زهير السراج

الدور السعودى الأماراتى فى رفع العقوبات !!


* منذ صدور قرار الرئيس الأمريكى أوباما بالرفع الجزئى للعقوبات الاقتصادية عن السودان فى يناير الماضى، ثم رفعها بشكل كامل يوم الجمعة الماضية بواسطة الرئيس ترامب، لم يُكف بعض المسؤولين السودانيين، وبعضهم على مستوى رفيع، من الحديث عن الدور الذى لعبته دولتا السعودية والامارات فى رفع العقوبات، بل إن الحديث دائما ما يكون بأن (السعودية والامارات هما من وقف وراء رفع العقوبات)، والقصد بالطبع هو الاعتراف بفضل الدولتين فى رفع العقوبات عن السودان وتقديم الشكر لهما، وهو قصد نبيل بالطبع، فمن لا يعترف بالجميل انسان جاحد لا يستحق المساعدة والعون، ولكن للحديث دلالة أخرى سالبة جدا ستتضح لنا بعد إيراد ما جاء على ألسنة بعض المسؤولين!!

* فى حوار صحفى قصير مع صحيفة (الصيحة) قطع مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق الفريق طه عثمان، بأن السعودية والإمارات لعبتا دوراً محورياً وأساسياً في رفع العقوبات الأمريكية عن السودان.
* ولفت طه في مقابلة حصرية مع صحيفة (الصيحة، 8 / 10 / 2017) إلى أن الإمارات العربية المتحدة قامت مؤخراً برفع اسم السودان من قائمة الدول التي يُحظر على مواطنيها الدخول إلى أمريكا، داعياً إلى عدم نكران دور السعودية والإمارات، ولافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أبلغه في القمة الإسلامية الأمريكية التي أقيمت في السعودية، بأنه سيرفع العقوبات.
* وكشف المدير السابق لمكتب رئيس الجمهورية عن لقائه مع مساعدة وزير الخارجية الأمريكية، ومع عناصر من الـ”سي آي أيه”، بجانب مقابلاته السرية مع فريق من الكونجرس والتي تمت بترتيب من وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، وقال إنها أسهمت في إنهاء الحظر الأمريكي.
* وأكد طه أنه لم يتوقف عن العمل في ملف العلاقات بين أمريكا والسودان، قائلا :”أنا أول شخص يتصل بالرئيس البشير ويخبره برفع العقوبات”، مؤكداً استمراره في العمل من أجل إزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وأضاف: “سوف أعمل بمساعدة السعوديين والإماراتيين لهذا الغرض”، مشدداً على أنه لا يهتم بالشائعات، وأردف قائلاً: “لا يهمني الأشخاص، وأنا أعمل من أجل الشعب السوداني، وأعمل على دعم الرئيس البشير وهو رجل ما ساهل وقلبه كبير”، وقال انه على تواصل يومي مع الرئيس، “ومساء (الجمعة) كنت أتحدث معه، وقام بتهنئتي برفع العقوبات”!!

* وفى نفس الموضوع تحدث مساعد رئيس الجمهورية المهندس إبراهيم محمود حامد، وأعرب عن شكر رئاسة الجمهورية لدول الخليج لمساندتها للسودان، خاصة الدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان، لما بذلوه من جهود تواصلت حتي كللت برفع العقوبات، كما أشاد بدور الإمارات العربية المتحدة وجهود الشيخ محمد بن زائد والشيخ منصور بن زائد للدعم اللامحدود للسودان ومساعيهم المخلصة والمستمرة حتى رُفع الحظر الذى كان نتيجة لمواقف القيادتين السعودية والإماراتية، والتزامهما باستمرار الجهود حتى يتم رفع اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب (صحيفة آخر لحظة، 8 / 10 / 2017 )!!

* وأكرر، أن الاعتراف بالجميل صفة حميدة، لا شك فى ذلك، ولكن حديث المسؤولين الكبيرين (أو إذا استبعدنا حديث الفريق طه باعتبار أن شهادته مجروحة بسبب جنسيته السعودية وعلاقته الشخصية الوثيقة مع قادة دولة الامارات)، فإن الحديث المتكرر لمساعد الرئيس ابراهيم محمود والكثير من المسؤولين السودانيين عن الدور السعودى الاماراتى فى رفع العقوبات، يدل على أنه لولا مجهودات السعودية والامارات وعلاقتهما الوثيقة بالرئيس ترامب والادارة الامريكية، لما رُفعت العقوبات، وليس التحسن الذى طرأ على مواقف الحكومة السودانية فى بعض الموضوعات (ما عدا بالطبع موضوع التعاون فى مكافحة الارهاب)، واقتناع الادارة الأمريكية بحدوث هذا التحسن، مما حدا بها لرفع العقوبات وإنما بسبب وساطة السعودية والامارات اللتين لا تستطيع إدارة ترامب أن تدوس لهما على طرف، أو ترد لهما طلباً، وإذا نظرنا فى حقيقة الأمر الى موضوعى وقف العدائيات وايصال الاغاثة للمتضررين، لوجدنا الكثير من العوائق التى تعترض طريقهما، ولا بد لى أخيرا أن انضم الى المسؤولين السودانيين وأعبر عن عظيم امتنانى وشكرى للسعودية والامارات على توسطهما لرفع العقوبات عن السودان، ومن لا يشكر الناس، لا يشكر الله!!

مناظير – زهير السراج
صحيفة الجريدة