صلاح الدين عووضة

يا دُفعة !!


*لست مع – أو ضد – قرار رفع سن المعاش..

*فأنا أنظر إلى المسألة من زاوية مختلفة تماماً..

*مختلفة عن تلك التي ينظر منها المؤيدون أو المعارضون..

*أنظر إليها من زاوية رأي علمي معاصر عن حقيقة أعمار الناس..

*فالإنسان – حسب هذا الرأي – لديه عمران…وليس واحداً..

*عمر (زمني) بحساب السنوات تثبته – ورقياً – شهادة الميلاد..

*وعمر (بيولوجي) تثبته – ظاهرياً – تجليات المظهر والصحة والعنفوان..

*بمعنى أنك قد تجد شخصين عمر كل منهما (50) عاماً مثلاً..

*أحدهما يبدو لك في الأربعين – أو أقل – والآخر فوق الستين… أو أكثر..

*والسبب في الفوارق (المظهرية) هذه أرجعه العلماء إلى عوامل عدة..

*فهنالك عامل الوراثة حيث تنتقل جينات الصحة من جيل إلى آخر..

*وهنالك عامل التغذية المتوازنة الذي يلعب دوراً مؤثراً في صحة الشخص..

*وهنالك عامل الرضا الوظيفي الذي ينعكس إيجاباً على أعضاء الجسد..

*ثم عامل السعادة المستمد من الاستقرار العاطفي مع شريك (متناغم)..

*ولكن يبقى العامل الأهم هو الوراثي وفقاً لآراء العلماء..

*وقبل أيام شاهدت تقريرين إعلاميين يُثبتان صحة هذا الذي نقول..

*الأول عنوانه (نجوم لن تصدق أن هذه هي أعمارهم الحقيقية)..

*والثاني عنوانه (مشاهير شباب غزتهم الشيخوخة مبكراً)..

*في الأول نفاجأ بممثلين في (عز شبابهم)- مظهراً- أعمارهم تجاوزت الستين..

*وفي الثاني ندهش لوجوه امتلأت أخاديد وأصحابها لم يتخطوا الأربعين..

*ويمكننا أن نذكر نماذج محلية للتقريرين هذين في مجالات فنية وإعلامية وسياسية

*ومطرب راحل كان يُطلق عليه لقب (فنان الشباب)..

*أو هو أحد اثنين كان يطلق عليهما هذا اللقب في وسائط الإعلام..

*وعقب رحيله – في حادث – فوجئ الكثيرون بأن عمره كان يزحف نحو الستين..

*ولكنه كان يبدو (شاباً) ؛ مظهراً…وروحاً…وصحةً..

*بينما مطرب آخر كان يظنه الناس (دُفعة) زيدان اتضح أنه صغير رغم (مظهره)..

*ولا نعني بمظهره الصلعة (الصلعاء)…وإنما المظهر العام..

*ومن ثم فإن السنوات (الزمنية) قد لا تعبر عن حقيقة عمر الإنسان..

*وإنما العمر (الحقيقي) هو البيولوجي الذي يتمظهر شكلاً يراه الناس..

*ودراسة علمية في بلادنا تتحدث عن ظاهرة غريبة بين الشباب..

*ظاهرة الإصابة بأمراض كانت – إلى زمن قريب – وقفاً على الكبار..

*أمراض مثل الضغط… والسكري… والجلطة… وما يستدعي تناول (المقويات)..

*هذا فضلاً عن ظاهرة الصلع… والشيب… والتجاعيد..

*وتشهد بلادنا لأول مرة ظاهرة (شاب معاشي)..

*ويمكن لكل معاشي أن يناديه (يا دُفعة !!!).

صلاح الدين عووضة
صحيفة الصيحة