جرائم وحوادث

“أين مجدي؟” في صبيحة عيد الفطر الماضي استعد الطفل مجدي مبكراً للذهاب إلى صلاة العيد لكنه لم يعد حتى مساء الأمس


لا يزال هنالك مقعد شاغر داخل الفصل السابع في مدرسة بخت الرضا الخاصة بالحارة (47) الحلة الجديدة بأمبدة، ينتظر صاحبه، مجدي مهدي عبدالله، الذي لم يلتحق هذا العام برفاقه حتى هذه اللحظة. غاب مجدي قسرياً عن أسرته وعن مدرسته أيضاً منذ (25) يوماً، لم تعرف وجهته ولم يُبين له أثر رغم عملية البحث المستمرة عنه في كل مكان بواسطة أهله، الذين لم يدخروا جهداً أو يتركوا طريقاً وإلا سلكوه، ووزعوا مئات النشرات على أقسام الشرطة والأسواق، كما بحثوا عنه بين الجثث في مشارح مستشفيات الخرطوم، وأيضاً بين صور المتوفين في ظروف غامضة لدى المعامل الجنائية، ولكن لم تكتحل عينهم به لا حياً ولا ميتاً لتطمئن قلوبهم.
أثار لغز اختفاء الطفل مجدي (13 عاماً) في ظروف غامضة بتلك الطريقة، علامات استفهام كثيرة على وجوه أهله، كما تروي أسرته لـ(اليوم التالي)، تقول: “صبيحة عيد الفطر الماضي، استعد مجدي ككل الأطفال مبكراً للذهاب إلى صلاة العيد، ارتدى بنطلون جنز كحلي وقميص جنز أيضاً بذات اللون، لحظتها جاءه ابن جيرانهم وأخطرهم أن عمته تسكن في مربع (10) طلبت إليه الحضور، وأنه يريد أن يصحب مجدي معه لبيت عمته، وأنهما سيمكثان معها لمدة أسبوع”.
خرج مجدي وابن الجيران صبيحة العيد قبل الصلاة، كما تروي أسرته، وكانوا يعلمون أنه في بيت عمة ابن جيرانهم، ولكن بعد خمسة أيام عاد ابن الجيران لوحده. يقول عم مجدي لـ(اليوم التالي): “حين سألناه عن مجدي، أخبرنا بأنه رفض أن يمكث معهم في البيت وأخطرهم بعودته لأسرته في نفس يوم العيد”.
بعد خمسة أيام من مغادرته المنزل، تلقت أسرة الطفل مجدي النبأ الصاعقة، أن مكان وجوده مجهول، حينها بدأ الركض في كل اتجاه، أولاً الأهل والمعارف ومن ثم أقسام الشرطة والمستشفيات، وتم فتح بلاغ في قسم إدارة حماية الأسرة والطفل بالرقم (194)، وانتشرت بعد ذلك فرق البحث، بعضهم يسأل والبعض الآخر يدقق في وجوه الأطفال المنتشين بفرحة العيد. توالت الأيام رتيبة وازداد ليل البيت حلكة، سالت دموع كثيرة وجفت المُقل، ومجدي الصغير الوديع لم يرجع بعد.
صارت وجوه أقرباء مجدي معروفة للعاملين في المشارح بالمستشفيات وللشرطة في الأقسام، إذ يواجههم هؤلاء بمجرد أن يلحظوهم بالسؤال قبل أن يسأل أهل المفقود، ألم تجدوا له أثراً؟ لحظتها دائماً ينقطع خيط الأمل وتمتلئ العيون بالدموع وتتقهقر الأقدام للخلف.. ولا يعود أهله من حيث أتوا، إنما يهيمون في الطرقات لساعات طويلة يسألون المارة صغاراً وكباراً: “ألم يرَ أحدكم مجدي؟”، بعض الأحيان ينظر إليهم الناس شزراً، لما بهم من رهق وحزن وباستمرار يتعاطفون معهم.

الخرطوم – محمد عبد الباقي
اليوم التالي


‫3 تعليقات

  1. اها يا الشرطه قلته مافي ختف. ده شنو في حساباتكم. الله اجمعه باهله انشالله.

  2. كيف للاسرة ان توافق علي مبيت ابنهم في بيت غريب لمدة عشر ايام ولم يحمل ملابس اخري وهل ذهب للصلاة ام خرج مع ابن جيرانهم

    ربما هذا المقال للهو الناس خاصة نحن مجتمع انصرافى وبتاعين فارغات

  3. لماذا لم يجد اختفاء الطفل مجدى الاهتمام الكافى من الشرطة والاعلام ولا حتى الوسائط الاجتماعية فلم نسمع ببيان صادر عن شرطة ولاية الخرطوم يحدثنا عن امر الطفل المفقود ولم نقراء فى الصحف وغيرها من الوسايط ما يخبرنا عن مجدى ولم نسمع بزيارة وزير ولا معتمد ولا مسئول لاسرة المفقود رغم مرور اكثر من 25 يوم على اختفائه و لم نجد فى الوسايط الاجتماعية ما يخبرنا بامر مجدى الا اليوم ومقارنة مع بلاغ اختفاء المجنى عليها اديبة فاروق ( رحمها الله ) نجد ان الاهتمام بامرها شكل قضية راي عام بينما اختفاء مجدى الذى سبقها لم يتبنى امره الا اسرته و من حوليه … فيا ترى ماذا هنالك ؟ و ما هو الفرق بين الاختفأئين ؟ هل اختفاء مجدى عمل مقبول ؟ بينما اختفاء اديبة عمل جنائي ؟ لابد من مضاعفة الجهد والاسراع بفك غموض اختفاء الطفل مجدى مع امنياتى له بالسلامة من كل شر انه سميع مجيب .