رأي ومقالات

السفارة الاثيوبية في تل ابيب في موقعها


جدلية نقل العاصمة الاسرائيلية من تل ابيب الي القدس الذي ثارت خلال اليومين الاسبوع الماضي تقدمت على العديد من الاخبار في كافة وسائل الاعلام العالمية الشئ الذي لم اكن اتوقعه هو ان تصرح اثيوبيا الذي اوردته بعض وسائل الاعلام وعلى لسان الناطق الرسمي لوزارة الخارجية السيد ملس الم قائلا :” أن بلاده لا تنوي نقل سفارتها من تل أبيب للقدس، مشددة على تبني خيار حل الدولتين.

وقال المتحدث باسم الوزارة، ملس ألم، خلال المؤتمر الصحفي الاسبوعي يوم الخميس ، عقده بالعاصمة أديس أبابا، اليوم إن بلاده “لا تنوي نقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس”.

وأضاف أنّ “قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، نقل سفارة بلاده للقدس يعني الولايات المتحدة لوحدها”، مشددا على أن موقف إثيوبيا من القضية يتماهى مع موقف الاتحاد الإفريقي الداعم لخيار حل دولتين متعايشتين”.
الله عليك الغريب انه علي الرغم من علاقة اثيوبيا باسرائيل والسلطة الفلسطينية الا انها حافظت على موقع الحياد في هذه القضية وظلت تتعامل مع الجانبين ولم تميل لجانب على حساب الاخر .

وخلال لقاءات تلفزيونية حوارية متكررة لي قبل اعوام مع وزير الخارجية الفلسطيني الدكتور رياض المالكي في مقر السفارة الفلسطينية ابان فترة عمل السفير السابق الدكتور زهير الشن والسفير الحالى نصر ابوجيش خلال زيارته لاثيوبيا للمشاركة في القمة الافريقية كان لي سؤال حول .كيف ترون علاقة اثيوبيا مابين فلسطين واسرائيل وهل تعتقدون ان علاقة اثيوبيا باسرائيل ستؤثر في سير العلاقة بين البلدين ؟ فكان رده انه يمكن لاثيوبيا ان تلعب دورا في الوساطة بين البلدين لما لها من علاقة مع الطرفين وهذا ماتذكرته الان خلال تصريحات الناطق باسم الخارجية الاثيوبية .

جميل جدا التصريحات الاثيوبية بالاضافة لذلك لم تري اثيوبيا ان تقف موقع اخر بالرغم من ان ابنائها الذين هاجروا من اثيوبيا الي اسرائيل من الفلاشا هم دعامة مواطنين اسرائيل المتواجدين هنالك فكان تصريحها ورايها جيدا جدا وحياديا بدون اي نفاق او ميل .
بالرغم من علاقة اثيوبيا باسرائيل علاقتها بفلسطين الا ان علاقتها بالدولتين لم تكن علي حساب الاخر فظلت اثيوبيا التي وطدت علاقتها مع الدولتين وسارت على النهج الافريقي .

فمنذ رئيس الوزراء الاثيوبي الراحل ملس زيناوي حافظت البلاد على علاقتها بكل من فلسلطين ووفرت لهم الارض لبناء سفارة في اثيوبيا وكذلك حسن العلاقة مع اسرائيل ولم يكن التصريح الاخير بغريب عن حكمة الحكومة الاثيوبية في عدم الخوض في مثل هذه الملفات ودعم دولة ضد الاخري .

فيظل الخلاف الاسرائيلي الفلسطيني خلاف طويل في مجمله ولم تتاثر العلاقة الثيوبية الفلسطينية او العلاقة الاثيوبية الاسرائيلية ، ولكن القرارات التي تقف معها بعض الدول لاعلاقة لاثيوبيا بها وهذا الموقف الدبلوماسي جدير بالاشادة.

انور ابراهيم (كاتب اثيوبي )
اثيوبيا – اديس اببا


‫2 تعليقات

  1. الملاحظ يا استاذ انور انك كاتب عقلاني واثيوبيا دولة حكيمة ورؤسائها حكماء وسياستها حكيمة باتباعها الحياد . شغل دبلوماسي نضيف . بعيداً عن المشاكل ووجع الدماغ . هنيئاً لكم هذه الحكمة التي حباكم بها الله .

  2. حكام العرب:
    وفي ختام مؤتمرنا الطارئ نهدد ترامب أنه ان لم يكف عما يفعله فسنعقد مؤتمر آخر…