تحقيقات وتقارير

في الوقت الذي يكابد فيه الملايين للحصول على لقمة عيش، هناك من يستورد معلبات خاصة بالكلاب والقطط


في الوقت الذي يكابد فيه الملايين من البشر من أجل الحصول على لقمة عيش بعد ارتفاع الأسعار غير المسبوق، نجد أن هناك من يستورد معلبات خاصة بالكلاب والقطط، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل طال ملابسها وإكسسواراتها وحتى مراقدها الخاصه التي تحاط بالورود وباقات الزهور، ولو استطاعوا فعل أكثر لنصبوا لها عند رحليها سرادق عزاء و(شالوا عليها الفاتحة).
من غير المألوف لدى السودانيين أن ينتسب بعضهم الى زمرة من يستوردون وجبات الكلاب والقطط، بينما يستيقظ جيرانهم باكرا يذهبون إلى العمل ليحصلوا على وجبة بعد جهد شديد على (صحن بوش)، أما (الهوت دوق، الشيش طاووق والبروست) فتلك أسماء تبدو في آذانهم (طشاش طشاش)، يطلعون عليها في قائمة الطعام لدى (الكاشير عندما يطلبون الفول).
(اليوم التالي) استطلعت عدة محلات، وطافت عليها تستكشف ما بداخلها من منتجات غذائية خاصة بالكلاب والقطط ومدى الفجوة التي اتسعت بين الناس والكلاب .

بقالات خاصة

في إحدى بقالات (بري) كشف عاملها عن أن المأكولات والمعلبات الخاصة بالكلاب تستورد من أمريكا وأوروبا، واشار إلى أن أعداد السودانيين الذين يشترون هذا النوع من المعلبات ربما فاق رصفائهم الاجانب، وأضاف: بالنسبة لنا كسودانيين نعتبرها ظاهرة جديدة، لأننا في السابق كنا نقدم للكلب بقايا طعامنا العادي في المنزل ولا توجد ألبان ومعلبات خاصة بالكلاب، وعن أسعار الوجبات الكلبية قال: تباع بالجرام فالجافة أغلى من المطبوخة ويتراوح سعرها ما بين (60ـ 90) جنيها.

ألبان خاصة

وفي إحدى المحلات الأخرى تراصت العلب والأكياس الخاصة بوجبات الكلاب، بحيث بدت وكأنها معدة لاستهلاك البشر، وقفت في حيرة وذهول وأمامي طفل في الخامسة عشرة، يشتري لبنا لـ(بوش)، اندفعت أسأله: (ومن هو بوش؟)، وبابتسامة فيها بعض فخر وبعض سخرية طفولية محببة، أجاب: “بوش كلبي، أنا مربيهو في البيت من هو صغير وعامل ليهو قفص وبلعب وبتونس معاهو”، اشترى الصبي وجبة رائعة لبوش، وخرج، بينما وقفت أنا حائر أحاول محاورة صاحب المحل بعد أن (طارت محاور الأسئلة)، بعد مدة استطعت استرداد واستعادة عدد منها وأرسلتها إلى عمر الطيب – صاحب المحل، فقال: يوجد لبن ومأكولات خاصة بالكلاب، كما يوجد لدينا قرقوش ونواشف وأخرى تعذر عليّ حفظ أسمائها باستثناء (بيد دغري).

فرق كبير

وقبل كل ذلك كنت سألت بعض المواطنين عن آرائهم في منتجات الكلاب فرد العم محمد مستهجنا: “أكل مستورد وكمان للكلاب؟ نحن البشر ديل ما بناكل مستورد، وهسي الكلاب والقطط الحايمة في الشوارع دي مالها؟ ما سمينة وأمينة من لقيط الشوارع والمستشفيات والكوش ما سمعنا بكديس اتسمم ولا كلب مات، وثم ثانيا نحن لاقين ناكل عشان نستورد للكلاب؟، خافوا الله فينا وجيبو السمح لينا”. وبعد خطوات ليست ببعيدة منه يهز رأسه ويضرب كفا على كف، ويقول: “لقيتوها يا كلاب”، ومن ناحيتها قالت حواء سعيد – ربة منزل : رغم أنني أربي الكلاب منذ زمن بعيد لكن لم أسمع قط بمعلبات خاصة بالكلاب، ومن المعروف أن الكلاب أكلها من خارج المنزل، ولو وجد بقايا الغداء، وأردفت: تعتبر المناسبات ميلاد فرح بالنسبة لها، وأضافت: “لا توجد رعاية بقدر ما توجد حراسة من الكلاب”.

اليوم التالي.


‫2 تعليقات

  1. يا اخي ربنا يزيدهم ويدينا..كل زول بياخد نصيبو في الدنيا

  2. انت مالك بيهم خليك في المهم اذا كان الناس ديل قادرين انت الدخلك شنو انت شايف الفيل تطعن في ضل