رأي ومقالات

ضياء الدين بلال ومعارك الظلام !!


لست مدافعا عن المهندس ابراهيم محمود حامد نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني فأداءه هو الأجدر بالدفاع عنه ونشاطه أبين من أن تصفه كلمات قلائل وأنا شاهد (شاف كل حاجة) وحديثي هنا عن رمزيته كونه يمثل الحزب ولا أعني الجانب الشخصي له ..!!

أنا أشهد على إن الحزب حقق حيوية كبيرة في الفترة الفائتة رغما عن وجود فتور في بعض الولايات والأمانات ؛ ولكن ذلك أمر طبيعي فليس مطلوب من الأحزاب أن تواصل الليل بالنهار خاصة عندما تكون أحزاب حاكمة فتترك هذه الأخيرة زراعها التنفيذي لينفذ برنامجها الانتخابي وتبقى مساندة ومراقبة وموجهة له وهناك كثير من البلدان ترتبط أنشطة الأحزاب فيها بالانتخابات فقط ثم تعود إلى سكناتها بعد نهاية العملية الانتخابية وتراقب من على البعد..!!!

ومثل هذه الحالات لا يمكن أن تفسر ضعفا بل هي قوة في نظر من يعرف القوة ؛ولكن يبدو أن معيار القوة مختلف عند البعض، فالقوة عند هؤلاء أن يتسلط الشخص الأول على كل من يعملون معه أو الذين يأتمرون بأمره، ويزجرهم زجرا جميلاً..!! ويجعلهم وكأنهم (شخص واحد) في (ملايين الأشخاص) وهذا هو المستحيل الذي يريده ضياء الدين بلال وآخرين من ابراهيم محمود ويسودون به الصحف كل فترة وأخرى ..!!

والغريب في الأمر أن هؤلاء ليس ممن ينتمون لحزب المؤتمر الوطني حتى نفسر كتاباتهم بالغيرة على الفكرة التي تجعلهم يتطلعون للأفضل وكونهم مراقبون لا تؤهلهم للحديث عن الوضع الداخلي فالقوة والضعف شأن يهم أعضاء المؤتمر الوطني وليس الآخرين!! بل هو من اختصاصات اعضاء الحزب فهم الأولى بمناقشة وتقييم من يقود حزبهم ويحقق أشواقهم؟؟

فضياء الدين بلال مثلاً ليس عضواً بالمؤتمر الوطني ؟!! ولا حتى عضواً في الأحزاب المشاركة بل هو من أهل اليسار الذين ينتقدون حزب المؤتمر الوطني من داخل منابره للأسف..!!!

لذلك لا أرى أي معنى لمعركة ضياء الدين ضد ابراهيم محمود سوى إنها معركة ظلامية وفقما تحمله (الكلمة) من معاني.. لذلك كرس كل وقته وسخر مساحته التي منحها له ((ذات الحزب)) لينتقد ويتشفى( بغير علم) ولاهدى ؟ وكنت أتمنى أن يتناول ضياء الدين الجوانب العامة ، والسياسات الكلية وتقييم الأدوار التي يقوم بها ابراهيم محمود في المحور العام سواء أكان على المحيط السياسي العام ؛ أو التنفيذي ولكن وللأسف تحدث في جوانب تنظيمية لا علاقة لها بالشأن العام بل هي من صميم الخاص والخواص؟

مسألة ترشيح الرئيس البشير مسألة مؤسسات وهذه إجابة يقول بها كل شخص يحترم حزبه وعضويته حتى يترك لهم المساحة والمسئولية ليقرروا في شأن من يرأسهم وهذا من العدالة والسماحة والرشد في الممارسة السياسية..!!

ولعل السيد ضياء الدين يعلم أن الرئيس البشير أكد مرارا وتكرارا أن مسألة ترشيحه تنبع من المؤسسات وإنه لا يرغب في التجديد وظل يصر على موقفه هذا لكنه في الأخير يخضع لإرادة حزبه وهذا منتهى التقدير والاحترام للوائح والنظم الشورية..!!

وأكثر ما استفزني في المقال إن ضياء الدين بلال يقيم أداء الحزب ويصفه بالضعيف فكيف قاس حالة الضعف وما هي المعايير والمؤشرات التي بنى عليها؟؟

المؤتمر الوطني الآن منتشر في الأصقاع وأينما تذهب تجد منطقة تنظيمية، ووحدة تنظيمية، وشعبة أساس، وأسر تنظيمية.. فكيف يوصف حزب كهذا بالضعف؟!!!

ألم يعلم ضياء الدين أن الوطني قام بأكبر نشاط في الساحة السياسية في العام 2017؟ ومن من الأحزاب أقام مؤتمرات تنشيطية في كل السودان؟ ومن من الأحزاب أقام مؤتمرات شورى (عادية) في كل ولايات السودان ؟ وقد كان لذلك الحراك الأثر الكبير مما جعل ضياء الدين نفسه يستدل به في مسألة ترشيح الرئيس.. لكني أرى أن المقال جاء في وقت محدد وقصد به أمر معلوم.. ولا يحتاج إلى ذكاء محلل ..؟!!

أشار المقال إلى كثرة التفلتات في محاولة (ضعيفة) لإثبات ضعف الحزب في الوقت الذي يعتبر فيه التفلت دليل عافية لأن عضوية حزب المؤتمر الوطني وباختصار ليست كالقطيع تسير حيث أرادت القيادة ؛ فهو حزب عقائدي ويستمتع عضويته بقدر كبير من الحرية وإسداء ما يرونه نصحا ؛ أو ما يرونه صحيحا ؛ فهو لا يضيق بعضويته بل يفتح صدره لقبول الرأي والرأي الآخر وهذا أكبر دليل على عافيته ولم تكن التفلتات بجديدة عليه ..!!!

ومنذ متى كان الحزب الحاكم وديعا وخال من التفلتات؟ ألم ترفع المذكرات ضد قرارات شيخ حسن (عليه رحمة الله) ؟ ألم يسمع ضياء الدين بمذكرة العشرة بل ألم يسمع بالمفاصلة؟ ألم تعتبر هذه أم التفلتات؟ وهل توقفت التفلتات في عهد الدكتور نافع؟ ولمن كانت توجه عبارة (بندول التهدئة ) !! وبماذا وصفت المذكرة التي رفعتها مجموعة الدكتور غازي صلاح الدين؟ أليست هي تفلت؟ وهل يذكر ضياء الدين كم عدد المرشحين المستقلين من المؤتمر الوطني في انتخابات 2010..!!!

التفلت ليس من عيوب العمل السياسي ولم يكن دليلا على ضعف الحزب انما هو دليل على الحراك والتدافع – ولأن ضياء الدين أتى من حزب يساري – قائم على الفردانية وتعظيم الشخوص ؛ فمن الطبيعي أن يستهجن حال المؤتمر الوطني الذي نراه عادياً.. طبيعياً.. ومقبولا.. وهو ما يحفزنا كشباب للبقاء فيه كحزب فاعل وحيوي يقبل الخلاف ويشجع على الانضباط في نفس الوقت..نواصل ..!!

بقلم
بابكر يحي


تعليق واحد

  1. أسال الله أن يحرمكم فضله ويعاملكم بعدله.
    يا ناس اتمنى نستخدم سلاح الدعاء ضد الناس ديل، ما دمنا عجزنا عن استخدام وسائل اخرى.