تحقيقات وتقاريرسياسية

“الحرس القديم”هل هي حلول أم حنين إلى ماض!كلما ضاقت الأوضاع تعود البلاد إلى القيادات التي تقاعدت..


مع انعقاد مجلس شورى حزب المؤتمر الوطني الحاكم، تداولت وسائل التواصل المختلفة عودة القيادي البارز بالمؤتمر الوطني والنائب السابق علي عثمان، وبالطبع تباينت الآراء في هذا الشأن، كون الرجل يحسب له البعض عدة إنجازات، أقلها أنه (العقل المدبر)، بينما يرفض آخرون تجربة المجرب، وفق اعتقادهم، بأنه جزء من هذه الأزمة السياسية والاقتصادية التي تمر بها البلاد.
الجدير بالذكر أن مميزات السودانيين التي عرفوا بها، أن الماضي يراوضهم حال فشل من يتولون الأمر في مهامهم، بدلا عن البحث عن حلول علمية مدروسة وخطط بديلة يمكنها انتشال الوضع الحالي.
رغم الزخم الذي يجده الحديث عن عودة (الحرس القديم) إلى (ديسك) الإدارة الحكومية، إلا أن الحزب الحاكم نفسه ينفي هذا الاتجاه، ويسعى لمعالجة الأوضاع المتردية حاليا، بحلول إسعافية، تخفف من معاناة المواطن، كفتح أسواق البيع المخفض والرقابة على الأسواق، وغيرها من إجراءات يحسبها المواطن تخديرية، ولا تجدي بحل الأزمة الاقتصادية الحالية، التي لم يسبق للبلاد أن مرت بمثلها فيما مضى.
في مجرى الحديث، يقول الدكتور محمد خليفة أستاذ العلوم السياسية في جامعة أفريقيا العالمية، إن السودانيين مولعون بالحنين إلى الماضي، وكلما استعصت الأمور أمامهم يرجعون بالزمان إلى القديم، كما المثل الشعبي السائر: “التاجر لمن يفلس بفتش دفاترو القديمة”، مضيفا: “يبدو أن الحكومة تسببت في الضائقة الاقتصادية، ووفق تواضع المعالجات المطروحة كونها لا تحتوي على إبداع، وبالكاد الميزانية تحمل كل العجز على المواطن، وبدورها عجزت أن تخرج بحلول مرضية له، ولذات الأسباب يفكر المواطن في من سينقذ الموقف؟ وحينئذ يرجع إلى قائمة قيادات سابقة ذات تجارب، ويجد أمامه أسماء ربما عندها بعض الإنجازات، مثل علي عثمان ودوره في اتفاقية سلام نيفاشا، وأسامة عبدالله وارتباط اسمه بسد مروي، وغيرهما، ويعتقدون بأنهم الأنسب لحل الأزمة الراهنة”.
وينصح خليفة بأن يلجأ إلى فكرة (حكومة التكنوقراط)، ما يعني تقديم الكوادر المؤهلة التي تستطيع أن تقدم إنجازات مقبولة، وبالتالي تعد معالجة ذات جدوى، لكن ضيق الأوضاع وتواضع المعالجات المطروحة يجعل المواطن يفكر في إعادة قيادات سابقة وإن كانت محدودة النجاح، كما يجب على الحزب ذاته أن يخشى من تفكير المواطن في عودة هؤلاء، ما يعني أن حزبهم عقم ولادة قيادات جديدة قادرة على تخطي تلك الأزمة الراهنة في هذه المرحلة. ويستطرد خليفة: هذا أيضا يعيدنا إلى انتخاب الرئيس رغم أنهم صرحوا منذ العام 2011 بعدم ترشيحه، وأيضا تكرر في 2105، والآن هناك إشارات إلى ترشيحه للعام 2020، والغريب في الأمر أن من يقودون هذه الحملة فئة الشباب، الذين يعول عليهم دائما في تجديد في القيادات وتقديم الابتكارات. ويطرح أستاذ الخبير السياسي والإعلامي سؤالا مفاده: إلى متى يدور السودان في إطار قيادات مكثت عشرات السنين تعمل في هذا المجال؟ بينما والعالم يشهد الآن للرئيس الفرنسي وعمره لا يتعدى 37 عاما، وفرنسا تعد من الدول الكبرى، ولم تبحث عن قيادات قديمة، بل ولجت تجربة جديدة وناجحة.
من جانبه، يحمل خليفة الإعلام جزءا من المسؤولية كونه المنوط به التنقيب عن كوادر مؤهلة تستطيع تقديم معالجات ذات مغزى، كذلك الغفلة يمكنها أن تبعد هؤلاء عن المشهد، ويوجه خليفة رسالة إلى الإعلام أن يبحث عن هذه الكوادر من أستاذة الجامعات، وفي المراكز البحثية بجانب بعض الأحزاب والتنظيمات وحتى الجماعات الإسلامية، مؤكدا أن جل هذه المواقع يوجد بها شخصيات لها إمكانيات جيدة ومنهم من درس في الجامعات الغربية، فقط يحتاجون للتلميع ونفض الغبار من قبل الإعلام، لكي يقدموا أطروحات علمية تنقذ الموقف الراهن. وأردف: “أنا على يقين بأن كل في مجاله يبدع”. وختم قائلا في إفادته لـ (اليوم التالي): علينا إجراء مقابلات مع هؤلاء بدلا من إجراء مقابلات مقروءة مع شخصيات متكررة، فشلت في تقديم الحلول إن كانت اقتصادية أو غيرها في مواقع السلطة المختلفة، وفي تقديري يجب عليهم أن يذهبوا وغير مأسوف عليهم، ويأتي من يقدم لهذا الشعب الذي صبر وصمد كثيرا.
وفي سياق متصل، أكد دكتور عمار السجاد، الناشط السياسي، ورئيس تيار إسناد الحوار الوطني، استحالة رجوع علي عثمان أو غيره كونهم أكملوا دوراتهم وحصصهم من المناصب، وخرجوا من لائحة الحزب الحاكم، وفق تعبيره، مضيفا: “هذه إشاعات يروج لها تياران، الأول يريد تأكيد فشل ذات الحزب”، واصفا إياه بأنه يدور في دائرة واحدة من فشل إلى آخر، أما التيار الآخر يعاوده الحنين إلى رجوع (الجماعة ديل)، حسب قوله، كون لهم مصالح ومنافع ترتبط بعودتهم إلى المنصة من جديد، إذ يمتلكون القرار، بالتالي تعاودهم تلك الأشواق برجوعهم لمواقعهم حال رجوع طه وأقرانه، ويمنون أنفسهم بأن تصدق مثل الإشاعات. وختم في إفادته لـ (اليوم التالي) واصفا الفئة الأخيرة بمن يصابون بسلوك يسميه علماء النفس بـ (الإسقاط النفسي).

اليوم التالي.


‫4 تعليقات

  1. اربطوا الاحزمة جه الحيبيع دارفور،وعاد عملاء بني صهيون من جديد

  2. الحل في الحل ،، لو فرضنا أن السودان بقالة راس مالها100 مليون (بالقديم طبعا) وبها عرض خارجي ما مكن نشغل 4 عمال في العرض الخارجي و داخل البقالة ونعمل 4 أفراد أمن بالنهار و بالليل وأعمال نظافة و 2 للحسابات 2يجلبوا البضاعة من السوق ونعمل ليهم ميز واستراحة 5 نجوم واقلاهم بمرتب 3 مليون ومعظهم غير أمناء وبعد ده نريد أن تربح البقالة

  3. “الحرس القديم”هل هي حلول أم حنين إلى ماض!كلما ضاقت الأوضاع تعود البلاد إلى القيادات التي تقاعدت..
    بل هو الفشل وقمة الفشل وسياسة البصيرة ام حمد.