الطيب مصطفى

لماذا يا عبد الرحيم؟!


أتفهّم تماماً دواعي إغلاق كبري بحري (الحديدي) بالرغم من امتعاضي وكل الناس من اتخاذ القرار بدون سابق إنذار لكني لم ولن أفهم البتة أن ذلك سيستمر لمدة عام كامل.

الحمد لله أننا بعد ذلك بفترة قصيرة قرأنا تصريحاً آخر لمسؤول حكومي يقول فيه إن فترة الإغلاق لن تتجاوز الأربعة أشهر مما يعكس درجة التخبّط في القرارات التي تصدر من المسؤولين فشتان شتان بين العام (12 شهراً) وبين الأربعة أشهر .

المدهش أن ولاية الخرطوم تعلم منذ سنين أن كبري الحديد بلغ من الضعف والتآكل والهزال ما يهدد بانهياره في ـية لحظة، فلماذا لم تتحسّب لقرار إغلاق الكبري بإعداد البدائل سيما وأن العاصمة تعاني أصلاً، حتى بوجود ذلك الكبري، من ازدحام واختناق مروري قصّر من أعمار الناس وأحال حياتهم إلى عذاب؟!

للأسف فإن قصر النظر التخطيطي ومنهجية رزق اليوم باليوم وإطفاء الحرائق لحظة اشتعالها هو ديدن حياتنا، فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.

لا أجد كلمة أقولها بكل شفافية لصديقي الوالي عبد الرحيم محمد حسين غير أنه منذ أن تولى أمر أخطر وأكبر وأهم ولاية في السودان، يبدو أنه قد (راح ليهو الدرب) وكأنه (مكتَّف بتشديد التاء) بالرغم من أنه مشهود له في مواقعه السابقة بالهمة العالية وبسرعة الإنجاز سيما وأنه رجل كثير الحركة خفيفها يمشي كالجاري فهل مرد ذلك يا ترى أن العاصمة تحتاج إلى مدني (ملكي) نظراً لأن الرجل نجح في الوزارات ذات الطبيعة العسكرية خاصة وزارة الداخلية التي لا يُنكر إلا حمار أنه أحدث فيها طفرة ربما لم يحدثها أحد قبله منذ الاستقلال؟.

ربما يكمن السبب أن معظم العبء يقع على عاتق المحليات التي تتفاوت في درجة كفاءة معتمديها سيما وأنني لاحظت أن الاخ عبد الرحيم يميل إلى عدم التدخل في عمل المعتمدين، وهو أمر أراه غريباً فالتفويض الإداري أخي الكريم يكون مشروطاً بتحقيق المطلوبات الإدارية وإلا فإن التدخل (الضفّاري) واجب سيما وأنه المسؤول الذي يؤاخذ على أي تقصير صغُر أم كبُر .

أقول ذلك وأنا أرى العاصمة في حالة بيات شتوي خالٍ من أي إنجاز ذي بال في مواجهة مشكلة الازدحام المروري الذي يحتاج إلى معالجات عاجلة ومتواصلة تواكب مطلوبات عاصمة حية تستوعب يومياً هجرات من شتى ولايات السودان ومن الخارج.

أقدّر وأثمّن بعض الحراك الأخير والقرارات الثورية خاصة في شارع النيل الذي أرجو ألا يرضخ للضغوط مهما تكثفت وتعاظمت لتعديل قرارات الولاية حوله وكذلك حملات النظافة والحملة على المشردين والمتسولين (الأجانب) وحملات مكافحة الخمور والمخدرات خاصة في معسكرات اللاجئين.

ثمة خبر آخر تواتَر خلال الأيام القليلة الماضية حول تصدّع في كبري المنشية، لكن المؤسف أكثر أن أحد المسؤولين صرّح بأن الأمر لن يخضع للتحقيق ولا أدري مدى صحة هذا الكلام الخطير، فهناك عقد ينبغي أن يكون ملزماً للشركة المنفذة عند حدوث خلل بهذا الحجم.

أعجب أن يتجاوز عمر كبري الحديد الذي نحن بصدده الآن المائة عام، بينما يتعرّض كبري المنشية في بضع سنين إلى خلل لا أشك البتة في أنه سيقصر من عمره .

ماذا دهانا أيها الناس حتى يحدث ذلك في كبري افتتح قبل سنوات قليلة؟ خزان سنار وخزان الروصيرص مثلاً منذ إنشائهما منذ عشرات السنين لم يعانيا من أي خلل .. كبري كوبر نشأ منذ حوالي (50) سنة ولا يزال متماسكاً ..أليس ذلك ما يدعو إلى العجب؟.

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


‫4 تعليقات

  1. العجب يوجه لك ولامثالك وكل لصوص الإنقاذ وانت جزء أصيل في هذه المنظومة الفاسدة والسكوت علي فساد وانت في موقع نوع من الفساد لكن مع كل الاسلامين لصوص حتي الخارج عن الحكومه لص

  2. انت لسه مزنووووق يا رجل .. اظرط وارتاح وريحنا يا أخى .. عبد الرحيم آل … !!1

  3. انحنا حمير ..كتر خيرك وبارك الله فيك.. خلاص انت برضو حمار لانو نحن شايفينو والي (ممتاااز).