تحقيقات وتقارير

أصبحت تهدد الأسر: المضطربون عقلياً.. جرائم تقيّد ضد (معتوه)!


برزت جرائم الذين يعانون من اضطرابات نفسية في الآونة الأخيرة، وأصبحت تهدد الأسر والمجتمع وتقض مضاجعهم، ووصلت معظم جرائم الذين يعانون من انفصام في الشخصية إلى القتل، ولم تقف ذلك داخل الأسر بل تعداها إلى التعدي على الأشخاص في الشوارع الذين يجهلون طبيعة أمراضهم وكيفية التعامل معهم.

(الصيحة) سلطت الضوء على عدد منها وهي التي يجري حالياً سير التقاضي فيها داخل المحاكم.

قضية ذبح الشرطي عجبنا:
هذه القضية من أبرز القضايا التي هزت منطقة الكلاكلة، حيث تعود حيثياتها إلى منتصف العام قبل الماضي، فبينما كان الشرطي حسب الله عجبنا من شرطة الأزهري يقود دراجته النارية أثناء أدائه واجبه لفت انتباهه شخص يرتدي ثياباً ملطخة بالدماء ويركض في منتصف الشارع بمنطقة الكلاكلة شرق حاملاً سكيناً، حينها توقف لمساعدته فعاجله بطعنة في منطقة العنق أودت بحياته في الحال، وتمكنت الشرطة من القبض عليه، واتضح حينها أن القاتل يعاني من اضطرابات نفسية ودائماً ما يتوهم بأن الناس حوله يفكرون في قتله.

ومن خلال التحريات اتضح أن الجاني نفسه كان قد سدد عددة طعنات لعدد من من أفراد أسرته، وبعدها خرج يركض في الشارع العام محاولاً النجاة بنفسه وهو يتمتم بعبارات غير مفهومة مهدداً كل من يقترب منه بالقتل، وتمت إحالته إلى مستشفى الأمراض النفسية للكشف عن قواه العقلية وإخضاعه للعلاج.

قاتل والديه:
هذه القصة أبكت سكان الكلاكلة، وحملت عناوين الصحف وقتها الخبر الحزين بأن شاباً ألقى بوالديه في بئر، وتشير وقائع القضية إلى أن الابن وأثناء تواجده داخل منزله انتابته نوبة هستيريا فجأة، وفشلت كل محاولات الأسرة في إعادته إلى طبيعته وزادت وتيرة حالته فحمل والدته المسنة ووالده فألقاى بهما في بئر سايفون داخل منزلهم، حيث تمكنت الشرطة من توقيفه، وهرعت شرطة الدفاع المدني وقامت باستخراج الوالدين وأسعفتهما إلى المستشفى التركي وأحيل الجاني إلى مستشفى عبد العال الإدريسى للأمراض النفسية، وأخضع للعلاج، وذكر الطبيب في إفاداته للمحكمة أن المتهم يعاني من انفصام في الشخصية، الأمر الذي يجعله يعتقد بأن الجميع يفكرون في إلحاق الضرر به وتنتابه (هلاويس)، وأن هنالك من يحاول قتله في النوم، وهذا ما يجعله يفكر في التخلص منه.

وقال الطبيب إن ذلك يحدث عدم استمرار المريض نفسه في مواصلة العلاج بصورة منتظمة، وهذا ما حدث مع هذا المريض الذي يحضر إليه بصورة غير دائمة خاصة وأنه لا يحتمل النقاشات الحادة ويلجأ إلى استخدام العنف قبل أن يقع عليه الضرر، ويميل دائماً إلى الانتقام من خصمه.

قتيل الجبل:
تدور أحداث القضية التي نحن بصددها بمنطقة جبل اولياء الجاني فيها صاحب بقالة والذي قام بتسديد (6) طعنات لرجل، وتبين من خلال التحري أن المتهم نفسه كان في المملكة العربية السعودية وبسبب تلك الحالات التي تنتابه من فترة إلى أخرى أعادته أسرته للعمل بالسودان وأصبح يعمل في بقالة وكان تعامله هادئاً مع الزبائن وأحد أقربائه كان يداوم على الجلوس معه في الفترات المسائية، وفي يوم الحادث حمل سكيناً من داخل بقالته، وسدد بها (6) طعنات لجليسه دون سابق إنذار.

قاتل زوجته:
هذه الجريمة وقعت بمنطقة جبل أولياء دار السلام، المتهم فيها الزوج والمقتولة زوجته، فقد تناقش معها في موضوع ما قبل النوم، وأصرت هي على رأيها فما كان منه وبعد أن دخلت في نوم عميق حمل (عتلة) كان يضعها أسفل فراشه وهشم بها جمجمتها وأرداها قتيلة في الحال واتهم لصاً بقتلها وأخذت الشرطة تبحث في القضية إلى أن توصلت إلى أن الجاني هو الزوج نفسه، بعدما كشف ذلك أبناؤه أمام المحكمة بأن والدهم وراء جريمة القتل، حينها أحيل للمصحة لمعرفة مدى قواه العقلية لحظة ارتكاب الجريمة

هكذا هي جرائم المضطربين نفسياً تحدث داخل الأسر وخارجها، فمنهم من لا يعلم أن ذلك الشخص مضطرب نفسياً وكيفية التعامل معه، وعادة ما تنجم مثل تلك الجرائم من الواقع الاقتصادي والمشكلات الأسرية والأكاديمية.

الخرطوم: مياه النيل مبارك
صحيفة الصيحة