تحقيقات وتقارير

“أوقفوا التعدي حالاً”.. لم يكن أكثر المتشائمين في مدينة بحري يتوقعون أن تبلغ الجرأة مداها بتحويل ميدان عقرب الشهير لمحلات استثمارية!!


هل صارت حقوق المواطن مهضومة لهذه الدرجة، أم أن هؤلاء المعتمدين يستطيعون فعل كل شيء مُضر دون أن يكبحهم كابح، لا رغبة لهم في رضا المواطن ولا يخيفهم غضبه؟ بهذا المعنى عبر مساء أمس مئات الشباب من مدينة بحري عن رفضهم لخطوة معتمد محلية بحري اللواء حسن محمد حسن الذي شرع في تحويل ميدان عقرب الشهير إلى محلات تجارية.

النبأ الصاعقة

حين تسرب الخبر لمسامع أهل بحري لم يكن أكثرهم تشاؤماً وظناً في اللواء حسن محمد حسن يتوقع أن تعتريه رغبة في طمس أهم ملامح مدينة بحري ممثلا في ميدان عقرب الذي يُنظر إليه كرمز للمدينة، ساهم في تشكيل وجدان مواطنيها، وصنع عدداً من الرموز التي يشار لها بالبنان في مجال الغناء وكرة القدم على مستوى السودان، منهم الكابتن الجاك عجب أول من تقلد شارة الكابتنية للمنتخب الوطني والكابتنان نجم الدين حسن والملازم مرسال الجاك وعبدالله إدريس ومحمد حسن شعروت وعمر بنداس وجيمس وآخرون كثر، لهم فضل عظيم على الكرة السودانية، جميعهم تفتحت مواهبهم وأينعت في صغرهم في ميدان عقرب قبل أن يقطف ثمارها الجميع. غضب مواطني بحري مرده إلى أن المعتمد ركل هذا التاريخ والذاكرة الجماعية للميدان وغض الطرف عن دورها في الوقت الحاضر وتناسى المستقبل، واهتم فقط بما يعود عليه من أموال طائلة بتحويله لأكشاك ومحلات لأغراض تجارية لا يحتاجها سكان بحري بتاتاً.

خطوة نحو التصعيد

لم يتوقف رفض تحويل غرض ميدان عقرب لمواقع تجارية واستثمارية على السكان وشباب المدينة فحسب، إنما مست القضية جهات أخرى على رأسها الأندية الرياضية التي اجتمع منها (25) ناديا على قرار مناهضة فكرة الاعتداء على الميدان الذي يمثل بالنسبة لهم الحياة بعينها، لأن استمراريتهم كأندية رياضية مرهونة بعدم المساس بالميدان مطلقاً. ولإجهاض الفكرة من أساسها ابتدر شباب بحري والحادبون على أهمية وجود صروح للأنشطة الثقافية والرياضية محاولة للوقوف في وجه التعدي على الميدان بعقد لقاء تشاوري مساء الخميس بنادي الاتحاد البحراوي للتصدي لمحاولة طمس أهم معلم رياضي، ثقافي، وسياسي ببحري، وقد ناقش اللقاء الخطوات التي يجب اتباعها عقب ظهور نتيجة اجتماع أندية الدرجة الثالثة لتأكيد رفضهم النهائي لتحويل الميدان لأيّ نشاط آخر غير الذي عرف به سابقاً.

تاريخ عريق

يتفق الجميع على أن تاريخ تخطيط ميدان عقرب كان في العام 1921م، ولكنهم يختلفون في سبب التسمية، منهم من يقول إن تسميته جاءت على تيمنا بالخواجة اسكوربيون الشهير بـ (العقرب) الذي يرجع له الفضل في إنشائه كمتنفس للمدينة. وآخرون يعتقدون أن التسمية جاءت عقب نهاية مبارة لفريق الشبان السوداني مع فريق إنجليزي زار السودان قبل الاستقلال وعقب المباراة التي كسبها الشبان السودانيون تبادل اللاعبون قمصانهم مع لاعبي الفريق الإنجليزي التي كانت عليها صورة لعقرب ومن حينها غير الشباب السودانيون اسم فريقهم للعقرب، وصار الميدان الذي يلعبون عليه يحمل اسم فريقهم حتى بعد تبعثره بسبب الحرب العالمية الثانية. يبقى القول إنه مهما اختلف الناس على سبب تسمية ميدان عقرب فإنهم يتفقون وبشدة على أهميته، ولن يفرطوا فيه مهما تكالبت عليه المخالب.

محمد عبدالباقي _ صحيفة اليوم التالي


‫4 تعليقات

  1. والمشكلة أن سوق سعد قشرة على مرمى حجر وسوق بحرى على بعد ثلاثة شوارع والمنطقة لا تحتمل مزيدا من الأسواق .. وميدان عقرب خط احمر لمواطني بحري فعليهم أن يهبوا لحماية ذاكرة وتاريخ بحري ..

  2. يبدو أن المعتمد من عرب الجزيرة اللذين حضروا الى الخرطوم بعد ثورة الإنقاذ. لاعارف تاريخ لا عارف جغرافية كل همه اقتناء كشك له ولأتباعه. اللهم الهم الشعب الشوداني الصبر وحسن العزاء