تحقيقات وتقارير

الخضر والفاتح عز الدين القادمون من الرصيف… العودة عبر بوابة الانتظار


فرغ المؤتمر الوطني فجر أمس (الخميس) من إجراء تعديلات جوهرية داخل صفوفه، ويلحظ المراقب أن الملمح الأبرز في التغييرات هي الموجودون على الرصيف بعد سنوات من الانتظار، فكان أبرز العائدين للعمل الحزبي رئيس البرلمان السابق الفاتح عز الدين الذي توارى عن الأنظار في أعقاب تنحيه عن رئاسة البرلمان، وكذلك حمل التشكيل الحزبي عودة دكتورعبد الرحمن الخضر والي الخرطوم السابق، وعودة سعاد عبد الرازق وزيرة التعليم السابق.

إحلال وإبدال

بالعودة لعملية الإحلال والإبدال التي حدثت في التغييرات الأخيرة نجد أن دكتور الخضر، قد عاد رئيساً للقطاع السياسي خلفاً لجمال محمود، بينما عاد الفاتح عز الدين رئيساً لقطاع الفكر والثقافة بدلاً من انتصار أبو ناجمة، وكلفت سعاد عبد الرازق بالقطاع الفئوي بدلاً من الصادق فضل الله.

تغييرات مهمة

التغييرات التي طالت المؤتمر الوطني في قطاعاته وأماناته المختلفة تبدو مهضومة عند البعض، إذ يقول رئيس تحرير صحيفة “الوفاق” والكاتب الصحفي رحاب طه في إفادته لـ(الصيحة) إن ما قام به المؤتمر الوطني من تغييرات أمس الأول أمر كان في أمس الحاجة اليه. ويواصل رحاب حديثه بالقول إن ما حدث بالشأن الجيد باعتبار أن معظم الوجوه التي برزت في قائمة التعديل تتمتع بقدرات وخبرات سياسية واقتصادية قادرة على تقديم مبادرات وأطروحات جديدة من شأنها الإسهام في دفع عجلة البلاد للأمام وتجاوز جل العقبات خاصة تلك الاقتصادية التي تمر بها البلاد الآن.

خطوة مهمة

ويشدد الكاتب الصحفي وعضو الحزب المهندس أبي عز الدين في إفادة لـ(الصيحة) إلى أهمية الخطوة التي لطالما ظل عدد كبير من كادر ومنسوبي الحزب ينادون بها، بحجة أن التغيير قد يشمل أيضاً السياسات الموضوعة باعتبار أن من يقُم بوضع السياسات بالسابق أصحاب نظرة قاصرة، وغير بعيدة المدى من حيث الواقعية ومواكبة الأحداث سياسياً واقتصادياً. ويتوقع أبي أن تشهد المرحلة القادمة انتعاشاً على مستوى قطاعات وأمانات الحزب، مبرراً حديثه حول ذلك بقدرة القادمين الجدد بتفعيل كافة الملفات وإنجاز جميع التكاليف التي قد توكل إليهم من وقت لآخر. مثمناً خيارات المكتب القيادي التي قال إنه وفق في اختيار كل من د. عبد الرحمن الخضر رئيساً للقطاع السياسي، ومساعد محمد أحمد رئيساً للقطاع الاقتصادي، مؤكداً قدرة الرجلين كل في مجاله على إحداث اختراقات في ملفاتهما مع العلم أن الملف السياسي والاقتصادي يعتبران من أمهات الملفات بل الركن الأساسي في أي تنظيم سياسي له الرغبة في المضي قدماً نحو التطور والنمو.

تغيير كامل

بالعودة إلى رحاب طه الذي كان له تعليق على شأن التعديل الذي حدث بالقطاع الفئوي بدأ بالقول ” على ما يبدو أنه قطاع شمله التغيير بصورة كاملة من رئيس القطاع وبقية الأمانات، حيث حلّ هشام التجاني بديلاً لمامون حسن، محمد الأمين حسن بديلاً لعصام أحمد عبد الله” ما يعني الرغبة الأكيدة في تجديد دماء الحزب والمجيء بأشخاص قادمين من الخلف.

ويضيف رحاب أن هذا التغيير جاء بمثابة إفساح المجال لأشخاص لم يمارسوا العمل الحزبي من داخل دهاليز الحزب وأماناته، وأنه تغيير يؤكد على تبلور رؤية ونهج جديد ربما يرى النور قريباً. منوهاً إلى الدعم والتخطيط والمشورة والدراسات التي سوف يجدها الجهاز التنفيذي حسب ما هو متوقع نسبة لأن شاغلي المواقع التنظيمية الجدد أيضاً كانت لهم أدوار سابقة في العمل العام قبيل الانصراف والتحول إلى دكة الرصيف ما قد يسهم في تفعيل مبادرات الحزب التي طالما افتقدها منذ وقت ليس بالقصير.

الصيحة.