الطيب مصطفى

لا تهوّنوا من وظيفة ربة البيت


ويواصل العلامة الشيخ محمد الغزالي تعرية التقاليد الراكدة والوافدة من خلال المقارنة بينها وبين الإسلام، وأرجو أن تتابعوا الأسطر التالية من كتابه (قضايا المرأة بين التقاليد الراكدة والوافدة) :

هل دور الحضانة تغني عن جو البيت ، وصدر الأم، واستقرار الأسرة؟

ذلك بعيد وما نقبل هذه الدور إلا لضرورات ملجئة، وطبيعة الضرورة التوقيت، حتى تعود المياه إلى مجاريها وتنبت الزروع في مغارسها.

والإسلام عندما أوجب على الرجل نفقة البيت، كان في الحقيقة يعطي المرأة عوضًا عن تفرغها لحسن تبعله، وتنشئة أولاده، واتجاهها الكامل إلى أداء رسالتها الطبيعية.

والذين يزدرون وظيفة “ربة البيت” جهال بخطورة هذا المنصب وآثاره البعيدة في حاضر الأمم ومستقبلها الأخلاقي والاجتماعي.

وأعباء هذا المنصب داخل البيت تكافئ أعمال الرجل الشاقة خارجه، وقد وجهت الشريعة كلا الجنسين إلى ما يليق به، ويتفوق فيه.

والقدرات الخاصة لبعض النساء لا تلغي هذا التخصص.

إن صفية بنت عبد المطلب نزلت من الحصن الذي أوى إليه النساء لأنها رأت يهودياً يتربص به وقد يدل الأعداء عليه، فهاجمته وقتلته! فهل نجند النساء كلهن لمثل هذه الحادثة؟ كلا ، يقول الأطباء : كل واحد من الجنسين له دوره في الحياة الذي يتفق أحياناً مع دور الطرف الآخر ، أو يختلف عنه.

ولا ريب أن كيان المرأة النفسي والجسدي قد خلقه الله على هيئة تخالف تكوين الرجل ، فقد بني جسم المرأة على نحو يتلاءم ووظيفة الأمومة تلاؤمًا كاملاً ، كما أن نفسيتها قد هُيئت لتكون ربة الأسرة وسيدة البيت ، وبالجملة فإن أعضاء المرأة الظاهرة والخفية وعضلاتها وعظامها، وكثيرًا من وظائفها العضوية، مختلفة إلى حد كبير عن مثيلاتها في الرجل.

ولم يخلق الله تعالى هذا البناء الهيكلي والعضوي المختلف عبثاً ، إذ ليس في جسم الإنسان ولا في الكون كله شيء إلا وله حكمة، وهيكل الرجل قد بني ليخرج إلى ميدان العمل كادحًا مكافحاً، أما المرأة فلها وظيفة عظمى هي الحمل والولادة، وتربية الأطفال، وتهيئة عش الزوجية ليسكن إليها الرجل بعد الكدح والشقاء.

يقول الأستاذ عباس محمود العقاد ـ رحمه الله : ومن الطبيعي أن يكون للمرأة تكوين عاطفي خاص لا يشبه تكوين الرجل، لأن ملازمة الطفل الوليد لا تنتهي بمناولة الثدي وإرضاعه، بل لابد معها من تعهد دائم ومجاوبة شعورية تستدعي شيئاً كثيراً من التناسب بين مزاجها ومزاجه، وبين فهمها وفهمه ومدارج حسه وعطفه، وهذه حالة من حالات الأنوثة شوهدت كثيراً في أطوار حياتها، من صباها الباكر إلى شيخوختها العالية، فلا تخلو من مشابهة للطفل في الرضا والغضب، وفي التدليل والمجافاة، وفي حب الولاية والحدب ممن يعاملها، ولو كان في مثل سنها أو سن أبنائها، وليس هذا الخلق مما تصطنعه المرأة أو تتركه باختيارها، إذ كانت حضانة الأطفال تتمة للرضاع تقترن فيها أدواته النفسية بأدواته الجسدية.

ولا شك أن الخلائق الضرورية للحضانة وتعهد الأطفال أصل من أصول اللين الأنثوي الذي جعل المرأة سريعة الانقياد للحسّ والاستجابة للعاطفة، ويصعب عليها ما يسهل على الرجل من تحكيم العقل وتقليب الرأي وصلابة العزيمة.

فهما ولا شك مختلفان في هذا المزاج اختلافاً لا سبيل إلى المماراة فيه.

ونعود إلى حديث الأطباء في هذه القضية ـ نقلاً عن نشرة مؤسسة الصحة العالمية ـ التي تقول : لا ريب أن أجل أدوار المرأة في الحياة هو دور الأمومة وتربية النشء، وهي في هذا الدور تمد المجتمع بكل عناصر البناء والتقدم، وبقدر إخلاصها في هذه المهمة يكون المردود جيداً على الأمة بأسرها.

إن هذا الدور يكلفها كثيراً من العناء والمشقة دون سائر المخلوقات من الإناث الأخرى، اللائي يحملن ويلدن، وذلك لأن تلك الإناث لا تفرز بويضاتها إلا في فترة محدودة من العام، بينما تفرز المرأة بويضة كل شهر منذ البلوغ إلى سن اليأس، والمرأة طوال هذه المدة بين حيض وحمل، ونفاس وإرضاع وناهيك بما يترتب على كل فترة من هذه الفترات من آلام ومتاعب.

ففي أثناء الحيض الذي يعرض للمرأة في كل شهر ـ إلا إذا حدث حمل ـ تتعرض المرأة لآلام ومعاناة يمكن إجمالها فيما يلي :

1ـ تصاب أكثر النساء بآلام وأوجاع في أسفل الظهر وأسفل البطن، مما يضطرها أحيانًا إلى مراجعة الطبيب واستخدام العلاج.

2ـ يصاب كثير من النساء بحالة من الكآبة والضيق في أثناء الحيض، وعلى الأخص عند بدايته، وتكون المرأة متقلبة المزاج، سريعة الانفعال، قليلة الاحتمال.

3ـ تصاب بعض النساء بالصداع النصفي قرب بداية الحيض، وتكون الآلام مبرحة ويصحبها قيء وأحيانًا زوغان في الرؤية.

4ـ فقر الدم الذي ينتج عن النزيف، إذ تفقد المرأة كمية من الدم في أثناء حيضتها تتراوح ما بين 60 ـ 240 ميلي ليتر.

5ـ تصاب الغدد الصماء بالتغير في أثناء الحيض، فتقل إفرازاتها الحيوية المهمة للجسم إلى أدنى مستوى لها.

6ـ نتيجة للعوامل السابقة تنخفض حرارة الجسم، ويبطئ النبض، وينخفض ضغط الدم، ويصاب كثير من النساء بالشعور بالدوخة والكسل والفتور.

وقد راعت الشريعة هذه الظروف التي تمر بالمرأة فأعفتها من بعض العبادات : كالصلاة أثناء الحيض، والنهي عن الصوم، وقضائه في أيام أخر.

فإذا كان رب العالمين قد أسقط عن النساء واجبات عينية في تلك الحالات فهل تفرض على نفسها أو يفرض عليها المجتمع ما لا تطيق؟

الطيب مصطفى
صحيفة الصيحة


تعليق واحد

  1. اغلب نساء السودان كن جالسات فى البيوت لا يمارسن عملا وعملن ربات بيوت فقط وانجبن هذا الجيل الحاكم حاليا .. لماذا انعكس هذا الأمر سلبا على امة السودان ؟؟؟ لصوص يمارسون سرقة المال العام جهارا نهارا ويأكلون اموال الناس بالباطل يطلقون الحى ويتاجرون بالدين لا هم لهم غير المال والنساء لا تهمهم امور الرعية مشغولون بالكروش والفروج والأرداف .. اغلب النساء فى الغرب يمارسن اعمالا ويتركن اطفالهن فى الحاضنات وانجبن اجيالا تربت على الشفافية واحترام الأخر والنزاهة وحسن الخلق واحترام حقوق الأنسان … صحافة الغرب تمثل سلطة رابعة وصحافتكم تمارس النفاق !!!