الباحث عن الحرية في وطنه، الرافض لغياب العدالة، وفوضي القانون.

* المواطن عبدالواحد حسين محمد احمد، حكي بأسي عن مضايقات تعرض لها وعايشها تتعلق باستغلال نفوذ بعض النظاميين ممن استغلوا سلطتهم لإرهاب المواطن وابتزازه ماديا في الشارع العام، في صورة واضحة لانتهاك الحقوق التي كفلها القانون والدستور.
* وذكر الحادثة التي تحدثت عنها مدينة الابيض في شهر رمضان الماضي والتي كان ابطالها أثنين يرتدون أزياء نظامية مستغلين بخارية ويحملون السلاح ليبدأ استغلال السلطة والنفوذ بتهديد صاحب طرمبة معروف ونهب مبلغ 20 الف جنيه، لم يعرف مكانها للآن.

*ومن ابشع صور استغلال السلطة والنفوذ ما تناوله العديد من تجار سوق ليبيا، بخروج السوق من سيطرة التجار تماما، بعد أن اصبح ملكا سيدات الاعمال من زوجات بعض المسؤولين، حيث اضحت النغمة السائدة هي (زوجة مولانا، وحرم سيادتو)، حيث يري التجار أن السوق اصبح ملك لقانونيين وقوات نظامية، يصعب مقاضاتهم لأنها تتطلب رفع الحصانة، والتي لا تتم الا بواسطة النائب العام.
* هذه وغيرها من الممارسات شائهة جدا، تؤكد غياب سيادة القانون، والفوضي العارمة واستغلال النفوذ من قبل بعض النظاميين والمسؤولين الذين اصبحوا يتكسبون من إرهاب المواطن وفرض جبايات غير قانونية.

* ما لم يتصدى المواطن لهذه التجاوزات ويتحلى بالقوة والتمرد علي كافة اشكال القهر والظلم، فلن ينتصر يوما لحقوقه وينتزعها.
* وليكن لنا فى الكنداكة أمل هبانى أسوة حسنة.

بلا حدود – هنادي الصديق
صحيفة الجريدة