الصادق الرزيقي

عبقرينو الجنوب!!


من هو العبقري الذي أدخل في عقل الرئيس الجنوب سوداني الفريق سلفا كير ميارديت، أن بلده وحركته الشعبية يمكن أن تنقلب رأساً على عقب وتلحس كل أدبياتها وبرامجها وشعاراتها السياسية ودعايتها السوداء ضد الثقافة العربية ومكوناتها،

وتتقدم بلا أدنى خجل ودون أن يطرف لها جفن بطلب للانضمام للجامعة العربية ..؟! قد يكون هناك نوع من الخبال، لكن لا ولن يتصور أحد أن جوبا الرسمية يمكنها أن تنسى ركاماً هائلاً من الكراهية والعداء والتراث التليد من الأحقاد ضد العرب وجامعتهم، وتقفز فوق حواجز التاريخ والثقافة وحقائق الأشياء، وهي تبحث عن هوية أخرى لدولة جنوب السودان التي ما ولدت وما سلخت من الوطن الأم إلا لكونها جسماً غريباً لا بد من استئصاله من السودان برسمه ولسانه وأكثريته وهويته العربية.
> ليس الانتماء للجامعة العربية محض انتماء سياسي لتجمع أو تكتل إقليمي، بلا هوية أو قواسم مشتركة أو خصائص ثقافية، فهو انتماء يقوم أساساً على عوامل حيوية في مقدمتها لسان وثقافة وهوية ودم مشترك ومصير واحد وإيمان مطلق بمفاهيم وتراث موحد، ويوحد إطار سياسي الدول العربية وفق محددات بينة وإرادات واضحة لا مجال فيها للتداخل والانتقاص بما لا يتوفر بأي شكل من الأشكال لدولة جنوب السودان المصممة في الأصل لتكون أي شيء آخر إلا ما يقرب للعروبة والعربية مهما كانت الدوافع.
> عبقرية من أقنع سلفا كير بتقديم طلبه السيريالي الغريب ويودعه مناضد الجامعة العربية وسط دهشة أعضائها، أنه يريد من هذه الجامعة لا من دولة الجنوب أن تكشط ميثاقها ولوائحها وتنسى موجبات العضوية لتحتضن كائناً لم يكن إلا تجسيداً للتضاد معها، ومعنى متجسداً من معاني العداء والكراهية لكل ما هو عربي الانتماء بالمعنى السياسي والثقافي للكلمة وليس العرقي، فالحركة الشعبية ومن قبلها قامت الحركات السياسية الجنوبية منذ عام 1947م مناهضة لفكرة التعايش معاً في بلد لغته هي اللغة العربية وهويته تنتمي إلى الأرومة اليعربية وثقافته هي ثقافة لغة الضاد!!
> كان الجنوبيون وهم ينفصلون ويؤيدون الانفصال بشكل كاسح في استفتاء عام 2011م، ويصفون الخرطوم وهي إحدى عواصم الجامعة العربية بالوسخ، يحلمون بهوية إفريقية صميمة وعاتية، وكانوا يصرخون بأعلى أصواتهم بأنهم اختاروا مجالهم الحيوي في شرق إفريقيا ووسط بيئة منطقة البحيرات حيث تصطرع الدماء الكوشية كما يزعمون بالدماء البانتوية، والأعراق النيلية بالدماء الخارجة من وسط الأدغال والهابطة من الهضبة الإثيوبية، والأكثر من هذا أنهم جعلوا من لغة الفرنج الإنجليز هي لغتهم، متجاوزين اللغات واللهجات المحلية الإفريقية أو اللغة العربية التي يتخاطبون بها.
> وتناسى السيد سلفا كير ودهاقنة الحركة الشعبية وسدنة فكرة الانفصال، ما كان يقال عن العرب المستعمرين والاستعلاء العربي، وبقية التعابير المتيبسة في القاموس السياسي للحركة الشعبية، وما اجتهد جون قرنق لحشوه في عقول الجنوبيين وأجيالهم الصاعدة والقديمة، وقد يقول قائل إنه ستكون للجنوبيين في حال انضمامهم للجامعة العربية، لغتهم التي كما اللغة الصومالية التي هي خليط من العربية والسواحيلية ولغات القرن الإفريقي وهم عرب، ومثلهم مثل الجيبوتيين، وأكثر من ذلك مثل سكان جزر القمر الذين يتخاطبون بلغتهم المحلية ويتمتعون بعروبة الانتماء للجامعة العربية، أو كما الأمازيغ في المغرب العربي أو مثل الأكراد في العراق، بقية الأقليات غير العربية التي تعيش في وطننا العربي الكبير.. لكن هل يشفع ذلك للحركة الشعبية الحاكمة في دولة الجنوب التي صنعت الانفصال من معاداة السامية العربية ولغتها التي هي لغة القرآن؟
> لكن مع كل هذا وذاك ورغم كل شيء.. آب الجنوب إلى رشده، ألم يكن يوماً جزءاً من هذه الهوية.. عندما كان جزءاً من السودان ..؟! يقول أكثر المؤيدين والمتفائلين إن الجنوبيين قلبوا وجوههم في هويات شتى في شرق إفريقيا فلم يجدوا هوية تقبلهم ولا تكتلاً يشبههم ولا إطاراً يحتويهم ولا أمة تتقبل حالهم أفضل من الجامعة العربية وأهلها.. فهل يا ترى بعد كل ما جرى ورفض الطلب الجنوبي من قبل الجامعة العربية، سيجد الشعب الجنوبي نفسه على مفترق الطرق؟ أم يفكر بصورة جادة في الرجوع إلى المربع الأول الذي منه انطلق إلى صحراء التيه؟!

الصادق الرزيقي
صحيفة الإنتباهة


‫3 تعليقات

  1. ياقرابه المقال ده بالغت فيهو عديييل كده
    معقوله المرض بتاع الطيب مصطفي اصابك
    ده كلام عنصري درجه اولي
    ماممكن تكتب كلام زي ده اصلا
    وانت بتدافع عن العروبه للدرجه دي انت فاكرنا نحنا السودانيين عرب
    يالصادق اصحي يابريش
    السودان لسه فيهو نسبة ٩٠٪ خليط تطلع بس البشاريين ديل من اصل يمني
    ومنعزلين للمرض الفي نفوسهم
    اما باقي السودان كله خليط وعايزك تتابع الاعلام كويس يالصادق قريييب ده
    نحنا بنسمع في الاساءات من العرب حتي رئيسك نفسه العرب طلعوه افريقي
    يالرزيقي ماتخدع نفسك وتخدعنا معاك لا لا
    خليك سوداني وماتدافع عن هويه ماعندك فيها نصيب
    يالصادق … قالوا الافارقه في ليبيا اتحدوا وضربوا العرب الليبيين واي عربي ضرب تقيل
    عارف الحصل لينا نحنا كسودانيين شنو انضربنا مع العرب بواسطة اخواننا الافارقه
    اها العرب جمعوا قواهم وعادوا الكره بعد الثوره
    ضربوا الافارقه ضرب تقيل اها اتخيل موقعنا وين ؟ برضو انضربنا مع الافارقه
    يعني في الحالتين نحنا انضربنا وبعد ده كله عايز تتكلم عن العروبه ياخي تطير عيشة العروبه
    الوتر ده عزف فيهو الطيب السجمان واخيرا زاق منه بعد استفزوه في الامارات
    اها انت اخيرا برضو عايز تعزف في نفس المرض . الله يمرضكم يامرض كفايه
    والواحد فيكم لو استفزوه العرب يدخل باسم الدين
    ويقول الرسول قال انها نتنة انتو طلعتوا نتنيين اكتر من اي نتانه ديل شنو ديل

  2. اخي الفاضل الاستاذ: الصادق الرزيقي
    هؤلاء الجنوبيين تفكيرهم كالعادة لا يتجاوز تحت اقدامهم، وهم كالمصريين يعتقدون أنهم أذكى الناس.
    لقد انفصلوا بحجة العرب والمسلمين ، ولكن عندما ضاقت بهم الارض بما رحبت نراهم يهرولون إلى العرب ويستجدون الجامعة العربية للقبول بعضويتهم.
    وكما يقول المثل ( ابوها مملحة وجو يكوسوها ناشفة )
    في ستين داهية الجنوب والجنوبيين اوسخ خلق الله

  3. مقال موفق الحقيقه الجنوبيين احساسهم بالمسؤليه ضعيف ما فاهمين كيف تتحول من متمرد تتلقي اعانات خارجيه لانك ضد العرب والمسلمين لشخص مسؤل عن حياه شعب ومعاشه مذابح واغتصاب اقنعت من دعمهم انهم اخطوا اسا عايزين يرجعوا للعرب بعد قطعتوا كل الجسور خطوه غير محسوبه وطفوله سياسيه