تحقيقات وتقارير

القاهرة .. إصرار على تأزيم العلاقات مع السودان


رت العلاقات بين السودان ومصر بكثير من المنعطفات وبرز في الأونة الأخيرة عدد من الأدوار السالبة التى لعبتها القاهرة تجاه الخرطوم، الامر الذي يشير الى عدم رغبتها في اقامة علاقة سياسية متزنة خاصة في ظل استمرار احتلالها لمثلث حلايب وإيوائها للحركات المسلحة التى تهدف الى زعزعة الأمن والإستقرار بالسودان.

اصبحت الإنتهاكات التى تمارسها مصر تجاه السودان غير مستغربة لجهة السياسة العدائية التى تتبعها القاهرة ضد السودان متناسية وقفة السودان معها في كثير من المواقف مثل الحروب ضد اسرائيل في 1968 و1973م، ولم تقدر القاهرة تنازلات السودان التى قدمها بغرض تخزين مياه السد العالي وإغراق مدينة حلفا بآثارها ، فضلاً عن المواقف السياسية والدبلوماسية التى قام بها السودان تجاه القاهرة في المحافل الإقليمية والدولية في الوقت الذي قاطعتها فيه جميع الدول العربية لكن يبدو أن القاهرة اساءت تقدير جميع تلك المواقف.

ويقول دكتور إبراهيم آدم خبير العلاقات الدولية لــ(smc) أن مصر غير حريصة على علاقات جيدة مع السودان بالنظر الى الممارسات التي تنتهجها ضده، واشار الى انها جعلت تلك العلاقات بيد الإعلام المصري الذي أصبح الكنترول المحرك للمواقف المصيرية ، وقال انه يجب ان يكون اساس التطبيع مع مصر هو حل مشكلة حلايب حتى اذا ادي الامر الى التحكيم الدولى مشدداً على ان اي حديث عن العلاقات الأزلية بين الشعبين غير مجدي، وقال إن علاقات البلدين تأثرت بالتوجهات المصرية اذ من غير المعقول أو المقبول أن تكون كل فصائل المعارضة السودانية والمسلحة تمتع بالإستضافة وحرية الحركة في مصر بينما يمتنع السودان عن اي تعامل مع المعارضة المصرية.

ويوضح د. إبراهيم أن القاهرة طوال الفترة الماضية لم تلعب دوراً ايجاباً في حلحلة القضايا العالقة مع السودان، بل انها سعت الى عرقلتها الأمر الذي يتطلب الحسم والمعالجة.

ويرى مراقبون قضية دارفور تشكل أحد الملفات الخلافية بين الخرطوم والقاهرة خاصة بعد ان أكدت الدلائل الدور السالب الذي ظلت تلعبه مصر تجاه الملف من خلال دعم حركات دارفور المتمردة بالسلاح ، وليس ببعيد عن الذاكرة ضبط القوات المسلحة لعدد من المدرعات المصرية بحوزة متمردي دارفور الذين هاجموا شرق وشمال دارفور ، مما يؤكد ان سياسة مصر تجاه السودان لم تراعي القانون الدولي ومبادئ حسن الجوار.

ويبدو أن العلاقات السودانية المصرية تشهد تراجعاً خاصة وان الأخيرة توسعت في دعمها واحتضانها للمعارضة السودانية السلمية والمسلحة بجانب الإنتهاكات التى تقوم بها في مثلث مثلث حلايب، فعلى الرغم من أن القاهرة استخدمت الإعلام في تضليل الرأي العام إلا أنها فشلت في كسب حلفاء من المجتمع الدولي وهذا ما وصفه المراقبون بغضب النظام المصري على مؤشرات انفتاح السودان خارجيا والذي تقوده تبعات قرار رفع الحظر الأمريكي والذي فتح الباب واسعاً امام السودان ليلعب دوراً اكبر في حل القضايا الأقليمية.

smc.


تعليق واحد

  1. اغلاق الحدود وعدم عودة السفير وتهميش وعدم الالتفات الى ترهاتهم ودياثتهم والاهم استمرار حظر دخول المنتجات المصريه فمعظمها بل وكلها منتجات غير آمنه