عالمية

المعارضة في فنزويلا تجري استفتاء شعبيا غير رسمي لتحدي مادورو


بدأت المعارضة في فنزويلا استفتاء شعبيا غير رسمي يوم الأحد لزيادة الضغط على الرئيس نيكولاس مادورو في الوقت الذي يسعى فيه لتشكيل هيئة تشريعية كبيرة يصفها خصومه بأنها توطيد للديكتاتورية.

ويهدف الاستفتاء الرمزي، الذي سيسأل الناخبين أيضا ما إذا كانوا يريدون انتخابات مبكرة، إلى تقويض شرعية مادورو وسط أزمة اقتصادية تصيب البلد بالشلل وثلاثة شهور من الاحتجاجات المناهضة للحكومة سقط خلالها نحو 100 قتيل.

وبدأ الاستفتاء الساعة السابعة صباحا بالتوقيت المحلي في نحو ألفي مركز في أنحاء البلاد وتصفه المعارضة بأنه نوع من أنواع العصيان المدني تليه “ساعة الصفر” في إشارة محتملة إلى إضراب عام أو أي إجراءات أخرى تصعيدية ضد مادورو.

واصطف الناس مبكرا أمام كثير من مراكز الاقتراع في الدولة الغنية بالنفط التي يبلغ عدد سكانها 30 مليونا في وقت يشعر فيه الفنزويليون بالغضب من نقص المواد الغذائية وارتفاع التضخم لعل أصوتهم تجد صدى.

وقال مرسيدس جويريرو دي راميرز (80 عاما) العامل السابق بأحد المستشفيات والذي وصل إلى مركز الاقتراع الساعة 5:30 صباحا في مدينة سان كريستوبال بالقرب من الحدود مع كولومبيا وكان أول واحد بالصف “لا نريد حكومة نيكولاس (مادورو). نشعر بضجر من عدم إيجاد حلول، هناك من يموتون جوعا”.

لكن لا يبدو أن الاستفتاء سيؤدي إلى أي تعديل قصير الأمد في الحكومة أو أي حل للمأزق السياسي في البلاد.

ويقول مادورو (54 عاما) إن استفتاء يوم الأحد غير قانوني ولا معنى له. وبدلا من ذلك ينظم الزعيم اليساري حملة لانتخابات رسمية في 30 يوليو تموز لتشكيل المجلس الجديد الذي سيكون من صلاحياته إعادة كتابة الدستور وحل مؤسسات البلاد.

وقال زعيم المعارضة إنريكي كابريليس في كلمة أذيعت يوم الجمعة “حتى تحت الأمطار أو الرعد أو البرق سيمضي استفتاء يوم الأحد قدما… نحن الفنزويليين سندلي بأصواتنا من أجل المستقبل.. الوطن الأم وحرية فنزويلا”.

وسيتضمن الاستفتاء ثلاثة أسئلة: ما إذا كان الناخبون يرفضون المجلس الدستوري الجديد وما إذا كانوا يريدون أن تدافع القوات المسلحة عن الدستور القائم حاليا وما إذا كانوا يريدون إجراء انتخابات قبل انتهاء فترة ولاية مادورو في 2018.

وقال رئيس البرلمان جوليو بورجيس صباح الأحد “حقيقة الغد ستختلف تماما عن واقع اليوم. عندما يبزغ فجر يوم الاثنين سنرى أن كل ما تحقق اليوم… يجب أن يحدث تغييرا جذريا في طريقة إدارة هذه البلاد”.

ويلجأ بعض الموظفين في القطاع العام الممنوعين تحت ضغط من الحكومة من المشاركة في الأحداث التي تنظمها المعارضة إلى وسائل خلاقة للتصويت في الاستفتاء دون أن تجري ملاحظتهم.

كما يشمل التصويت مشاركة أصحاب مناصب كبيرة من الفنزويليين انتقلوا للخارج للهرب من المشهد المتداعي لاقتصاد الدولة العضو بمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك). وأدلى فنزويليون يلوحون بالأعلام ويهتفون “كفى ديكتاتورية” بأصواتهم في مراكز اقتراع امتدت من فلوريدا إلى أستراليا.

وتأمل المعارضة أن يشارك الملايين في الاستفتاء وتتعهد بإعلان النتيجة مساء الأحد.

رويترز (إعداد سامح الخطيب للنشرة العربية – تحرير أحمد صبحي خليفة)