جعفر عباس

مصباح مُعمِر وآخر شاب ومخرّف


نقلت الصحف عن وكالة رويترز احتفال أهل تكساس بمصباح كهربائي ظل يضيء بلا انقطاع منذ عام 1908 أي طوال 96 سنة، ورغم ذلك فإنه ليس المصباح الأطول عمرًا، فهناك المصباح الذي ظل مضيئًا بمركز الإطفاء في ليفرمور بولاية كاليفورنيا الأمريكية منذ عام 1901 أي طوال 103 سنوات!! هل فهمت مغزى التقرير؟ ولا يهمك، فطالما أبو الجعافر قادر على الكتابة، فإنه سيتولى تقديم التحليلات والتأويلات »اللي هي«: مغزى ذلك – يا أبو مخ تخين – هو أن الرأسمالية الغربية لا أخلاق لها… ادخل أي متجر وستجد به نحو عشرة أصناف من المصابيح الكهربائية التقليدية )شبه المستديرة(،.. وبعد تركيبها »أنت وحظك«، قد تبقى تعمل لأسبوع أو شهر وقد تقول »تش« وتنطفئ بعد تركيبها بثوان، وقبل يومين كاد أبو الجعافر يصاب بعاهة مستديمة لأن مصباحًا من تلك الشاكلة انفجر وأنا أقف تحته، وطارت شظاياه في كل الاتجاهات وسقطت قطعة من الزجاج الساخن كريه الرائحة، كذاك الذي يصدر عن البسكويت الذي تصنعه امرأة غير ماهرة لا تحسن حساب كمية النشادر اللازمة! وقبل عشر سنوات أنتجت شركة شفرات حلاقة تصلح للاستخدام لسنوات طويلة، دون أن تفقد قدرتها على جز الشعر بكفاءة، دون الحاجة إلى »سن«، ولكن شركة عملاقة لصنع الأمواس اشترت ذلك الاختراع ودفنته، لأن وجود شفرة أو موس من ذلك النوع يعني إفلاس الشركات التي ظلت تنتج أمواسًا قصيرة الأجل.. وكتبت أكثر من مرة قائلاً: إن الملاريا تقتل الملايين ويصاب بها مئات الملايين سنويًا، ولكن إنتاج عقار يوفر الوقاية والمناعة منها يعني أن شركات إنتاج أدوية علاج الملاريا ستخسر مئات الملايين وبالتالي ليس من مصلحتها إنتاج عقار يقضي على الملاريا، بل لن أستغرب إذا سمعت أن بعض تلك الشركات تنتج أغذية تجعل البعوض عالي اللياقة البدنية، ويتمتع بمناعة ضد المبيدات.. نفس الشيء يمكن أن يقال عن نزلات البرد، فليس من الوارد أن يتفق طبيبان على أسلوب علاجها وكما يقول الإنجليز، فإن نزلات البرد تحتفي خلال أسبوع إذا تناولت عقاقير طبية، وتختفي خلال سبعة أيام إذا لم تتناول أي عقار مضاد لها!! بالعقل والمنطق هل يعجز العلم الحديث الذي ينفق المليارات ليتسنى لكائنات مثل محمد الفايد صاحب هاوس أوف فريزر )هارودز( في لندن استنساخ نفسها، وليتسنى للرجال حمل الأجنة في كروشهم، ويرسل مركبات لجمع التربة من الكواكب الأخرى،.. هل يعجز عن إيجاد دواء ناجع لنزلات البرد التي تتسبب في فقدان ملايين ساعات العمل في كل مدينة من مدن العالم أسبوعيًا؟ طبعًا لا.. ولكن هناك في الأسواق نحو ثلاثمائة صنف دواء لعلاج نزلات البرد والطلب عليها لا يتوقف فلماذا تخسر شركات الأدوية الأوزة التي تبيض ذهبًا بإنتاج علاج ناجع لنزلات البرد.. سأقول لكم أمرًا للمرة الثانية )ولكن قولوا أولا »ما شاء الله«(: لم أصب بنزلة برد طوال السنوات الثلاث الأخيرة رغم أنني ظللت طوال عمري أصاب بها ست مرات سنويًا على الأقل، والأمر الوحيد الذي استجد في حياتي خلال السنوات الـ3 الأخيرة هو أنني صرت أتناول الشاي مضافًا إليه القرفة )الدارسين(.. ولي الحق في استنتاج أن القرفة تعزز جهاز المناعة على الأقل فيما يتصل بنزلات البرد.
‏‏‏‏

زاوية غائمة
جعفر عباس