تحقيقات وتقارير

بعد مبادرة شيخ السجادة القادرية موسى هلال.. هل تنزع (كدباس) فتيل المواجهة؟


حملت صحيفة اخبار اليوم أمس خبرا تصدر صفحتها الاولى عن قبول زعيم قبيلة المحاميد الشيخ موسى هلال بالمبادرة التى طرحها الشيخ محمد حمد الجعلي شيخ السجادة القادرية بكدباس، والذاهبة إلى حل الخلاف بينه والحكومة، فالطرفان – حسب( اخبار اليوم ) – اتفقا على ضرورة حقن الدماء وتحقيق الامن فى السودان واجرى الشيخان اتصالا هاتفيا امتد لربع ساعة نقل فيها الشيخ الجعلي مبادرته التى تدعو الى منع وقوع مواجهة بين الطرفين وحقن الدماء بين ابناء الدين والوطن الواحد.
خلفية الصراع
العلاقة بين قيادات مجلس الصحوة الذى يتزعمه الشيخ موسى هلال والحكومة توترت ابان الاحداث التى شهدتها ولايات دارفور عقب الهجوم الذى قامت به حركة تحرير السودان بقيادة اركو مناوى التى تم دعمها من قبل احدى دول الجوار بآليات وسلاح وهو الهجوم الذي جاء عبر محوري ولايتى شمال وشرق دارفور وتصدت لهما القوات المسلحة حينها وكبدت القوات المهاجمة خسائر فادحة فى الارواح والعتاد وفى اثناء مطاردة قوات الدعم السريع لفلول المتمردين الهاربين دخلت القوات المسلحة منطقة انتشار مجلس الصحوة وهو أمر عدته قيادة المجلس مستفزا، وازاء هذه التصريحات والبيانات والرسائل الصوتية المتكررة من قيادة مجلس الصحوة، قامت قوات الدعم السريع بإصدار بيان صحفي فى وقت سابق ابان هذه الاحداث نفت من خلاله ممارستهم لأي استفزاز لموسى هلال. وأشار البيان إلى أن قوات الدعم السريع كانت تطارد فلول معركة “وادي هور” الذين لجأوا إلى ديار موسى هلال. وكشف البيان عن تنسيق بين المعارضتين المسلحتين (التشادية والسودانية) وأن قواتهما تتعقب القوات الهاربة، وقال قائد الدعم السرع الفريق حميدتي فى حينها لـ(الصيحة) ان قواتهم انسحبت بعد دخول المعارضة التشادية ديار موسى هلال حفاظاً على أرواح المواطنين.
أسباب الخلاف
لاحقا تراكمت أسباب أخرى فاقمت الاوضاع بين الصحوة والحكومة، وكادت ان تقطع شعرة معاوية بينهما، وكادت ان تحدث المواجهة بينهما في اعقاب اعتقال الحكومة للقيادى البارز فى مجلس الصحوة اسماعيل الاغبش اثناء تأهبه للسفر الى دولة تركيا وظل الرجل رهين الحبس حتى الان رغم النداءات المتكررة التى اطلقها مجلس الصحوة بضرورة الافراج عنه او تقديمه لمحاكمة ومن ثم بعد هذه الحادثة اطلق مجلس الصحوة عددا من البيانات ذات اللهجة الشديدة والتصعيدية وعددا من التسجيلات الصوتية فى مواقع التواصل الاجتماعى، إزاء كل هذه الاحداث والحرب الكلامية بين موسى هلال والحكومة توقع عدد من المراقبين نشوب مواجهة مسلحة اذا سارت الاوضاع على ذات الوتيرة خاصة بعد تهديدات المجلس بنقل الحرب الى الخرطوم فيما ذهب اخرون فى اتجاه مغاير معتبرين تصريحات موسى هلال ومجلس الصحوة الهدف منها ممارسة نوع من الابتزاز والضغط لاجل اطلاق سراح منسوبه اسماعيل الاغبش.
ابتزاز وضغط
فريق آخر ذهب للقول بأن هلالاً يمارس نوعاً من الابتزاز والضغط من أجل إطلاق سراح منسوبه إسماعيل الأغبش المعتقل منذ أسابيع. ولم تمر سوى أيام قلائل على رسالة هلال الصوتية، حتى خرج قائد آخر من مجلس الصحوة وهو علي مجوك قائلاً إن زعيمهم هلال قد تعرض لمحاولة اغتيال من قبل جهات حكومية وهدد مجوك بحرب شعواء ستقضي على الأخضر واليابس في حالة تعرض هلال لمكروه.
تأكيد اتفاق
المبادرة التى تقدم بها شيخ الطريقة القادرية بكدباس الشيخ محمد حمد الجعلي للتوسط وانهاء الخلاف بين زعيم قبيلة المحاميد الشيخ موسى هلال والحكومة، أكدها القيادى بمجلس الصحوة هارون مديخير خلال حديثه لـ(الصيحة) أمس والذي اضاف بأن اتصالا هاتفيا قد جرى بين الشيخ الجعلى وشيخ موسى هلال، إلا أنه عاد وأشار إلى عدم علمه بفحوى الاتفاق ولم يتم تحديد موعد للقاء بين الطرفين الوسيط وموسى هلال واشار مديخير بأن القضية تحتاج الى عمل كبير ورؤية واضحة من قبل الدولة، مشيرا إلى المبادرة التي تقدم بها رئيس منبر السلام العادل الباشمهندس الطيب مصطفى واتصاله بالشيخ موسى هلال فى اطار البحث عن مساع للحل.
صناعة أزمات
فى السياق يؤكد الخبير العسكرى العميد م ساتى سوركتى على اهمية مثل هذه المبادرات التى تسهم فى ازالة الخلاف الموجود بين الطرفين الحكومة وهلال، مضيفا في حديثه للصيحة بأن الموقف عموما يحتاج الى مثل هذه المبادرات والاطراف جميعها هلال او الحكومة يحتاجون الى مثل هذه المبادرات للخروج من هذا المأزق واضاف بان اى صراع او مواجهة لن تأتي فى صالح الطرفين او البلد عموما مؤكدا بان اي صراع يحدث بين الطرفين لن يصب إلا فى صالح اعداء السودان الذين يعملون على صناعة الازمات ناهيك عن استغلال الازمات القائمة اصلا ولهذا اية مبادرة ستكون طوق نجاة لجميع الاطراف وموسى هلال ليست من مصلحته قتال الدولة والدولة ايضا ليست من مصلحتها قتال مجموعة سكانية (مجموعة موسى هلال)، مضيفا بأن هذه الازمة يمكن ادارتها بالوصول الى النتائج التى تصب فى مصلحة الجميع وختم بقوله: (لهذا أرى بان تقديم المبادرة يعد تصرفا سليما).
احتواء خلاف
من المعلوم ان قوات موسى هلال ساهمت فى كسر شوكة التمرد بولايات دارفور حيث شاركت فى العديد من العمليات العسكرية فى مواجهة الحركات المسلحة منذ اندلاع التمرد في دارفور وينادي كثير من اصحاب النظرة العقلانية بضرورة احتواء هذا الخلاف الناشب بين هلال والحكومة لان هنالك بعض الاطراف داخلية وخارجية لديها مصلحة فى وصول الاوضاع بين الطرفين حد المواجهة ولهذا ينادون بضرورة دعم كل من شأنه تهدئه الاوضاع بين الطرفين.

الخرطوم: عبدالهادى عيسى
الصيحة