سياسية

الخرطوم وواشنطن .. بارقة في الطريق للإزالة من قائمة الإرهاب


«كوريا الشمالية» البعبع الذي يسيطر على الذهن الأمريكي هذه الأيام, كان حاضرا بقوة في اجتماعات ثنائية دبلوماسية بين الخرطوم وواشنطن, ورغم أن نائب وزير الخارجية الأمريكي في زيارته للخرطوم التي بدأت أمس الخميس,

لم يكن من المتوقع أن يعرج مرة أخرى أو يثير هذا الانشغال تارة اخرى حول علاقة الخرطوم بكوريا الشمالية, الذي حسم بالمرة ضمن خطة المسارات الخمسة الماضية والتي أفضت الى رفع المقاطعة الاقتصادية, إلا أن الضيف الأمريكي أثار الأمر تارة أخرى في اجتماع مشترك مع وزارة الخارجية.
وكعادة»الكابوي الأمريكي» تفقد نائب وزير الخارجية الأمريكي جرابه, وأخرج اولاً الأوراق القديمة وأعاد إثارتها مرة أخرى , ومن ثم لم يخرج من جرابه شيئاً جديدا غير ما ذكره وزير الخارجية ابراهيم غندور للصحافيين بالمضي أو الاتفاق على خطة مسار جديدة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب, وهي الجزئية التي يبدو أن غندور اقتلعها اقتلاعاً بحنكة دبلوماسية من المسؤول الأمريكي ووفده, وضمنها ضمن أجندة الاجتماع, وهي كذلك جزئية تحسب للوزير النشط في الملف الأمريكي.
مثل أمريكي يقول «إن صوت الأعمال أقوى من صوت الكلام», ربما تمثل هذه المرة في خطة مسار جديدة بين السودان والولايات المتحدة, وايضاً بارقة في الطريق لإزالة اسم السودان من الدول الراعية للإرهاب, مطلب بعيد وقريب المنال للحكومة, وعملية جديدة تستدعي التنسيق والإحكام والاستناد ايضا إلى الأصدقاء لحسمها.
(1)
من الخرطوم هذه المرة وليس من العواصم الخليجية, أعلنت الخرطوم وواشنطن ترسيم خطة مسار جديدة لرفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وبدأت بوزارة الخارجية أمس, المباحثات السودانية الأمريكية برئاسة وزير الخارجية إبراهيم غندور ونائب وزير الخارجية الأمريكي جون سليفان. ورحب وزير الخارجية لدى مخاطبته الجلسة الافتتاحية للمباحثات بزيارة المسؤول الأمريكي, وقال إنهم سيواصلون الحوار الذي بدأ قبل 16 شهرًا، والذي وصفه بأنه كان ممتازاً وشهد التزاماً بما تم الاتفاق عليه, ونتج عنه رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية. وأضاف غندور: «سنسعى لأن يكون الحوار نهايته التطبيع الكامل بين البلدين». من جانبه أعرب نائب وزير الخارجية الأمريكي عن سعادته بوجوده في الخرطوم لمواصلة الحوار الذي بدأ في عهد الرئيس السابق أوباما, وتواصل في عهد الإدارة الجديدة. وقال إنه سيتم في إطار الحوار بين البلدين مناقشة عدد من القضايا المختلفة.
(2)
والتأم لقاءان بين الجانبين لمناقشة القضايا التي تهم البلدين في المرحلة الثانية من الحوار الثنائي. وتبادلت الاجتماعات حسبما ذكر وزير الخارجية ابراهيم غندور للصحافيين, انشغالات كل طرف, وجاءت على رأس انشغالات الحكومة رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب, فيما طرحت الولايات المتحدة انشغالات متعلقة بكوريا الشمالية والحريات الدينية. وكشف غندور, عن اتفاق على خطة مسارات جديدة لما يمكن المضي عليه في المرحلة الثانية من الحوار, وعد الزيارة في ذات الوقت «ضربة البداية» للمرحلة الثانية من الحوار.
(3)
وفي ذات الأثناء شدد غندور على عدم وجود شروط جديدة أو «قديمة» للمرحلة الثانية من الحوار أو رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب . وقال إن هناك التزامات من الطرفين. واضاف «أشرت الى كل ما قيل داخل الاجتماع وهذا بالضبط ما ناقشناه». وبالمقابل لم يحدد غندور تواقيت زمنية لمسألة رفع اسم السودان من قائمة الإرهاب, وأوثقها بخطة المسار الجديدة المتفق عليه, وأوضح في الوقت نفسه ان الخارجية أثارت انشغلاتها في المرحلة الجديدة, ويأتي أولها رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب, باعتباره استحقاقاً وإعفاء ديون السودان ومساعدة السودان في الانضمام الى منظمة التجارة الدولية.
(4)
ولفت غندور, الى أن نائب وزير الخارجية الأمريكي, اكد أنهم سعيدون بالتعاون في مكافحة الإرهاب من السودان والذي سيتسمر لمصلحة البلدين والمنطقة, وأكد التزامهم ببداية خارطة طريق لرفع اسم السودان من قائمة الإرهاب. ونبه غندور الى أن الأمريكيين من جانبهم أشاورا الى انشغلاتهم والتي تتعلق بالتعاون مع كوريا الشمالية. وتابع قائلا « أكدنا من جانبنا أنه لاتوجد علاقة الآن او أي تعاون اقتصادي أو تجاري أو عسكري بين السودان وكوريا الشمالية, وهذا تأكيد بالتزام الحكومة بقرارات الأمم المتحدة وقرار مجلس الأمن الدولي».
وأفصح غندور, عن مناقشة الاجتماعات للحريات الدينية , وأن الحكومة دفعت بردود حولها في الاجتماعات, بجانب استعدادها للاستماع لكل ما تراه الولايات المتحدة بشأن قضية حقوق الإنسان, وأبان أنهم نقلوا للجانب الأمريكي أن قضية الحريات الدينية وحقوق الإنسان التزامات دستورية للحكومة, وستلتزم بها.
(5)
وقال وزير الخارجية إن الاجتماعات شهدت مناقشة قضية مهمة جداً للحكومة, هي التعاون الاقتصادي بعد رفع العقوبات. مبينا أن الجانب الأمريكي أشار الى متابعته دخول شركات أمريكية للسودان, وان البنوك الأمريكية ملتزمة بالتعاون مع السودان, وأنهم جاهزون للمساعدة. وذكر غندور أن مسألة ترفيع التمثيل الدبلوماسي بين البلدين لدرجة السفير, تضعه الولايات المتحدة ضمن انشغلاتها بحسب ما نقله الجانب الأمريكي لهم.

الانتباهة