رأي ومقالات

المُشرق في هذا المشهد: شرطة المرور السريع تتولى مهمة إزالة الرمال عن الطريق (تطوعاُ)


القيادة بتهور ..!!
:: مشهد محزن ومشرق بطريق شريان الشمال ..رمال الزحف الصحرواي تغطي الطريق – في أماكن متفرقة – بين الحين والآخر، فهي أيضاً – كما الحُفر – من مخاطر الطريق، وهذا المشهد مٌحزن ..ولكن المُشرق – في هذا المشهد – هو أن شرطة المرور السريع هي التي تتولى مهمة إزالة هذه الرمال عن الطريق (تطوعاُ)..حماية الطريق من الرمال والسيول و الحفريات ليست من مهام الشرطة، بل هي من صميم مهام وزارة اتحادية لم تعد تتقن غير نصب خيام الرسوم على الطرقات .. !!

:: وبزاوية الثلاثاء الفائت، عندما أشدت بتنفيذ الإدارة العامة لشرطة المرور المرحلة الأولى من مشروع (التتبع الآلي)، فأن بؤس الطرق القومية – وشوارع المدن – لم يكن غائباً عن الخاطر .. وقومياً، ليس فقط طريق الموت المسمى – مجازاً – بطريق (الخرطوم مدني)، بل كل الطرق القومية بحاجة إلى مسارات مزدوجة تستوعب حجم الحركة، وكذلك بحاجة إلى إعادة تأهيل .. فالطريق إلى كسلا محفوف بمخاطر (الحُفر)، وكذلك الطريق إلى بورتسودان .. فأين تُصرف رسوم هذا الطريق ..؟؟

:: قبل ثلاث سنوات تقريباً، كان ترتيب السودان الثالث عشر عالميا في حوادث المرور.. ويبدو أن موقعنا في القائمة لم يبارح هذا الترتيب المزعج ..فالرقم مزعج مزعج لشعب كثافته السكانية لم تتجاوز الأربعين مليونا ..رداءة الطرق غير خافية في لب الترتيب .. وهى رداءة تصنعها مرحلة ما قبل التنفيذ ، أى مرحلة التخطيط .. فاللجان التي يتم تشكيلها لتخطيط وتنفيذ الطريق والشارع لا تشمل كل الجهات ذات الصلة بالطريق والشارع.. وعلى سبيل المثال، إدارة شرطة المرور إحدي الجهات التي لم تدخل لجان التخطيط والتنفيذ إلا أخيرا..!!

:: غُيبت طوال السنوات السابقة جهلا أو تجاهلا .. وهناك جهات لاتزال مغيبة، ولذا يتفاجأ المواطن بين الحين والآخر بأليات تحفر الطرق وتقطعها بالعرض لتوصيل خدماتها للمواطنين، كالمياه والكهرباء ومجاري السيول وغيرها .. خبراء من شرطة المرور كان يجب أن يكونوا أعضاء في اللجان المشرفة على تخطيط وتنفيذ الطرق والشوارع ..شرطة المرور هى الجهة المناط بها تحديد عرض الشارع، ثم تحديد المواصفات والمطالب الفنية التي تسهل انسياب المرور، كمواقع الإشارات والأنفاق والكباري .. وكذلك الشرطة هي الجهة المناط بها تحديد أمكنة المواقف والمحطات ومساحاتها داخل وخارج المدن..!!

:: ولكن في بلادنا فقط لاغير، كان يتم تخطيط الطريق والشارع ثم تنفيذهما ويكون شرطي المرور – كالمواطن – آخر من يعلم .. ليس هذا فحسب، بل – من طرائف الإدارة في بلادنا – لاعلاقة لشرطة المرور باشارات المرور المنصوبة عند ملتقى الطرق القومية وشوارع المدن .. نعم، يظن السواد الأعظم من الناس أن إشارات المرور تابعة لشرطة المرور، بحيث هي التي تستورد وتركب حسب خطتها وحاجة طرقها، ولذلك يلعن السائق الشرطة حين تقع الإشارات أويصيبها عُطل، وهذا – للأسف – غير صحيح .. ملتقى الطرق والشوارع تحت رحمة (الولاة والوزراء)..!!

:: وعندما نتحدث عن غياب الدور التربوي وثقافة المرور في المجتمع، نجد أن الإدارة العامة للمرور، قبل أربع سنوات، وبالتنسيق مع المركز القومي للمناهج، أعدت وطبعت كتاب (التربية المرورية)، ليكون مصاحباً لمنهج مرحلة الأساس..وكذلك أعدت وطبعت كتاب آخر عن التربية المرورية أيضاً، ليكون مصاحباً لمنهج المرحلة الثانوية..مئات الألاف من الكتب مطبوعة – منذ العام 2013 – بعلم وإشراف وزارة التربية والتعليم.. ولكن يبدو أن وزارة التربية لاتعترف بالتربية المرورية، ليتم تخزين الكُتب لحين تصبح وجبة للفئران .. فلماذا لايترسخ – في كل مجالات الحياة – نهج القيادة بتهور ..؟؟

بقلم
الطاهر ساتي
119275


تعليق واحد

  1. ما ينقص المرور :
    * الاسلوب فى التعامل مع الشعب و توقيره و احترام سالكى الطريق . وهذه نقطة مهمة .
    * المساعدة عند الحاجة مثل الاعطال البسيطة و الارشاد و غيره .
    * العمل من اجل سلامة الناس اولا بدلا من جعل هم رجل المرور و تفكيره منصب فى التركيز بتحرير المخالفات و البحث عن اساليب مختلفة لتنفيذ المخالفة .
    * التدقيق فى منح رخص قيادة البصات التى تربط المدن البعيدة وفق سن محددة و كشف طبى دقيق يشمل حتى المخدرات و التشديد فى هذا البند تحديدا .
    * الدراسات المستمرة و العلمية فى رصد السير العام و الحوادث و تخفيف الزحام فى المدن المدن الكبرى و تقديم الحلول المتجددة .
    * ادخال التقنيات ولو تدريجيا لضبط الطرق و ضبط حتى رجال المرور بما يحقق نتائج جيدة و مهمة و يرفع من تاهيل الكوادر .
    * عمل و حدة مساندة تختص بامن الطرق بما يطمئن سالكى الطريق و يساعد كثير من الوحدات الشرطية .
    نتطلع و نحلم بمرور راقى فى البلاد و خدمة الشعب بنزاهه و تطور و كوادر عاملة تنال الرضا .
    وفق الله كل رجالات بلادى .
    الصورة المصاحبة جميلة نتمنى ان نراها باشكال اخرى .