رأي ومقالات

من منكم يعرف شكل العملة المزورة؟ وكيف نفرق بينها والـ(خمسين) الحقيقية؟!


جنيهنا المسحور!
الأخ العزيز أسامة عبد الماجد، كتب في عموده المقروء أمس الأول، إن أكثر الخطط التي يمكن أن تطيح بالحكومة هي التزوير، والعملة المزيفة هي سبب ارتفاع الدولار، مثنياً على مقترح “طباعة عملة جديدة”.

ويقول أسامة، إن ما حدث، دفع النائب العام عمد أحمد محمد، لدق ناقوس الخطر، وتحذير المواطنين من العملة المزيفة، التي توسع نطاق عملها خارج النظام المصرفي، تحديداً في عمليات غسل الأموال والتهريب، وهو ما يجعل الدولار “يُشفط بكل سهولة” على حد وصفه.

هناك أسئلة ونقاط تفرض نفسها حول “إشارات أسامة” أولها: هل حقاً دخلت عملة مزيفة إلى السودان؟!

كان الأحدث الأبرز خلال الأيام الماضية، هو تصريح منسوب لمسؤول الجمارك في معبر أرقين بمحلية حلفا، بثته قناة (الشمالية) خلال الأيام الماضية، عن ضبط 315 ألف جنيه سوداني من فئة الـ 50 جنيها مزورة.

والمعلوم أن نيابة أمن الدولة تولت التحقيق في هذه الدعوى الجنائية مع متهمين لم تظهر نتائج تحقيقها بعد، لكن لنفترض أن المبلغ المذكور دخل السودان، وهو ما يعادل 17 ألف دولار، فهل من قيمة له؟

إنه مجرد مبلغ، يشتريه مواطن من السوق الأسود بغرض العلاج!

ثم كيف يُحذر النائب العام المواطنين من العملة المزورة وهو لم يُظهرها للعلن أو يطلب من جهات أخرى إظهارها للناس؟!

من منكم يعرف شكل العملة المزورة؟ وكيف نفرق بينها والـ(خمسين) الحقيقية؟!
الحذر ولفت الانتباه، يجب أن يكون للجهات الأمنية والشرطية والتي نحسب أنها تقوم بواجبها، بدليل حرصها وضبطها لأي عمليات إجرامية، مهما كان موقعها، في المطارات أو براً وبحراً.

كل ذلك، لا يُفصل من حديث وزير الدولة بالمالية عبد الرحمن ضرار، الذي أقر أمام البرلمان والعالم أجمع، قيامهم بطباعة مليارات الجنيهات خلال الفترة السابقة مُبرراً أنها صُرفت على دعم الجازولين والقمح والكهرباء!
بل إن الوزير اعترف بعجز المالية، السيطرة على سعر الصرف وحدوث انفلات بمعدلات عالية في سعره غير موجودة في الدول التي تعاني من عجز في الميزان التجاري!

يا أسامة، رغم انفلات سعر الصرف، وارتفاع الدولار، وطباعة ملايين الجنيهات، وما يقال عن تزوير فئة الـ(خمسين) نذهب كل يوم للصرافات الآلية، لسحب ألف جنيه ويأتينا الرد “عفواً، لأسباب فنية لا نستطيع صرف النقود لك”، ونذهب لأكبر البنوك ونقف “في الصفوف” ونعود خائبين لعدم توفر جنيهات في الوقت الراهن!

أبعد كل ذلك، نتحدث عن دق الحكومة ناقوس الخطر؟ وعن ضرورة حذر المواطنين من العملة المزورة؟!
“هي المزورة ذاتها وينها”؟!

بقلم
لينا يعقوب


تعليق واحد

  1. موضوع في غاية الاهمية
    قبل كم يوم كنا مجموعة وكما عادة السودانيين كانت السايسة هي محور الجالسين ..وبالذات الدولار وافعاله ومرمضطة للجنيه ,, وساعتها سالت سؤال لماذا الحكومة تصمت حيال ماقالت انه تزوير ااعمل ولماذا لا تبدأ حملة على الفور لتوعية المواطن والتاجر في كيفية معرفة العملة المزورة .زوتهديد اي واحد تتقبض معاه عملة مزورة حيحاسب تخويفا وتشجيع للتدقيق ..ولكن كان السؤال يا ترى كم شخص يمكنه معرفة ان هذه مزورة او غير مزورة ؟؟والله في ناس في لسوق وعاملن عباقر المال مايفرزوا بين الحقيقي والمزور لانهم لا يعرفون ماهي العلامات الساهلة والاولية لكشف العملة ناهيك من العلامات السرية التي تكشفها الالات ..واقترحت ان تلزم الحكومة توفير ماكينات الكشف في كل المحلات الكبيرة وايضا اصحاب البقالات ..
    وهناك الات ضغيرة جدا يمكنها كشف العملة وهي لاتكلف شيء وانما تساعد على سلامة النقد
    الا ان الحكومة فقط قالت هناك تزوير وان هناك عصابة تم القبض عليها الا انها لم تمعن في الحملة ولم تعلن كيف تم التعامل مع العصابة ومن هو ورائها