تحقيقات وتقارير

قطاع الجلود … ثروة مهدرة بسبب «الكيري»


اتساقاً مع توجه الدولة لترتيب «اقتصاد الجلود»، التفتت ولاية الخرطوم مؤخراً على ما يبدو إلى هذا القطاع المهم، خاصة الجزء المتعلق بتصنيعه، لجهة أن تصنيع الجلود فاقت جدواه وقيمته الاقتصادية – بحسب الخبراء – صادرات اللحوم المصنعة والحية، على ضوء ذلك نظمت وزارة الصناعة والاستثمار بالولاية معرض الخرطوم الأول للجلود، بتشريف النائب الأول لرئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء القومي الفريق أول ركن بكري حسن صالح، والمستمر إلى (27) من سبتمر الجاري، وخلال الافتتاح بدأ الحديث شفافاً من الجانبين الحكومي والقطاع الخاص . تقرير : أسماء سليمان * ذبيح كيري أبدى والي الخرطوم الفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم أحمد حسين أسفه لعجز المسالخ عن تغطية العدد الكلي للذبيح، والبالغ (25%) فقط، بالرغم من مآخذ الولاية على مستواها الفني.وكشف عن أن (75%) من الذبيح في ولاية الخرطوم (كيري)، ما يتسبب في إيقاع الضرر بثروة الجلود، الأمر الذي يتطلب إنشاء مسالخ حديثة تحافظ على قيمة ثروة الجلود، مثل لذلك بالخصوص إلى المسلخ السوداني التركي والذي يغطي حوالي (25%) من الذبيح بالولاية، بجانب بداية العمل في مسالخ الصناعات الدفاعية، وتوقع حسين تغطية احتياج الخرطوم من المسالخ خلال عامين، مبيناً أن الولاية تذبح (900) ألف من البقر في العام و(2) وربع مليون من الضأن والماعز، وقال إن ولاية البلاد تسعى لتغطية السوق العربي من اللحوم السودانية، وأضاف نتطلع أن يقارب عائد صادر البلاد من الجلود خلال عامين مليار دولار. * قيمة اقتصاديةودعا حسين الدولة إلى إيلاء الثروة الحيوانية والجلود أهمية خاصة، عبر مشروعات وخطط الولاية في زيادة الإنتاج والإنتاجية وزيادة الصادر، سيما وأن السودان يمثل المرتبة السابعة في العالم من حيث الثروة الحيوانية، لامتلاكه (١٠٤) ملايين رأس.وشدد حسين على ضرورة النظر إلى الجلود كقيمة اقتصادية كبيرة جداً، واعتبر أن المعرض بداية لمشروع ضخم للاستثمار في صناعة الجلود واللحوم، بجانب إعداد لمنطقة صناعية حديثة للحوم في منطقة قري بمساحة (2) مليون متر مربع، لإيقاف تصدير الحيوان حي . من جانبه قال المدير العام لوزارة الصناعة والاستثمار ولاية الخرطوم، رئيس اللجنة المنظمة للمعرض د. تاج الدين عثمان أن المعرض حدث غير مسبوق في نشاطه، حيث أن (60) مشاركاً استجابوا لنداء المعرض من العاملين في قطاع الجلود، لافتاً إلى عرض منتجات جلدية تعطي مؤشر قوي بالتنسيق بين أصحاب المصلحة مساهمة فعالة في السياسات الاقتصادية. مبيناً مشاركة الهند وإيطاليا وأثوبيا في المعرض، مشيراً إلى خطوات من شأنها دخول مصانع إيطالية بقاعة الأحذية بالعاصمة.*مشاكسة الشركاء فيما أقر رئيس غرفة الجلود باتحاد الغرف الصناعية عبد الله مصطفى المقلي أن قطاع الجلود تخلف كثيراً في المساهمة في الاقتصاد القومي، لعدة أسباب متمثلة في الجلد الخام وتحسين نوعيته ومراعاة خلوه من العيوب، بجانب عدم وجود ضوابط ورقابة على المسالخ، وتداخل في الإختصاص بين ماهو ولائي واتحادي ولأيهما يتبع المسلخ، فضلاً عن أن الاهتمام بات مركزاً على الإيرادات والكمية المنتجة، بدلاً عن السلخ، إضافة إلى أن المسالخ بها شركاء متشاكسون، مما انعكس سلباً على وارد الجلود إلى المدابغ التي باتت طاقتها معطلة، وقال إن جلود الفشودة ترحل خارج البلاد في وضح النهار، دون الخضوع لأي إجراءات مصرفية، وعلى مرأى ومسمع من السلطات، واتهم من يعملون في الجلود الفشودة بتوجيه السلاخين بإعابة الجلود، حتى لا تصبح صالحة للمدابغ، وكشف عن أن إحدى المدابغ استوردت جلود ضأن من خارج السودان وتبعته بقية المسالخ، وشكا من تطبيق قانون للسلخ عمره (63) عاماً، لافتاً إلى أن آخر إحصائية للغرفة في أبريل الماضي أكدت أن المدابغ تعمل بأقل من (19%) من طاقتها التشغيلة للجلود البقري، وبنسبة (50%) من جلود الضأن والماعز، مناشداً رئاسة الجمهورية بإصدار قرار بحظر صادر الجلود الخام (جلد الفشودة).

اخر لحظة