رأي ومقالات

عزمي عبد الرازق: زلزال حازم عبد القادر .. عفواً هذا الخبر (مزور) مثل فئة الخمسين جنيهاً


لأول مرة ربما تغامر الأسافير والمواقع الأخبارية والقنوات الفضائية بنقل خبر بخطورة اعفاء محافظ البنك المركزي وتعيين خلف له دون التأكد من صحة المعلومة، ولا اسنادها إلى مصدر معلوم، بل ولا تسارع إلى نفيها، وجه الغرابة هنا في تجاسر فضائية (سودانية ٢٤) التي يملكها رجل الاعمال وجدي ميرغني لتأكيد الخبر، ودخول مواقع صحفية ذات مصداقية عالية، ما يعني أن القصد من ايراده والاصرار عليه، ليس لصحته، ولكن لارغام القصر على اتخاذه، أو تحقيق أثر سريع من الخبر، أشبه بشل حركه حازم عبد القادر وتهيئته للذبح وشغله بمعركة انصرافية.

ليس أغرب من رسم بورتريه على جناح الخفة لبدر الدين القرشي، وتصويره على نحو غورباتشوفي، يحمل معاول بيريسترويكية لاصلاح الحال المائل، وسيرة قرشي المبذولة بدت مخدومة بمعلومات من جهات خبيرة، والتركيز على مساهماته الفذة في المصارف والإدارة، لتأكيد أنه مؤهل لهذا الموقع. وهذا بالضرورة يشرع المجال لاستفهامات عاصفة، مثل ماهىة الجهة التي ترغب في ذهاب حازم وتعيين قرشي؟ وهل تضرر من أسماهم الرئيس (بالقطط السمان) من قرارات حازم الأخيرة؟

هذه الأسئلة تدعونا لالقاء نظرة على القرارات المقصودة والتي تسببت في هز امبراطوريات مالية، وأحلاف كارتيل هائلة يهمها بشدة عدم المساس بمصالحها، ولعل جهود خنق السيولة ومحاولة انعاش الجنيه ومنع تصدير الذهب من قبل البنوك والشركات بطريقة غامضة ومشبوهة، وبعيدا عن رقابة المركزي تسببت في خسائر فادحة لتلك الجهات .

لعل من وجه الغرابة في فبراير هذا الإشارة إلى رجل اختاره الرئيس كلاعب وسط في استراتيجية ضرب الفساد، وفي الوقت نفسه الحديث عن تغيره قبل أن يكمل مهمته، او يحول عليه حول أخر، لأن حازم يتحرك وفق توجيهات رئاسية وأكثر من اجتماع بالقصر الجمهوري، ترجمه الرجل إلى قرارات وضوابط جديدة، وهذا يعني أنه بعض من فريق متكامل، تفطن لتواطؤ مصارف وثغرات ومناطق رخوة، يعمل على اصلاحها، من خلال جهود توحيد سعر الصرف، وحظر عشرات الشركات والأفراد الذين فشلوا في اعادة دولارات الصادر، ولأخر تحريات ومحاكم أثرياء الغفلة، والأهم من كل ذلك ما يخبئه حازم من مفاجآت .

خبر اقالة حازم والاصرار عليه ليس مجرد خبر، حتى وبعد نفي مقربين، لا زال التسريب مستمرا، وفي ظل تغيرات طالت قيادة الحزب الحاكم وجهاز الأمن، بات وكأن مغادرة المحافظ شيء حتمي، او بالأحرى من منطلق الرغبة العنيفة في تغيير كل شيء، لكن الحقيقة التي يحاول البعض دسها بإثارة الزوابع حول حازم، أن مهمته لم تنقضي، وأخطر ما فيها تدارك أثار الموازنة الأخيرة الكارثية .

بقلم
عزمي عبد الرازق