عالمية

لماذا قد تغزو الصين كوريا الشمالية؟


تناولت مجلة ناشونال إنترست الأميركية الأزمة المتفاقمة في شبه الجزيرة الكورية، وأشارت إلى التهديدات الغاضبة المتبادلة بين واشنطن وبيونغ يانغ التي تنذر باندلاع حرب نووية في المنطقة، وقالت إن الصين قد تغزو كوريا الشمالية إذا تعرضت للهجوم أو الانهيار، وتساءلت عن سر هذه الخطوة التي قد تقدم عليها بكين.

ونشرت المجلة مقالا للكاتب جون ديل غروفر أشار فيه إلى تزايد التوتر في الأشهر الأخيرة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية، وإلى التهديدات الغاضبة المتبادلة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.

وقال إن بيونغ يانغ ما انفكت تجري التجارب على إطلاق الصواريخ البالستية العابرة للقارات، والقادرة على حمل رؤوس حربية ونووية، وإن من بين هذا التجارب واحدة اختبرت كوريا الشمالية من خلالها إطلاق قنبلة هيدروجينية مدمرة.

وأضاف أن أجواء التوتر هذه في شبه الجزيرة الكورية تترك آثارها وتداعياتها على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة مثل كوريا الجنوبية واليابان وعلى الدول الأخرى المعنية مثل الصين، وأشار إلى مواصلة بيونغ يانغ تجاربها الصاروخية غير آبهة بالعقوبات الدولية التي فرضها عليها مجلس الأمن الدولي مؤخرا في هذا السياق.

قادة كوريا الشمالية قابلوا ردود الفعل الدولية على التجارب الصاروخية بابتسامات عريضة (رويترز)
أهداف صينية
وقال الكاتب إن بكين قد تضطر إلى التدخل العسكري في كوريا الشمالية في حال تعرضها لهجوم أميركي أو انهيارها من تلقاء نفسها، وذلك من أجل حماية الأهداف الصينية المتمثلة في تأمين الحدود وفي منع القوات الأميركية من الاقتراب من نهر يالو ومن أجل منع ظهور دولة كورية ديمقراطية موحدة تكون موالية للولايات المتحدة.

وأوضح أن أول ما يثير قلق الصين هو احتواء تدفق اللاجئين الكوريين الشماليين عبر الحدود في حال اندلاع الحرب، الذين سيشكلون كابوسا مرعبا للصينيين لما يتطلبونه من موارد هائلة في الغذاء والمأوى والرعاية الطبية، مشيرا إلى ظروف الفقر التي يعانيها شعب كوريا الشمالية الذي يزيد عدده على 25 مليون نسمة.

وقال إن مشكلة أخرى تواجهها بكين تتعلق بمن سيسيطر على الأسلحة النووية التي لدى كوري الشمالية في حال انهيار نظام كيم، وفي ظل عدم معرفة مواقعها على الأرض داخل البلاد، لأن العديد منها تحت الأرض أو على منصات إطلاق متحركة.

وتحدث الكاتب عن التحالف المفترض بين الصين وكوريا الشمالية في أعقاب الحرب الباردة، وقال إنه ليس أمام بكين من خيار سوى التدخل في حال تعرض حليفتها بيونغ يانغ للهجوم.

واستدرك الكاتب بأن مراقبين يرون أن الصين قد تبقى خارج الصراع بدعوى أن كيم أصبح عبئا على الصين التي تحبذ الاستقرار وعدم المخاطرة بما يزيد على 825 مليار من التجارة مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، ناهيك عن التورط في حرب نووية.

الجزيرة نت .