كان شالوهو .. ما بنشال

(صباح الخير يا عم عمر.. عايزة طبق بيض.. ورصيد.. وأكياس كيلو.. وعلبة زبادي).. مددت يدي بمائة جنيه كاملة لعم عمر.. مبتسماً سلمني حاجاتي.. ثم أقبل على شخص آخر.. وأنا لم أبارح مكاني.. مرت فترة.. التفت راجعاً الي.. (عايزة حاجة تاني يا بتي).. ضحكت وقلت له (سلامتك.. عايزة الباقي).. (ما عندك باقي.. خلاص القروش قدر الحاجات).. هي كيفن ؟ طبق البيض بي كم؟؟.. (بـ60 جنيه).. كم؟؟ ليه ؟؟.. رد ضاحكاً: (والله أنا ذاتي قلت للأولاد لمان بينزلوا فيهو من العربية.. أصلو الجدادة دي بتلد قيصري؟؟ قربت أقول ليهم أرجعوا ما تنزلوا لي.. لكن أتذكرت العيال وسندوتشات الفطور.. دحين أنت كان بقت كتيرة عليك اشتري دستة.. خلي ليك شوية قريشات).. أكيد !! مين سمعك.. شيل لطبق.. جيب دستة.. (والله رجعنا نبيعه بالحبة.. الناس خلت الخضار قالوا الكوليرا.. أها جاهم البيض القيصري.. الله المستعان)..

عم عمر جاري الجديد.. بعد أن فارقت عم آدم والمسجل الذي كان يخفف عني وعثاء الغلاء هذا.. عم عمر يستمع للأخبار فقط من الراديو الصغير بجانبه.. وتجده يردد: (الدنيا خربت.. الشئ دا كلو موت وانفجارات.. ما فضل فيها زول).. وتراني أهمهم.. (يقعدوا عشان يأكلوا شنو؟؟).. وحش الغلاء هذا.. من له؟؟؟ كيف يطيق بعضهم دفع كل هذه المبالغ ؟ كيلو اللحم فارق محطة المائة وسار لا يلوي على شئ.. ولا أدري أين سيتوقف.. وها هو البيض يلحق به.. (قالوا الدولار ارتفع.. عشان كدا العلف ارتفع.. قلت ليهم يا أولادي.. أصلو ما في علف في المخازن؟؟ الدولار يرتفع.. قبل ما يسمعوا بيهو أولاد عمو.. تسمع بيهو الجدادة؟).. (والله صحي يا عم عمر.. تسمع بيهو الجدادة والخروف يقوموا يرفعوا أسعارهم.. وإنتو كمان يا التجار ما بتخسروا.. تختوا الربح حقكم).. هز رأسه متأسفاً: (نسوي شنو.. ياها الساقية اللافين فيها.. ربح شنو.. نحن بنعمل حساب الشروة الجاية.. هسه إنت كمان زيدي سعرك)

.. أزيدوا بي وين؟؟ نحن الموظفون في الأرض.. الحكومة تحسبنا من الملائكة الذين لا يأكلون ولا يشربون.. والماهية في النهاية تصفى على 3 كيلو لحمة و4 أطباق بيض.. وينتهي العزاء بانتهاء مراسم الدفن.

أما السيد الدولار الذي يتحكم في حياتنا.. ليس هناك من إنسان قادر على مواجهته.. وما زلنا نغني ليهو (كل ما نزيد حنان.. أنت تزيد غلاوة).. وليست هناك خطة لمجابهة هذا الأمر.. كل ما افتح التلقزيون.. أجد مقابلة مع خبيرة تجميل تتحدث عن التفتيح الآمن.. أو لقاء مع فنان واعد شق طريقه الى النجومية.. عالم مبسوطة.. يا ربي ديل دستة البيض بقت عندهم بي كم؟؟.
.كلمونا يا جماعة.. لأن الوضع أصبح غير محتمل.. عني أنا أفكر وبصورة جادة.. بطلب لقاء السيد وزير المالية.. وتسليمه مرتبي كاملاً.. وأرجو منه شاكرة.. تدبير الفطور والغداء لي ولأطفالي الثلاثة…(العشاء دا خليناهو بدري).. ولا تنسى يا سيادة الوزير.. حق الكهرباء والموية.. ذلك أنني وبصراحة.. قلت الرووووب..

صباحكم خير – د ناهد قرناص
صحيفة الجريدة