تحقيقات وتقارير

الخرطوم وموسكو.. الوصول إلى التكامل الاستراتيجي


خرجت صحف الامس بخبر مفاده بأن روسيا ترغب في فتح مجالاتها الجوية لشركات الطيران السودانية، ورهنت ذلك بحسب الخبر الممهور لعدد من الوكالات والمؤسسات الاعلامية، برغبة السياح وشركات الطيران الروسية.

الخبر يقود الى ثمة مؤشرات بدأت تظهر بمضي العلاقات مع الدب الروسي نحو آفاق التعاون والتكامل الاستراتيجي مقارنة بفترات سابقة شهدت هبوطاً وصعوداً على مستوى العلاقات، خاصة انه قبيل ايام زار وزير المعادن برفقة وفد كبير روسيا، اضف الى ذلك ان البشير سيزور روسيا في زيارة رسمية في نوفمبر المقبل.

تطور متسارع
القيادي بالوطني والخبير السياسي والقانوني د. اسماعيل الحاج موسى, استعرض في افادته لــ (الإنتباهة) ما مضى عليه اكثر من (40) عاماً ويقول: (حينما سقط الاتحاد السوفيتي امريكا انفردت بالقرار، والرئيس الروسي بوتن كان من الضباط الفاعلين بالجهاز الامني للاتحاد آنذاك، والآن يريد أن يلعب الروس دور الاتحاد السوفيتي سابقاً), ويواصل حديثه قائلاً: (العلاقات لم تكن جيدة ابان حكم نميري والاتحاد السوفيتي بسبب حادثة هاشم العطا وغيرها من افعاله، ولكنها الآن في وضع افضل وبالامكان ان تمضي نحو التكامل لأن روسيا نفسها تريد التوسع بالمحور الافريقي والعربي ووقوفها مع سوريا ابلغ دليل).ومن جهته اعتبر القيادي بالوطني د. ربيع عبد العاطي ان العلاقات مع روسيا لم تعكر ابداً، وكانت دائما جيدة وهنالك تطور متسارع.واستطرد بالقول: (ما يميز علاقاتنا مع الروس أنها في كل وقت من الاوقات تتناسب مع التحديات والقضايا الدولية.

العلاقات السياسية والاقتصادية
الخبير الاقتصادي عز الدين ابراهيم يشير في افادته الي ان التعامل مع دولة بحجم روسيا سيكون مفيداً خاصة انها من اكبر مصدري القمح والسلاح بجانب انها تمتلك حقوق تعدين كبيرة ويواصل محدثي في استعراض افادته لـ (الإنتباهة) ويشير الي ان اي تقارب مع اية دولة يكون مفيداً، ولكن التساؤل يبرز في مقياس الاستفادة الامر الذي يجعلنا نقدر حجم روسيا من خلال ما ذكرناه. ويتوقع ابراهيم ان تكون لزيارة رئيس الجمهورية المرتقبة لروسيا في نوفمبر اصداء قوية تسهم في تقوية العلاقات السياسية والاقتصادية بصورة كبيرة، بينما يرى السفير حافظ عبد الرحمن أن العلاقات ما بين الدب الروسي والخرطوم وصلت الى آفاق اوسع، واصفا اياها بالعلاقات الاستراتيجية مستدلا بزيارة رئيس الجمهورية الى روسيا في نوفبمر.واضاف السفير حافظ في افادته لــ (الإنتباهة) أن العلاقات الآن اقوى والزيارات المتبادلة بين قيادات البلدين على غرار زيارة وزير الخارجية وكذلك وزير المعادن تعكس مدى عمقها وتطورها في الآونة الأخيرة . ولم ينس حافظ ان يجيب عن تساؤلاتنا عن وجود تنسيق بين البلدين في المحافل الدولية، وقال: (قطعاً هنالك تنسيق في المحافل الدولية، بجانب الاستثمارات الروسية في البلاد التي نتوقع ان تنتظم قريباً).

العلاقات التجارية
المراقبون للشؤون الدولية يصفون المؤشرات التي طرأت أخيراً بتصريحات مسؤولي البلدين بجانب الزيارة المتوقعة للبشير الى موسكو، بأنها ارهاصات واضحة لبناء علاقات استراتيجية في القريب العاجل، خاصة ان الخرطوم بحاجة الى شريك قوي مثل روسيا في المحافل الدولية بصورة مستمرة خاصة مع اجواء (ازمة الثقة) التي عايشتها مع عدد من الحلفاء، ويرى الخبراء أن قرار ادارة ترامب في ما يخص رفع العقوبات الاقتصادية بعد اقل من شهر ستكون له ابعا كبيرة على مستوى العلاقات ما بين روسيا والسودان. الجدير بالذكر ان روسيا قد اعلنت عبر وزير النقل الروسي ماكسيم سوكو لوف عن استعداد السلطات الروسية لتنظيم رحلات جوية مباشرة بين الخرطوم وموسكو في حال ظهور حاجة لذلك، مؤكداً على جاهزية روسيا للسماح لشركات الطيران السودانية بالعمل باجواء بلادها. وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف قد اكد باهتمام دولته بتنفيذ مشروعات استثمارية مشتركة مع الخرطوم، بجانب اهتمامهم بالتطوير الشامل للعلاقات التجارية ما بين البلدين، وذلك عقب لقاء جمعه مع مساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس اللجنة العليا لملف العلاقات السودانية الصينية الهندية الروسية عقب عيد الاضحى.

تبادل مسؤولي البلدين الزيارات
وكان ابرزها زيارة وزير الخارجية البروفيسور ابراهيم غندور لروسيا، بجانب زيارة وزير المعادن هاشم علي سالم أخيراً، بالاضافة الى الزيارة الكبيرة المرتقبة لرئيس الجمهورية.ويشار أيضاً الى ان روسيا كانت قد اعفت السودان من ديون تبلغ (11) مليون دورلار وحولتها الى دعم تنموي في البلاد.

محمد جمال قندول
الانتباهة